الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لذّة الألم

مراد حسني

2011 / 12 / 16
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


تأسست جماعات دينية، إنتهجت الألم و تعذيب الجسد كسبيل لخلاص النفس، كما قال بولس في رسالته الأولى لكورنثوس، الإصحاح الخامس: "يهلك الجسد، فتخلص الروح"
بعض العقائد والأديان، تُشير للإنسان دائما في محل الخاطيء، المُذنب
كل إبن آدم خطّاء:الإسلام
ليس منكم من يعمل صلاحا، ولا واحدا: المسيحية
تلك التعبيرات،تجعل الإنسان مثقول الكاهلين بتأنيب الضمير، و الشعور بإستحقاقية الفرد للألم والعذاب، لإنه خاطيء، و يعلم أن عذابه بنار جهنم، سيكون عذابا مؤلما للروح و الجسد
فقطعا يمر هذا الإنسان الذي يشعر بذنبه، بمرحلة من تأنيب الضمير المُصنّف كعذاب النفس
ويتبعه بعذاب الجسد، فيجلد نفسه، يجرح نفسه بنصل حاد، وكان هناك قديسة مسيحية تربط إكليلا من الشوك حول رأسها.
تبارت الجماعات في تعذيب الجسد، حتى إكتشفوا إنهم في مرحلة ما من التعذيب يصلوا إلى سلام نفسي غريب ومُريح بلا ألم ولا تعب.... يصلوا إلى لذة الألم.

لذة الألم:
تنبع من واقع أن المُخ، عندما يتعرض الجسد لألم، يُفرز مخدر لتخفيف هذا الألم بشكل طبيعي، و عندمرحلة مُعينة من الألم، يكون المُخدر كجرعة كبيرة من المورفين، مما يصل بالإنسان لمرحلة غريبة من الإنتشاء و السباحة في أمواج التهيؤات
حالة من السلام أوالراحة في عالم مواز، بلا ألم، ولا قلق ولا أي سوء، فصنّفتها الجماعات القديمةكسلام للنفس، و خلاص للنفس، و قبول الله للتوبة....إلخ
هو يعتقد إنها حالة من السمو الروحي، و لكنها نوع من المخدرات، كلما اعتاد جسده على الألم، كلما إحتاج إلى ألم أكثر، ليصل إلى نفس الإنتشاء، و يظل يزيد الألم، حتى يصل أحيانا لقتل نفسه من التعذيب

قدسية الألم، وتميّزة:
يقول فرويد عن الألم: "إنه شعور فردي، و خاص" و تلك الفردية هي ما تضفي على الألم قدسيته، فلا يمكن لشخصين إمتلاك نفس هذا الشعور، أو بنفس المقدار، لا يمكن لشخص الشعور بألم الآخر...وجود الألم يعتمد على وجود الإنسان
وميزة الألم إنه ينتقل من الخارج للداخل، فكل إنسان يمكنه أن يؤلم نفسه و يصل إلى المرحلة المرغوبة في الألم، على عكس أي شعور آخر، فلن تستطيع أن تحب بالقدر الذي تريده، أو تحلمبالقدر الذي تريده... إلخ
الألم سهل الوصول له، و التحكم في مقداره.
هذا هو أساس فكرةتعذيب الجسد، في الجنس، أو العبادة، أو الحياة ....إلخ
ولكنه لا يمنع وجود أنواع أخرى من التعذيب، أقل من المذكور، لا يكون هدفها هو الوصول لمرحلة إنتشاء مخدر الجسم الطبيعي، و لكن لها دور نفسي بحت
فعلى سبيل المثال،السادية، أو إستخدام العُنف في الجنس، يعتمد على تغيير الهوية، ذلك الرجل ذو النفوذ القوي، يطلب من إمرأة عادية أن تجلده، تقيد يديه و قدميه، تجعله يشعر بإنه عاجز،و العكس
وتغيير الهوية شيء يُعطي متعة لبعض الأفراد كنوع من التجديد، ثم التعوّد عليه مع تبديل الأدوار
لا أريد الخوض في هذا الجزء، لإنه متشعب و ضخم جدا قد نتحدث عنه في مقالات قادمة..
عن السادة والعبيد

المراجع
Stanford Encyclopedia of Philosophy: Pain
Psychology today: Pleasure of Pain
BBC News: Brain links pain with pleasure
abc News: Pain for Pleasure








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل