الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من في مقدمة المتصدين لأشرف؟

نزار جاف

2011 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أعوام، و تحديدا بعد سقوط النظام السابق، تتخذ قضية أشرف أبعادا و سياقات غير عادية و يوما بعد آخر تتجه هذه القضية نحو المزيد من التعقيد و الضبابية، رغم انها اساسا قضية تتعلق بثلاثة آلاف و أربعمائة إيراني معارضين للنظام الديني القائم و هم أفراد محميون بموجب قوانين جنيف الخاصة بالاسرى و اللاجئين، لکن، لايبدو أن من مصلحة النظام الايراني بقاء هذه القضية ماثلة للعيان و کشاهد حي على الطابع الدکتاتوري و الاستبدادي له.
المحاولات التي بذلها النظام الايراني في سبيل قمع صوت سکان أشرف و حجبهم و عزلهم عن العالم کله، عبر حصار غير انساني هو من وضع السيناريو الخاص به، أکثر من کثيرة، لکن هذه المحاولات و على الرغم من حجمها التآمري و دقة و قوة إعدادها و تنفيذها، إلا أنها و طوال الاعوام السبعة المنصرمة لم تؤدي الى نتيجة مفيدة لرجال الدين الحاکمين في طهران، وتيقنوا من أن الصراع فيما لو بقي بين النظام و بين سکان أشرف، فإنهم لن يحصدوا سوى الخيبة و الخذلان، ولأجل ذلك، وبعد أن بحثوا الامر من مختلف جوانبه، وجدوا أن الحل الامثل يکمن في قذف الکرة الى أحضان العراقيين من خلال جعل الصراع بين العراقيين و بين سکان أشرف، وحتى في هذه لم يفلحوا أيضا بدليل أن الملايين من العراقيين(وخصوصا الشيعة)، وقعوا على عرائض دفاعا عن سکان أشرف و تضامنا معهم، کما أن الکثير من الشخصيات و التيارات السياسية العراقية و على إختلاف مشاربها، أکدت دعمها و إسنادها و وقوفها مع سکان أشرف، هذا الفشل و الاخفاق الذي أصاب النظام الايراني بنوع من الاحباط و الخيبة دفعته لبذل المزيد من الجهود المستميتة ولاسيما وان قضية معسکر أشرف بالنسبة إليه هي قضية بقاء النظام نفسه، وعلى الرغم من کل تلك الضغوط المکثفة التي مارسها النظام الايراني لکي يقوم برشوة العراقيين و بطرق رخيصة جدا حتى يقوموا بتظاهرات و إعتصامات أمام المعسکر، لکن هزالة و سطحية تلك المسرحيات الساذجة لم تنطلي على أحد و لم يقبل العراقيين أن يصيروا آلة او وسيلة او جسرا لغيرهم من أجل الوصول الى أهداف مشبوهة، ومن هنا، لم يبق أمام النظام الايراني سوى تلك الجهات و الشخصيات السياسية العراقية التي صنعها هو بنفسه أبان فترة الحرب العراقية ـ الايرانية، وکان هذا الامر بمثابة دليل قطعي و دامغ آخر على ما يؤکده سکان أشرف دائما من انهم مستهدفون من قبل النظام الايراني.
قيام المجلس الاعلى الاسلامي في العراق بتنظيم حملات دعائية مفضوحة أمام معسکر أشرف للتعبير عن(رفض العراق لتواجدهم على أراضيه)کما زعموا، يکشف أمرين مهمين جدا هما:
ـ ان المجلس المذکور و على الرغم من إنتهاء الحرب العراقية ـ الايرانية و عودته الى العراق، فإنه مازال يستلم أوامره من طهران و ينفذها حرفيا من دون نقاش.
ـ قيام المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بهکذا نشاط يميط اللثام و بصورة جلية عن تبعيته لإيران و يفضح الدور الخبيث الذي يقوم به النظام الايراني في إستغلال و تجيير القضايا لصالحه.
لکن، ليس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، و نوري المالکي هم الوحيدون الذين يقفون في مقدمة المتصدين لسکان أشرف، إذ يبرز اسم عراقي آخر کان و لايزال له"شأن"و"منزلة"خاصة لدى النظام الايراني، و هو هادي العامري، عضو مجلس النواب و وزير النقل في حکومة نوري المالکي حاليا، أما ماذا کان في الماضي فإن ذلك معروف للقاصي و الداني، حيث أن الرجل الذي برز في عراق مابعد نظام صدام حسين، کقائد لفيلق بدر(صناعة النظام الايراني%)، کان قبل ذلك من أکثر و أکفأ الوجوه العراقية التي إعتمد عليها النظام الايراني و کان له دور مشهود في الحرس الثوري الايراني ولاسيما من الناحية الامنية، ويکفي أن نقول بأنه وقبل أن يبرز کقائد لفيلق بدر کان مسؤولا عن جهازها الاستخباري و خصوصا في فترة التسعينيات أيام النظام السابق و الدور الحساس الذي لعبه في خدمة الامن القومي الايراني(وليس القضية العراقية حيث هناك فرق شاسع بين الامرين)، هادي العامري، يبرز خلال هذه المرحلة بشکل خاص کأبرز وجه عراقي"تابع لإيران" وعلى وجه الخصوص حينما قام من دون المسؤولين العراقيين الآخرين الذي إلتقوا بالمرشد الايرانه‌ خلال العام الجاري بالانحناء إجلال للخامنئي و قام بتقبيل يده، لکي يتصدى لملف معسکر أشرف، وهو القائل في إحدى الاجتماعات الخاصة لقوات بدر بخصوص مراحل تنفيذ هدف"القضاء على مجاهدي أشرف"،( هدفنا هو أنه يجب في الخطوة الاولى:
ـ نستلم السيطرة على المعسکر من حماية الجيش الامريکي.
ـ بعد ذلك، نقوم بإحصاء سکان أشرف و کافة لوازمهم.
ـ مع السيطرة على الباب الرئيسي لأشرف، نمنع أي تردد على أشرف.
ـ نقوم بإعداد ملفات قضائية لمحاکمة عدد منهم.
ـ ماعدا الذين ستتم محاکمتهم، فإننا سنجبر البقية على العودة لإيران او مغادرة أشرف.).
والذي يثير السخرية هو ان هادي العامري ضمن الوفد العراقي الذي رافق نوري المالکي في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الامريکية و کان في طليعة الذين ناقشوا قضية أشرف مع الوفد الامريکي، وقطعا لم يکن ذلك محض صدفة وانما مسألة قد تم الاعداد مسبقا لها، وهو مايدفعنا لکي نفهم و نستوعب کل جوانب و خطوط الشروع التآمري الخبيث للنظام الايراني ضد معسکر أشرف، وعلى الرغم من انه"ظاهريا"بعيد عن الساحة، لکنه و في واقع الامر في قلب الحدث بل وانه هو من يقوم بإعداد الخطط و يشرف على تنفيذها من ألفها الى يائها.
هادي العامري المشهور بکثرة التردد"خلسة"الى إيران و الالتقاء بقادة الحرس الثوري هناك و مناقشة کافة المسائل المتعلقة بالشأن العراقي، من أکثر الوجوه العراقية قربا و إعتمادا من جانب قاسم سليماني قائد قوات القدس الايرانية، ويقينا أن دفع العامري للواجهة و جعله في مقدمة المتصدين لملف معسکر أشرف يحمل في طياتها الکثير من المعاني السلبية و يضفي ظلالا داکنة على مستقبل المعسکر بل وانه يقرع ناقوس بخطر بالغ إذ ليس هناك وجه أفضل و أکثر خبرة من هادي العامري في تنفيذ المذبحة الکبرى في أشرف و إقامة حمام دم سوف يظل التأريخ يذکره بأحرف سوداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس