الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى مصر - 5

عصام شكري

2011 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يا جماهير مصر الثائرة،

ان نتائج الانتخابات تشير الى صعود الاخوان المسلمين والسلفيين بنسبة 60 % من مقاعد البرلمان لتأتي بعدهم الكتلة المصرية وهي ائتلاف الاحزاب القومية اليسارية وما يسمى الليبرالية. ان مجئ الاسلام السياسي للسلطة وفوزهم باغلبية مقاعد البرلمان خطر على المجتمع المدني في مصر وعلى حقوق النساء ومعتنقي المسيحية والاديان الاخرى وغير المؤمنين والتحرريين وعلى الشباب المتعطش للحرية، بل على كل مكسب للحركة العلمانية والمساواتية في مصر على مدى المئة سنة الماضية.

ان ادعاء الاخوان المسلمين برغبتهم الاستعانة بالاقباط في السلطة القادمة تظليل يهدف الى التغطية على خططهم بالتعاون مع السلفيين على اسلمة المجتمع المصري ومن داخل البرلمان. ان الاخوان والسلفيين والمشايخ والجهاديين وبقية الملالي هم الد اعداء المواطنة ومجتمع المواطنة. ان سيطرة اعداء المواطنة هؤلاء يشير الى ان المجتمع سيتعرض الى خطر التفكك الى مجتمع اديان وطوائف وقبائل وستشن حملات مسعورة ضد النساء اولا وضد غير المؤمنين و الاشتراكيين و العلمانيين كما وقد يتعرض غير المعتنقين للاسلام الى حملات تصفية شبيهة بما حدث في العراق حيث هجر معتنقي الدين المسيحي واجبروا على الفرار بعد حملات تفجير كنائسهم وبيوتهم واغتيالهم في بغداد والموصل وكركوك ومناطق عديدة اخرى. ان حكم قوى الاسلام السياسي خطر على مجتمع مصر وينذر باوخم العواقب حيث يمكن ان يشعل فتيل احداث طائفية في اي لحظة يريدها الرجعيون اذا ما ارادوا التخلص من مشكلة تواجههم. ايضا كما حدث و يحدث في العراق.

ورغم قولنا ان الاسلام السياسي هي حركة متراجعة داخل الثورات الاجتماعية في المنطقة، وبشكل اخص داخل ثورة مصر، حيث ثبتوا اليوم انفسهم كسلطة بمواجهة مباشرة مع الجماهير، بفضل الاموال المنهمرة من مشايخ الاسلام السياسي والدعايات الانتخابية ودعم جنرالات الجيش، الا ان ذلك لا يجب ان يوهمنا بان الاسلام السياسي سيتفسخ من تلقاء نفسه. ان هذه الحركة البرجوازية المعاصرة شديدة الرجعية لن يصيبها الوهن دون مقاومة الجماهير المتحررة. وصحيح ايضا ان الاسلام السياسي ليس لديه اجوبة على معضلات المجتمع من فقر وحرمان وتمييز، ليس في مصر حسب، بل في تونس والعراق وفلسطين والجمهورية الاسلامية الايرانية وفي الخليج والسعودية وتركيا ونيجيريا والسودان وغيرها، ولكن هذا لا يعني وقوف القوى الثورية مترقبة او منتظرة لما سيحدث.على العكس. ان وصول الاسلاميين للسلطة يعني ان مهمات الثورة يجب ان ترتقي نحو مواجهة هذه القوى والتصدي لها وشلها. لقد واجهتم ببسالة الطاغية واسقطتموه، واليوم فان المهمة تتقوم في مواجهة قوى الاسلام السياسي الرجعية وازاحتها.

ايها العمال والاشتراكيون والنساء التحرريات في مصر، ايها العلمانيون،

في الثورات تتغير المهام النضالية حسب تغير الاوضاع. ان المهمة الحالية لشباب الثورة وقياداتها ومن الاشتراكيين الثوريين وقادة العمال الراديكاليين والمثقفين العلمانيين والنساء والطلبة هي شن نضال اجتماعي وسياسي واسع ضد محاولات الاسلام السياسي اسلمة المجتمع المصري دون تفريق بين تيار سلفي واخواني، معتدل ووهابي، معادي لامريكا واسرائيل وموافق على التطبيع، جهادي او غير جهادي. كل حركة الاسلام السياسي معادية للتحرر وللمساواة ومعادية للعامل وللمواطنة المتساوية وتريد الانقضاض على كل منجز تحرري واستعباد النساء وتقييدهن بسلاسل الشريعة الاسلامية. ان هذه وظيفة ملحة تقع على عاتق قواكم العمالية والاشتراكية حيث بامكانكم قيادة كامل المجتمع المصري نحوها. لا تعولوا على اليسار القومي البرلماني، فهو لن يهتم باكثر من المساومات والتراضي وتحسس كراسيه داخل هذا المجلس. امل جماهير مصر بالحرية والمساواة والرفاه وتحقيق اهداف ثورتها الراديكالية معقود عليكم وعلى قواكم الاشتراكية الثورية.

النصر لجماهير مصر وثورتها التحررية،

عصام شكــري
سكرتير اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
16-12-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات