الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين القضية الفلسطينية في جامعة الدول العربية اليوم؟-

رولا البلبيسي

2011 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم، وفي رحى هذه المناورات حامية الوطيس بين الجامعة العربية والحكومة السورية، تبدلت النبرة التي اعتدنا على سماعها من الجامعة في قراراتها السابقة. ارتفعت حدة الوتيرة من تلك ذات طابع المناشدة، الى طابع الأمر والتحذير من العواقب، ومن قرارات ذات نصوص مبهمة مصيرها الأضابير المغبرة، الى قرارات شروطها واضحة وملزمة وفورية، ومن مُهَلة سقفها الزمني مفتوح، الى مدة زمنية قصيرة محددة غير قابلة للتمديد. وكأن بركان الثورات العربية أثار حفيظة الجامعة، وشجعها على اتخاذ مواقف حاسمة قوية والالتزام بها ... لا تسجيلها فقط.

بينما تتسارع الأحداث في عالمنا العربي، وتمتد في كواليس المطابخ السياسية الأصابع الخفية، هناك على بعد كيلومترات قليلة جدا"، فوق أرضنا المغتصبة، تتسارع أيضا" الأحداث المؤلمة. هناك أيضا" ديكتاتورية وعنصرية، قتلى وجرحى ومفقودين، اغتيالات وانتهاكات لأبسط الحقوق الإنسانية، محاولات مستميتة للإسراع في إبادة تامة للشعب الفلسطيني. بين الغارات المكثفة على غزة، وهجمات المستوطنين المسعورة، ومصادرة الأراضي وهدم المساجد وإتلاف المزروعات وبناء المستوطنات، شعب عربي صامد بحاجة ماسة الى قرارات حاسمة من الجامعة العربية توقف هذا المد الإسرائيلي الظالم، وتعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة.

وفي هذه الفترة الزمنية الحرجة، يتحفنا المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية "نيوت غينغرتش" بمقولة جديدة تنضح بالعنصرية الجاهلة الظالمة. في محاولة جادة لامتطاء صهوة الولاء للصهيونية العالمية، السبيل الوحيد الذي يضمن وصوله الى مقعد الرئاسة، وصف غينغرتش الشعب الفلسطيني بأنه مجموعة إرهابيين وشعب تم اختراعه، هدفه الوحيد تدمير إسرائيل.

في زمن الظلم ... لا مجال للتجاهل والصمت.

لا نريد استنكارا" على حياء، ولا قرارات ذات طابع مناشدة، فبعد أن رأينا أن الجامعة قادرة على استخدام لهجة أخرى كتلك التي تمارسها مع الحكومة السورية، ذات مفردات واضحة دقيقة غير قابلة للتأويل، نرجو اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب يماثل اجتماعاتهم المنعقدة لمناقشة الشأن السوري، لمواجهة آلة التدمير الإسرائيلية، والتصدي لأمثال المرشح الجمهوري العنصري الحاقد الذي يصبوا الى تحويل الشعب الفلسطيني بتاريخه وتراثه وحضارته الى مجرد سراب.

مهما حاولوا، يبقى الوطن حقيقة لن تموت بتصريحات أمثال هذا المرشح أو غيره. الوطن تاريخ وثقافة وشعب صامد. مهما تفننوا في سحق ملامحه، واستبدال هويته، وطعن إنسانيته، يبقى الوطن حقيقة لا يمكن تجاهلها ... لا يمكن تغيرها.

رولا البلبيسي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر