الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى سنوية الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح) اللقاء الذي لم يكتمل مع الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح)

محمد الكحط

2011 / 12 / 15
مقابلات و حوارات


في ذكرى سنوية الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح)

اللقاء الذي لم يكتمل مع الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح)
وداعاً رفيقنا الطيب، وداعا أيها الشيوعي الرائع
محطات توقف في سيرة كفاحية طويلة

أجرى اللقاء محمد الكحط – ستوكهولم-
مقدمة: أتصل بيّ الرفيق آسو، وتحدث معي بخصوص عمل لقاء مع الرفيق الفقيد أبو صباح، والذي كنت قد تحدثت معه سابقا وأبدى عدم رغبته بالحديث في حينها، لكن الرفيق آسو أخبرني أنه الآن موافق على اللقاء وهنالك مستجدات سيخبرني بها لاحقا، فقلت له أنا مستعد متى ما تريد فحددنا يوم الجمعة 25 نوفمبر 2010م ظهرا، وقبل الذهاب للقاء الرفيق أبو صباح أخبرني آسو بأن الرفيق وضعه الصحي صعب جدا، وأنه ليس هنالك أي أمكانية جدية للعلاج، وطلب مني عدم الحديث عن الموضوع.
وخلال اللقاء شعرت بأن الرفيق متعب جدا لكنه كان يود الحديث رغم ذلك، وتحدثنا لحين وجدت من الضروري تأجيل اللقاء لعل الحال يسعفنا باستكماله لاحقا، لكن القدر أبى وغادرنا الرفيق على عجل وبهدوء وبصمت، هكذا كما القديسين، هذا الرفيق الأممي الرائع، الذي قدم الكثير بنكران ذات لوطنه ولشعبه، وكلي أمل أن نكمل اللقاء مع رفيقة دربه أم تارا ومع أبناءه، دانا و تارا و توانا.
اللقاء مع الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح) ورفيقة دربه الرفيقة أم تارا ذو شجون، حيث لا يمكننا أن نمسك موضوعا في الحديث حتى نجد أنفسنا قد أنتقلنا إلى آخر ونسينا الأول، وقد تردد الرفيق في إجراء اللقاء، منتقدا بعض الرفاق الذين كتبوا بشكل سلبي ضد بعضهم البعض وهو يدين تلك المذكرات التي نهجت ذلك النهج ويصفها بالمهزلة، فليس من الصحيح زج انطباعات شخصية أو مواقف معينة عن رفيق، فهذه إساءة للحزب وليس للرفيق المعني فقط.
وللتعريف بالرفيق أبو صباح فهو من مواليد السليمانية 1932م، تعلق بالحزب ومبادئه وأفكاره في سن مبكرة، ولد وسط عائلة بسيطة، وتعلم القراءة والكتابة في حجرة الملالي قبل أن يدخل المدرسة، لكن من حسن حظه أن هنالك أحد أقاربه وهو ملا نجم الدين، هو من أصبح معلمه الأول وكان هذا إنسانا مثقفا، يكتب الشعر ومهتم بالأدب ويصدر كتبا بخط يده، فلم تكن دروسه مملة كما الآخرين، وبعد سنتين من الدراسة معه فكر عمه بنقله إلى المدرسة، وهناك أقترح المدير ومعلم المدرسة أن يضعوه في الصف الرابع مباشرة، وتم تشكيل لجنة لتقدير أمكانية ذلك، وبعد الفحص وافقوا على ذلك لكنه فضل أن يبدأ في الصف الثالث، وأستمر في الدراسة لحين أكمال المرحلة الثانوية، ومنذ سن مبكرة وجد نفسه وسط زحمة النضال الوطني، ففي مرحلة المتوسطة في سنة 1949 أعتقل مرتين، يتذكر أنه عام 1946م كانت الحركة الكردية تعاني من الجزر، لكنها تأثرت بالحركة الثورية في إيران، وكانت السليمانية مركز للحركة التحررية الكردية، وعندما انهارت جمهورية مهاباد، شهدت المرحلة نقاشات حادة بين الأوساط السياسية والمثقفين ويقول كنا شبابا، والبعض يتحدث عن النضال للكرد فقط، وآخر يقول يجب أن نناضل من أجل كل العراق، فكنت أميل للقسم الثاني، ودعاني بعض الطلبة الناضجين إلى بيتهم، وأعطوني كتاب "النظام الداخلي للبارتي الإيراني"، وكان أحد الطلبة في المدرسة وهو أبن أغا ومن عائلة إقطاعية، كان يتحدث معنا وأختار بعض الطلبة وضمنا إلى حزب التحرر الوطني، وصار الطلبة قسمان حزب التحرر وحزب البارتي، وقسم ثالث وهم أقلية من الصامتين، فالوضع كان ثوريا والسياسة تشغل بال الجميع، تخرج أبن الإقطاعي وذهب إلى كلية الزراعة في بغداد، وأبن الإقطاعي قبل أن يسافر إلى بغداد سلمنا إلى رفاق آخرين وعلمت أنه تخرج وتعين وفصل لسرقته أموال من الدائرة، بالنسبة لي شكلنا حلقات للحزب وعندما تأسس اتحاد الطلبة بعد مؤتمر السباع، عملنا تنظيم له أيضا، نلت شرف العضوية في الحزب الشيوعي العراقي سنة 1949م، وجاءت الموافقة من المكتب السياسي في بغداد، وبعد اعتقال قيادة الحزب الشيوعي العراقي 1948وأعدام الرفاق عام 1949م ، تم اعتقال اللجان كلها وبقينا نعمل بدون ارتباط، وأصبح لدينا رفيق مسؤول المنظمة أسمه أكرم عبد القادر، حيث قاد السليمانية وكركوك، بعد أكمال الثانوية ولصعوبة الوضع المادي للعائلة وبعد مقترح من بعض الأصدقاء ذهبت إلى الدورة التربوية للمعلمين، الذي أصبح فيما بعد معهد المعلمين وأكملتها سنة 1953م.
ولم يتم تعيينه كونه شيوعي، لكن لم تكن لديهم أدلة لاعتقاله، وطلبوا منه كتابة البراءة ليتم تعيينه لكنه رفض ذلك، وبعد فترة كان له أقارب يملكون علاقات جيدة بالدولة وزجوا أسمه ضمن قائمة لتعيين مجموعة من المعلمين، وتم تعيينه في ناحية "ماوت" وهي مرتبطة بجوارته ضمن محافظة السليمانية، كان يقود 28 طالبا أما هنا في الأرياف وفي الأقضية فليس هنالك أصدقاء ولا رفاق لكنه كان يحتك مع الجماهير، وبعد فترة من تعيينه ومزاولة عمله كتبوا تقريرا عنه كونه شيوعي ويحمل أفكارا هدامة وأن له نشاط مع الجماهير، ومن الصدف أن التقرير لم يصل للمحافظ بفضل أقاربه أيضا فنقل بعدها إلى مكان آخر ومن ثم إلى لواء الكوت (محافظة واسط حاليا)، يتذكر أحداث ثورة تموز 1958م، وكان الرفيق عمر علي قد أدلى بمعلومات علينا عند اعتقاله فجاءني بعد ثلاثة أيام من الثورة إلى المنزل مع أحد الرفاق وكان يرتجف فقلت له تفضل، قال تسمح أن ندخل فدخل وجلبت لهم الشاي، قال أنا خنت لكن أرجوك أنقذني، فقلت له ماذا تريد، فقال أريد العودة للعمل، فطلبت من الرفاق المثقفين والفنانين مساعدته فقاموا بمساعدته وعاملوه بلطف وأصبح وضعه جيدا كونه كان فنانا ورساما ومسرحي فشكرني كثيرا.
خلال فترة الثورة كانت الجماهير مثقفة سياسيا واعية جدا، حتى البسطاء منهم مما لفت انتباه الصحفيين الأجانب، وأتذكر إعجاب أحد الصحفيين "الجيك" الذي قال حتى صباغ الأحذية يتحدث بالسياسة.
