الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يد ليد ارث ذليل

عشتار الثقفي

2011 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان اخذ الياس قوم صالح من صنمهم الذي كانوا يتقربون به الى الله زلفى وقد انهكهم القحط خيروا السادن صالحا وقد قضى في خدمة الصنم اربعين عاما بين امرين اما ان ينطق الصنم او ان يقتلوه وتركوه لثلاثة ايام من التوسلات في حضرة الصنم وهو المتيقن ان الامر لا يشتغل لصالحه وما ان ازفت الساعة حتى خرج الصنم الى الكلام مخاطبا قوم صالح ان اقتلوا سادني
كم من سدنة العرب اليوم سيتساقطون في حضرة الصنم الاميركي

تحولت الفضائيات العربية الاخبارية من دون مقدمات الى حاضنة لتفريخ ما يسمى بالثورات العربية بمرجعيات اقل ما يقال عنها انها في دائرة الشبهات مشايخ وفقها ء ظلام وهذا لا يعني ان ما حدث في تونس او مصر لم يكن ثورة لكن التطورات اللاحقة التي تشهدها المنطقة العربية تضعنا امام قناعة ان ما يحدث هو اشتغال غربي في صناعة الثورات المضادة فاينما تلتفت تجد النتيجة واحدة الا وهي اسلمة الحياة السياسية على يد تنظيمات وشخصيات حتى وقت قريب كانت صورتها مشيطنة في عيون الغرب الذي اعلن على لسان وزير خارجية فرنسا الان جوبيه ما يشبه الاعتذار والترويج للاسلمة عندما اتهم الانظمة العربية انها كانت وراء هذه الصورة المشيطنة

نعم ما من نظام عربي يستحق الرثاء لكن ما يحدث الان هو في حقيقة الامر حراك انجلوسكسوني فرانكفوني لاعادة انتاج هذه الانظمة عبر صيغ جديدة ربما باتجاه اقسى احتمالات الانظمة التي تم الانقلاب عليها لان المطلوب القاء شعوب المنطقة خارج سيولة الزمن والحاقها قسرا بثقافة المقبرة من العراق مرورا بسوريا وليس انتهاءا بمصر وتونس وليبيا التي حولها الغرب الى مستودع لنفايات القاعدة في خطوة اميركية مفضوحة لاعادة انتاج القاعدة تنظيما ومهمات بعد اخراج فيلم اغتيال بن لادن بوقت قصير من اندلاع ما يسمى بالربيع العربي وهو امر مريب وقد بات من المؤكد ان هذا التحشيد لنفايات القاعدة في ليبيا مقدمة لشرذمة الجزائر دولة وشعبا وهوية وفق معادلة ديمقراطية المحتل مقابل استبداد الحاكم العربي


الديمقراطية في جوهرها تحديث لاسلوب الحياة وخطاب الحكم وتامين الاستقرار الداخلي الذي هو احد اهم اشتراطات اية نهضة اقتصادية فهل النموذج الاميركي سواء في ليبيا او العراق على سبيل المثال يسير في هذا الاتجاه ام ان المطلوب هو تقزيم الشعوب باختزال حقوقها المدنية وتحويلها دولة وهوية الى استحقاق ديني وطائفي والعودة بها الى اسلوب عيش لا يمت للحداثة بصلة بل بمخلفات عصر الامبراطوريات العابرة للانسنة والحدود الوطنية فكل المقدمات تشير الى اعادة انتاج فحولة الحاكم العربي فحولة مشروعة في مزرعة بشر جففت انسانيتهم مثلما تجفف المستنقعات فهم ليسوا على صورة الله بل على صورة مزرعة جورج ارول متساوون لكن الخنازير لكن الحاكم وافراد عائلته وعشيره اكثر مساواه في عملية خداع بليدة وقاسية القصد منها ان تنتقل الشعوب كارث رث من يد تحكم باسم الشرعية الثورية الى يد تحكم باسم الله تحت رايات الثوار الناتو من مسلم حاكم الى حاكم متاسلم سيان كلاهما لا يتفقد الله فينا
هل هذا تاريخ ام مثلبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش