الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!!.. «كريب ثقيل»!!

كمال مراد

2004 / 12 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد أن كنت في عداد من اجتاحتهم موجة «الكريب» الحادة.. بقيت ممدداً عدة أيام طريح الفراش.. ومع تناوب موجات البردية والحرارة المرتفعة.. كانت فرصتي لمتابعة التلفاز ليلاً نهاراً (فقط)، لتتداخل برامجه مع صحوي وهذياني...
لم أعلم السبب في إصراري على متابعة برامج التلفزيون السوري على وجه الخصوص.. والذي غبت عنه منذ فترة طويلة بعد أن أصبح عندي «دش ديجيتال».. إلاّ أنني أعتقد أن سبب هذه المتابعة هو معرفة مدى المصداقية في «الثورة الإعلامية» التي يكثر الحديث عنها هذه الأيام.. فاكتشفت بعض الحقائق:
البرامج هي هي.. مع إضافة ابتسامة سمجة ثقيلة ودائمة من مذيعي نشرات الأخبار المحلية الذينيذكّرونني دوماً بسحنة «رجل أمن»!!.. مع غياب بعض الوجوه المألوفة والقريبة إلى القلب..
زيادة عدد المذيعين الشباب ليلحقوا بعدد المذيعات (سيدات وفتيات).. وكل شب يتباهى بفحولة صوته ونظراته الخارقة..
زيادة في استخدام التاتشات الموسيقية المفزعة.. إلى الرسومات الالكترونية الفجة..
تغيير في العديد من المصطلحات كي تبدو «ملطفة»، وتصل «مسطحة»!!..
استمرار أخبار فتوحات الوزراء والمدراء العامين والندوات والفعاليات.. مروراً بأخبار الطلائع والشبيبة والمرأة والمعلمين.. (وهنا تزداد الابتسامة طولاً وعرضاً عند عبارة: «نشكر حسن متابعتكم»)..
وقد أعادني «حسن المتابعة التلفزيونية» لأحد أسباب «الكريب».. وهو متابعتي لوقائع الجلسة الثانية للمؤتمر الاستثنائي للحزب، الذي عُقد في جو بارد، رغم سخونة النقاش وشفافيته ودفء الحماس الشيوعي..
كم أحزنني وأمرضني افتقاد المؤتمر لبعض الرفاق (الحماصنة).. ليس لأن حمص مسقط رأسي، وليس لأن حالتنا هي تتويج عملي لمفهوم الديمقراطية عند الشيوعيين، بعد أن وصل لمرحلة اللاعودة عن هذا الخيار... ما أحزنني هو أن تصل ديمقراطية البعض بأن يضعوا شروطاً على المؤتمر، وهم ما زالوا يعتبرون فرسان العمل الديمقراطي!!..
نعم.. جرحني الأحباء عن بعد.. ياليتهم أتوا وليجرّحوامنشاؤوا!!..
وضمن مفهوم «حُسن المتابعة».. وصولاً لمفهوم «حُسن الختام» انتابتني قشعريرة مريرة وأنا أُفكر في «حُسن الديمقراطية» المُهانة على الطريقة الأمريكية..
لم أتمالك نفسي من الضحك لأنني تذكرت طرفة خبيثة عن الحماصنة: (كان في واحد حمصي، وواحد عادي)!!.. والمفارقة هنا ليس أن العادي أفضل من الحمصي.. بل لأن الحمصي غير عادي، أو فوق العادي، وهذا شيء جميل.. إلاّ أن ذلك لايبيح أن يكون له حقوق «سبيشل» في الحزب..
بالأمس القريب اكتوينا جميعاً (حماصنة وعاديين) بنار خرق المؤتمرات والتطبيقات وموجات الطرد والفصل والإبعاد و(وضع نفسه بيده خارج صفوف الحزب)... وبالأمس القريب أيضاً اكتوينا بنار القيادات التي (خرطها الخراط وقلب ومات).. وبعد تلك الأماسي الحزينة انتقلنا لنضع معاً «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين».. والذي سرعان ماتجذّر ليجمع حبات البذار اليانعة لتتواصل مساعي وحدة الجميع في العمل لكرامة الوطن والمواطن.. دون انقسام أو استسلام.. وليس لافتتاح دكّان جديد من دكاكين الشيوعية... فكنا حالة عمّت الوطن من أقصاه إلى أقصاه.. ولم تعد وحدتنا همّاً حزبياً يتعلق بهذه العشيرة أو تلك القبيلة.. ليغدو صوتنا من صوت الوطن بكل أطيافه وألوانه...
ما العيب في أن يتفانى شبّان طرطوس ودمشق والجزيرة وغيرها من المحافظات السورية في جمع عشرات ألوف التواقيع ضد الغلاء.. حتى لايُقدر بعضهم قيمة هذا الفعل حق قدره!!... كيف.. ولماذا يا أحباب؟؟!!..
عودة لأجواء المؤتمر.. لا أنكر (كغيري من المشاركين) عدم قناعتي بزيد أو عمر وبالمدائح المتبادلة.. هل نحن حزب ملائكة؟!.. وبغض النظر عن أية نتيجة قد تعجب فلان ولا تعجب علتان.. إلاّ أن من اختارهم المؤتمر حملوا عبئاً ثقيلاً فوق أعبائهم الحياتية.. ولم تعد المهمة الحزبية منصباً فخرياً ومطمعاً بغنائم.. وأكبر دليل على ذلك احتفالنا بالأمس بالذكرى الثمانين للتأسيس الذي كان تظاهرة وطنية شقّت شوارع العاصمة، وليست احتفالاً معلّباً ليكون (تحصيل حاصل)..
إنه العمل الميداني الذي قد يُدفع ثمنه دماءً...
رغم المدفأة والمكيف.. (الجريدة بردانة).. «صاحبي» (أبو فهد) لم يستطع أن يقول شيئاً.. يجتاحه «كريب» ثقيل... (أبو محمد) يقبع للمرة الثانية في العناية المشددة.. وما زالت الحياة تقتص منه جزاء الوجدان النظيف.. عادل الملا.. ذاك الطفل الهرم.. الشيوعي النبيل.. أكثر من خمسين عاماً في بناء الحزب وصحافته.. وبيته يُعرض في المزاد العلني!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: أي سيناريو بعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا


.. حماس ترحب بتبني مجلس الأمن قرارا اقترحته واشنطن لهدنة في غزة




.. السنوار يؤكد في رسائل جديدة أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين-


.. مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة يبحث في الأردن الأوضا




.. ما خصوصية المعارك في مدينة رفح؟