عمل الرفيق أبو صباح خلال الفترة حتى 1961 مسؤولا عن المثقفين ثم أصبح مسؤول المدينة وكانت منظمة الحزب كبيرة آنذاك، فكانت هنالك لجان شباب ومثقفين وطلبة وعمال ولجان قاعدية ونسوية وكان قبل ذلك قد نفي إلى "شاخ7"، بقي هناك لمدة سنة، بعدها أقترح المكتب السياسي للحزب عليه ترك الوظيفة والعودة إلى كردستان للتفرغ للعمل الحزبي السري، وكان جوابه أن مقترح الحزب هو قرار وأنا سأنفذ هذا القرار، فقدم الاستقالة وعاد إلى السليمانية، وهنا يستذكر قائلا: التقيت الرفيق عزيز محمد الذي كان حينها سكرتير الإقليم (سكرتير فرع كردستان للحزب آنذاك) والرفيق سكرتير المحلية وكان الرفيق عزيز محمد يريد أن يضع لي خطة حول الوضع الاقتصادي فقلت له رفيق أذهب أنت ونحن نتدبر أمرنا المالي، فودعته إلى كركوك، وبقيت في العمل الحزبي المحترف حتى سنة 1963م، وعلمت ان الحكومة لم تقبل استقالتي وتم قرار فصلي لخمسة سنوات، وطلبوا من زملائي ورفاقي المعلمين معلومات عن مكان تواجدي فقالوا لهم أذهبوا إلى الجبال وابحثوا عنه، وفي الانقلاب الأسود أستشهد أخيه محمود كريم وكان ضابطا، وفي آخر لقاء له معه قال له أذهب وناضل ولا تهتم للعائلة فأنا سأتدبر أمرها، وكانت العائلة تتألف من أربعة أبناء وابنتان والوالدين أي ثمانية أشخاص، يقول، فاختفيت وكنت أقود المدينة وكان مسؤول السليمانية حينها "أحمد محمود حلاق" وأنا المساعد وقد أستشهد بعد مقاومته القتلة في قصر النهاية، بعد مقاومته طلبه المجرم صدام فقتله، وعند هجوم قطعان البعث على السليمانية قاموا باعتقالات عشوائية طالت 4000 شخص، ووضعوا الموظفين في قاعة خاصة، وبشكل مزدحم مما تسبب في وفاة أكثر من 120 شخصا، كنا ننام على الأرض ونواجه ظروف صعبة، وهناك صادف أن التقيت بجندي جاء وقبل يدي وقال لي "أنت ربي"، وشاهدني يوما أرفض سيكارة من الرفيق "جالاك" وقلت له لا أدخن، هذا الجندي جلب لي العنب والسيكاير وسألني لماذا لم تأخذ من جالاك السيكارة وأنت تدخن، فقلت له كيف أخذ سيكارة من خائن، فكان الجندي معجبا بيّ جدا. وفي أحدى الليالي كنت أتمشى في قاعة السجن ووقفت عند الشباك، فجاء ثلاثة جنود عرفاء وسألوني هل أنت أحمد كريم، فقلت لهم نعم، سألوني عن صحتي، وطلبوا أن آتي كل يوم هنا ونصحوني بأن لا أتقرب من الناس السيئين، وقالوا سنلتقي معك باستمرار وسنوصل لك كل ما تريد، وفعلا تم ذلك وفي أحد المرات جاءوا وقالوا لي بأن هناك محاولة اليوم لزج أسمك مع ألف شخص سيطلق سراحهم، فإذا تم قراءة أسمك أخرج بسرعة معهم وأركب اللوري وأجلس، وكنا في الحامية العسكرية وسط المدينة، وفعلا جاء ضابط وقرأ الأسماء فخرجت وركبت السيارة وتم نقلنا إلى المدينة وهناك وجدت من ينتظرني بسيارة لنقلي بعيدا عن الأنظار، ومن ثم تم أيصالي للمنزل.
وبدأ العمل السري من جديد ونال أسما حركيا لا زال البعض يناديه به وهو "نوري". يستذكر الرفيق بعدها نشاطه اللاحق في السليمانية، حيث أصبح سنة 1964 مسؤول السليمانية ومرشح لعضوية الإقليم، حيث جاءت رسالة من قيادة الحزب حول ذلك لكنه أعتذر وبالمقابل رفض اعتذاره، وفي شهر ديسمبر 1964 أصبح عضو إقليم كردستان حتى عام 1968م، (وهنا يقول كنت أخشى أن أستلم قيادة العمل مع النساء وذلك لوجود الكثير من المشاكل فيها)، وفي هذا الخصوص يتذكر حادثة طريفة له مع أحد الرفاق عندما كان عضو أقليم مساعد خلال العمل السري حيث كلفه بزيارة عائلة رفيق في القضاء لحل مشكلة معينة، لكن الرفيق رجع زعلان ومعاتبا له على هذه المهمة، وعرف منه السبب كون أنه وجد الرفيق جالس يضحك وزوجته مريضة جدا، ويبدو أنه متزوج من أخرى شابة، وتحدثت زوجته المريضة معه قائلة، هل تقبل أن يتزوج رفيقك شابة ويتركني مريضة بالفراش"، فقلت له أنا لا أعلم أنه متزوج فلماذا أنت زعلان علي لو نعرف لحاسبناه، المهم الرفيق بعد فترة من المقاطعة عاد وأعتذر من الرفيق أبو صباح كون لا علاقة له بالموضوع.
وعن جحود بعض الرفاق، وبسبب التنافس البعيد عن الروح الشيوعية، يروي هذه الحادثة التي تعكس بعض جوانب الصراعات التي أعاقت الحزب عن إداء مهامه النضالية، وخلال انشقاق عزيز الحاج، وهو الذي يعرف عزيز الحاج جيدا ويعرف نواياه، ويعرف أسراره، أتهم بالتعامل معه من قبل بعض الرفاق الذين كتبوا ذلك لقيادة الحزب والتي أصدرت قرار بتجميد عمله وعليه أن يسلم منظمة الحزب في الموصل، وكان ذلك بغياب الرفيق كريم أحمد، فسلم المنظمة إلى الشهيد سليم عادل وذهب إلى أربيل، فأستلم فايل عرف فيه سبب التجميد والاستدعاء، وكانت الاتهامات بأنه سلم المنظمة إلى عزيز الحاج، علما أن منظمة الحزب الشيوعي في الموصل هي الوحيدة التي لم يستطع الانشقاقيون الوصول أليها، قياسا بالمنظمات الأخرى، فعرض الملف على الرفيق كريم أحمد والذي طلب من الرفيق حضور اجتماع الإقليم، لكن أبو صباح طلب أن تدرج موضوعة تجميده في الفقرة الأولى من جدول الاجتماع وليس كما يريد كريم أحمد في آخر فقرة، ولكن الرفيق كريم احمد أجبره على الموافقة، وفي الاجتماع الذي حضره الرفاق من كل المحافظات، فوجئ الرفاق بأن يكون الرفيق أبو صباح متهما بالتعامل مع عزيز الحاج والموصل من أفضل المنظمات التي حافظت على تماسكها، وقال لهم أن هذه التهمة الملفقة من ثلاثة من أبطالكم، وأوضح للرفاق في الاجتماع أن عزيز الحاج أتصل به وطلب الحضور إلى الموصل، فقال له تعال وأنت أطرح ما عندك وأنا سأطرح كل ما عندي بخصوصك، لكنه كان جبانا فرفض المجئ، ثم جاءت برقية من البارتي إلى الرفيق أبو صباح للتوجه للقاء بهم، فأجابهم أهلا وسهلا، لكن أرجو أن تتم الدعوة عن طريق الرفاق في قيادة الحزب "الإقليم" وليس بشكل شخصي، لكنهم انسحبوا من الدعوة، وعلم من مصادره أن هنالك تنسيق بين بعضهم وبين عزيز الحاج لزحزحة المنظمة هناك، ويقول الرفيق ضاحكا تعلمت "الفشار" من الرفيق كريم أحمد ففشرت عليهم، وتحديتهم وطلبت منهم الاستفسار من البارتي عن موقفي، وأوضح أنه كان هنالك حقد شخصي من هؤلاء ضده دون سبب، كونهم لا يستطيعون التحمل وحل المشاكل ويخافون من المواجهة، وفي نفس الاجتماع تقرر ان يكون الرفيق أبو صباح سكرتير محلية أربيل، لكنه رفض، وطلب أن يكون ذلك عبر الترشيح بالكونفرنس، وعندما عقد الكونفرنس في أحد الجبال التابعة إلى أربيل، تم أنتخابه بالأكثرية المطلقة وأصبح عضو محلية أربيل وتم بالإجماع انتخابه سكرتير لمحلية أربيل.
في الكونفرنس الثالث يقول قدمت طلبا للرفيق عزيز محمد بتبديل فرع كردستان إلى اللجنة المركزية للإقليم لكنه بعد يومين أجابني برفض المقترح، كون المسألة غير ناضجة لهكذا طرح.
تنقل الرفيق بين السليمانية وأربيل. بعدها طرح عليه الرفاق الذهاب في دورة حزبية للإتحاد السوفيتي سنة 1970، فاشترط بأن لا تكون طويلة وأقل من سنة، يقول ذهبنا بالطريق الغير رسمي، وكان الرفاق من الحزب الشيوعي السوري في انتظارنا، كان عددنا 25 رفيقا، وفي مطار دمشق كنت أول شخص يسلم جوازه وكان مزورا طبعا، فشك به ضابط المطار، فقال ما هي المشكلة فقلت له مشي الموضوع فقال أذا فقط جواز واحد ممكن، فقلت له لا عندي 25 جواز مزور وعليك مساعدتنا بالمرور فرفض وقال غير ممكن يجب العودة إلى مدير المطار، وكان هنالك رفيق سوري في الانتظار لحل أي إشكالية قد تقع في المطار، فأخذني الضابط باتجاه المدير، حينها أعطيت إشارة للرفيق السوري الذي قام بالاتصال بالمدير فورا وحل الإشكالية وقبل أن نصل خرج المدير ألينا ليقول للضابط مبادرا مشي أمر الجماعة بسرعة ولا تعطلهم، ذهبنا إلى موسكو للدورة التي أكملناها وعدنا للوطن. وبتكليف من الحزب أصبح مدير المدرسة الحزبية سنة 1971م، وكانت الأوضاع المعيشية للطلبة مزرية فلا فراش للنوم ولا مطبخ جيد، ومزدحمة جدا، فطلب توفير مبلغ من المال وحصل على خمسة آلاف دينار، يقول وبمساعدة الرفيق نوزاد ومع سيارة فولغا اشترينا أسرة جديدة مع مستلزمات النوم من أفرشة وأغطية وأدوات مطبخ كامل، وطلبت عاملة للمطبخ والتنظيف كي يتفرغ رفاق الدورة للدراسة بشكل جيد، وفعلا جاءت رفيقة قامت بالواجب بأفضل ما يمكن.
عاد إلى أربيل عام 1972، وعمل في مكتب التنظيم العام، ثم انتقل إلى الموصل وأصبح سكرتير محلية الموصل عام 1977م. بعد انهيار الجبهة وشروع البعثيون بالمضايقات على عمل الحزب الشيوعي ومنع المنظمات الجماهيرية له، عندها لجـأ الحزب إلى الكفاح المسلح، وقاموا بمساعدة العديد من الرفاق بالوصول إلى كردستان.
توقفنا هنا وسنكمل المشوار عهدا يارفيقنا الغالي، فقد فارقنا الرفیق صبیحة یوم 15 /12/2010 في ستوکهولم، تاركا لنا تاریخا نضاليا زاخرا یمتد لأکثر من نصف قرن، حیث ناضل ضد‌ الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة منذ الحقبة الملکية.
لقد مرت سنة على رحيلك أيها الشيوعي الغيور، ماذا نقول لمناضل من طراز أبو صباح وماذا نعمل تجاه هكذا تاريخ مليء بمسيرة نضالية أساسها نكران الذات وحب الحزب الشيوعي العراقي ومبادئه ورفاقه، للرفيق الذكر الطيب وباقات الورد الزاهية، ولزوجته وعائلته جميعهم الصبر والسلوان، وستظل ذكرى الرفيق أبو صباح عطرة خالدة في قلوبنا جميعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
جاسم الحلوائي ( 2011 / 12 / 15 - 12:56 )
رفيقي العزيز محمد الكحط
أحيي اهتمامك بتدوين السيرة الذاتية وذكريات بعض مناضلي الحزب الشيوعي العراقي وخاصة أولئك الجنود المجهولين الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل حرية الوطن و سعادة الشعب، وما أكثرهم. وفي عملك هذا تكريما لهم وفي الوقت نفسه مساهمة في تعزيز خزين المعلومات عن الحزب والتي لا غنى عنها لأي باحث جدي في تاريخ الحزب والعراق.
وأرجو أن تسمح لي بتصحيح تاريخين ورد في مقالك عن المناضل الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح) أنا طرف فيهما:
1 ¬– إن ذهابه إلى موسكو للدراسة لم يكن في العام 1970 وإنما للسنة الدراسية 1969 – 1970. فقد سافرنا سوية من دمشق إلى موسكو على متن نفس الطائرة في نهاية أيلول 1969، أنا للعلاج وهو للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية ( المدرسة الحزبية).
2 – لم يصبح أبو صباح مديراً للمدرسة الحزبية العام 1971 وإنما في العام 1974 . وقد كنت مشرفاً على المدرسة المذكورة منذ تأسيسها وحتى إلغائها. يتبع


2 - تصحيح
جاسم الحلوائي ( 2011 / 12 / 15 - 13:01 )
رفيقي العزيز محمد الكحط
أحيي اهتمامك بتدوين السيرة الذاتية وذكريات بعض مناضلي الحزب الشيوعي العراقي وخاصة أولئك الجنود المجهولين الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل حرية الوطن و سعادة الشعب، وما أكثرهم. وفي عملك هذا تكريما لهم وفي الوقت نفسه مساهمة في تعزيز خزين المعلومات عن الحزب والتي لا غنى عنها لأي باحث جدي في تاريخ الحزب والعراق.
وأرجو أن تسمح لي بتصحيح تاريخين ورد في مقالك عن المناضل الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح) أنا طرف فيهما:
1 ¬– إن ذهابه إلى موسكو للدراسة لم يكن في العام 1970 وإنما للسنة الدراسية 1969 – 1970. فقد سافرنا سوية من دمشق إلى موسكو على متن نفس الطائرة في نهاية أيلول 1969، أنا للعلاج وهو للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية ( المدرسة الحزبية).
يتبع


3 - بقية تصحيح
جاسم الحلوائي ( 2011 / 12 / 15 - 13:04 )
2 – لم يصبح أبو صباح مديراً للمدرسة الحزبية العام 1971 وإنما في العام 1974 . وقد كنت مشرفاً على المدرسة المذكورة منذ تأسيسها وحتى إلغائها. جدير بالذكر بأن الحزب كان يعاني في العام 1971 من ضربة قاسية، بقيادة ناظم كزار مباشرة، ويعمل في سرية تامة. وقد تأسست المدرسة مع ظهور الحزب للعلن وبعد قيام الجبهة التي أقيمت في العام 1973.
مع خالص مودتي وتقديري


4 - تصحيح
شه مال عادل سليم ( 2011 / 12 / 16 - 20:39 )
الغالي محمد الكحط المحترم .. تحية وتقدير; ,لقاء جميل حقا ـ و فعلا برحيل الرفيق احمد كريم غفور المعروف ب (ابو صباح) فقدنا انسانا طيبا ومناضلا عنيدا قدم الكثير الكثير لشعبه ووطنه ...استغل هذه الفرصة الطيبة لاقول لكم بان قد ورد في النص خطأ من المحتمل ان يكون مطبعيا حول اسم الشهيد (عادل سليم) ولكن لااهمية الموضوع من جهة ولتوثيقه للاجيال القادمة من جهة اخرى قررت ان اكتب لك هذه الملاحظة :ـ
ـ النص المقتبس ـ( وعن جحود بعض الرفاق، وبسبب التنافس البعيد عن الروح الشيوعية، يروي هذه الحادثة التي تعكس بعض جوانب الصراعات التي أعاقت الحزب عن إداء مهامه النضالية، وخلال انشقاق عزيز الحاج، وهو الذي يعرف عزيز الحاج جيدا ويعرف نواياه، ويعرف أسراره، أتهم بالتعامل معه من قبل بعض الرفاق الذين كتبوا ذلك لقيادة الحزب والتي أصدرت قرار بتجميد عمله وعليه أن يسلم منظمة الحزب في الموصل، وكان ذلك بغياب الرفيق كريم أحمد، فسلم المنظمة إلى الشهيد سليم عادل وذهب إلى أربيل،) ....
والصحيح هو الشهيد (عادل سليم )....ارجو الانتباه الى ذالك
مع تقديري ....

اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى