الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة المفروض والمرفوض

جهاد الرنتيسي

2011 / 12 / 15
حقوق الانسان


نهاية العام الجاري موعد اخر مع معادلة المفروض والمرفوض التي تحكم السياسة الرسمية العراقية بشقيها الداخلي والخارجي .
فقد حددت الحكومة العراقية هذا الموعد لاغلاق ملف مخيم اللاجئين الايرانيين ، المعروف عالميا بمخيم اشرف ، والذي تحول على مدى العقود الماضية الى ايقونة ، اضيفت الى دلالاتها السياسية ، دلالات انسانية ، منذ الاحتلال الامريكي للعراق .
بتحديدها القسري للموعد كانت حكومة نوري المالكي تسقط البعد الانساني لوجود اللاجئين في العراق وتقرأه من الزاوية السياسية التي حددها الولي الفقيه في طهران محكوما بعداء تاريخي لاصحاب الثورة التي استولى عليها .
كغيره من الممارسات ، التي قام بها المالكي ، في حكومتيه الاولى والثانية ، عبر قرار تحديد مهلة نهاية العام ، عن انسحاب الذهنية الامنية ـ السياسية الايرانية ، في التعامل مع قضايا حقوق الانسان ، على التفكير التسلطي للمتحكمين بالقرار العراقي .
وبفعل انسحاب طريقة تفكير الولي الفقيه الايراني ـ الذي يحكم دون روادع حقيقية ـ على الحكومة العراقية ، واستباحة المطالبين بحقوق الحياة والمواطنة والعيش الكريم ، تماثلت ممارسات القمع في البلدين الى حد كبير .
مشاهد القتل و الملاحقة والتنكيل والترويع المنظم ، لم تعد مفاجئة للعين في شوارع طهران وبغداد ، وان اختلفت اشكالها ومبرراتها ، فهي تعبير عن القمع والعنف ، الذي تمارسه السلطة الطائفية ، ضد معارضيها ، في زمن العولمة.
اقتحام مخيم اللاجئين الايرانيين قبل اشهر , المتوقع ان يكون تمرينا ، لتنفيذ استحقاقات التحديد القسري ، تجسيد اخر لتماثل الذهنيتين ، لا سيما وانه يخالف المزاج العام العراقي ، وان تم بايد عراقية ، وينسجم مع رغبة ملالي طهران المعلنة ، وان لم يشارك اصحاب العمائم في تنفيذه بشكل فعلي على الارض ، والمقصود بالفعل هنا حمل البنادق واطلاق النار على اللاجئين العزل .
ردود فعل القوى السياسية والاجتماعية العراقية على الاقتحام تؤكد هذه الحقيقة، وكذلك اصرار المالكي واركان حكومته على الاستحقاق ، رغم اتساع الرفض العالمي لفكرة الاغلاق القسري ، وبحث المجتمع الدولي عن خيارات اخرى , تبلورت في الترحيل الى بلد ثالث بعد اجراء لقاءات مع اللاجئين .
لكن سيناريو البلد الثالث يعزز اجواء انعدام الثقة فهو يبقي اللاجئين ولو لبعض الوقت بين ايدي اجهزة مزدوجة الولاء ، وقد يفوق ولاءها للولي الفقيه ، التزامها بتعليمات ولي الولي في العراق .
ولتجنب استغلال حالة الفوضى ـ المصاحبة لمراحل انسحاب القوات الامريكية ـ في اراقة دماء جديدة ، بامكان المجتمع الدولي ، الاشراف على اجراءات النقل ، وتوفير الامن والحماية للاجئين في مخيمهم ، من خلال منظمات دولية ، او بقايا قوات امريكية ، ففي منطقتنا ترتكب ابشع اشكال البطش والتنكيل في المراحل الانتقالية .
العد العكسي للموعد الذي حدده المالكي يقترب ، والكرة الان في ملعب الاطراف الدولية ، ولا يحتاج الامر لاكثر من قرار غربي ، يمنح الحماية للاجئين ، ويغلق الملف الشائك ، باقل قدر من الخسائر في الارواح .
لعبة الوقت لدى الولي الفقيه الايراني ، وولي الولي العراقي ، اشبه بلعبة الروليت ، والثقة معدومة في انظمة لا تقيم الاعتبارات لحياة البشر ، وعلى الاطراف الدولية ان تعطي هذه الحقيقة الاهمية الكافية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود


.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة




.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس