الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفاجأة ..ان لا مفاجأة!

جاسم الحلفي

2011 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لم يفِ عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية بالوعد الذي قطعه يوم السبت 10 كانون الأول الجاري، بكشف ملابسات حادث تفجير مجلس النواب العراقي الشهر الماضي، وحدد فيه الثلاثاء 13 الجاري موعدا للإعلان عن الجهة، التي أدخلت السيارة الملغمة الى المنطقة الخضراء ووقفت وراء تفجيره. فذلك ما صرح به لوكالة "آكانيوز" مؤكدا أن نتائج التحقيق ستأتي مفاجئة للجميع. ولكن مر الثلاثاء وبقى النائب صامتا. وكان ذلك متوقعا، لذا لم يشكل صمته أية مفاجأة، فيما لم تؤكد لجنته الأمنية الأمر كما لم تنفه. صمتت هي أيضا، مثل بقية اللجان التي تشكلت في أعقاب التفجيرات والاختلاسات السابقة، وما أكثرها في العراق! ولم تقل شيئا بصدد الخرق الأمني الفاضح، الذي نفذ إلى المنطقة الخضراء، وهي المفترض الا تستطيع النفاذ إليها نملة، من دون "باج" خاص!

لم نتفاجأ يا سيادة النائب، ولن نبالي بالتصريحات التي تطلق للاستهلاك اليومي، والتي لا تصلح للاستخدام سوى مرة واحدة! فهي تهدف الى تشويه الوعي، وتجسد محاولة بائسة للضحك على ذقون بسطاء المواطنين. ولطالما صدحت تصريحات مثلها من دون ان تغير شيئا من قناعتنا بان المتنفذين، وهم يستمرون بالنهج الطائفي الانقسامي ذاته، الذي يشيع أجواء عدم الثقة ويرسخ الخوف والقلق من قادم الأيام، انما يسهمون في تعميق الأزمة ومفاقمتها، دافعين البلاد بذلك على طريق المجهول!

لا يبدو ان هناك مفاجأة يا سيادة النائب: فبالتأكيد لم تنزل السيارة المفخخة من السماء، ولم تخرج من باطن الأرض إثر زلازل، بل دخلت المنطقة الخضراء بفضل تسهيلات، لا يمكن ان يقدمها سوى من يمتلك احد "الباجات" الخاصة بالمسؤولين وثقاتهم. وكذا الأمر بالنسبة الى إدخال المتفجرات وخبراء تركيبها، فهذا يتم عن طريق أصحاب "الباجات" الخاصة حصرا!

لن نتفاجأ إن كشفتَ لنا اسم نائب ساهم في ذلك، فقد سبق وان اتـُهم نائب، ما زال حتى اليوم هاربا، بتفجير مجلس النواب. كذلك لن نتفاجأ اذا كشفتَ لنا اسم وزير ساهم بهذه الجريمة. فلا يزال هناك أيضا وزير هارب، وتهمة الإرهاب تلاحقه. نعم، لم ولن نتفاجأ، فالمحاصصة وفرت لهم الكراسي، والحماية، وأمنت الغطاء لهروبهم!


ولم تفاجئنا التصريحات المتضاربة حول الشخصية المستهدفة من ذلك الخرق الأمني، والتلميحات في شأن من يقف خلفه. لكننا نعلم انه حينما تنكشف الجهة التي تقف خلف التفجير، تنكشف أيضا الجهة المستهدفة! كذلك لم نتفاجأ حينما صرح الناطق الرسمي بان استهداف الشخصيات السيادية خط احمر! وكأنه يقول بصيغة غير مباشرة، ان استهداف بقية المواطنين خط اخضر - مباح! وحتى في هذا ليس ثمة ما يفاجيء، حيث ان مفهوم الأمن ما زال عند البعض يعني حفظ امن المسؤول المتنفذ!

لن نترقب مفاجأة يا سيادة النائب، ومع ذلك تبقى أسئلتنا مفتوحة، مشرعة، تطالب بالكشف عن منفذي الجريمة، وغيرها من الجرائم التي طالت المواطنين الأبرياء، في الأسواق وفي الشوارع وفي المعامل وعلى الأرصفة، وعمال المساطر، وقادة العمل والفكر والضمير.

سيادة النائب: هل تعرف المفاجأة؟ انه ليست ثمة مفاجأة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -