الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوكازيون: روسيا تبيع سوريا

رياض خليل

2011 / 12 / 16
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


رياض خليل
" أوكازيون "
روسيا تبيع سوريا
وثوق السلطة السورية بدعم الروس كان ينطلق من مبدأ : " مرغم أخاك لا بطل " ، ومن القول العامي الشائع : " من القلة ماله علّة " ، ومن المثل المعروف :" الغريق يتعلق بقشة " ..
مدرسة الشك والتخوين والمؤامرة
السلطة السورية ليس من طبعها الوثوق بالغير أو بأحد ، دولة كان أم جماعة أم فردا ، بل إنها لاتثق حتى بنفسها ومكوناتها ، التي صنعتها بنفسها ، والمبدأ المقدس الذي تؤسس عليه وتنطلق منه في سياساتها هو : الشك ثم الشك ثم الشك ، وبالتالي التخوين المسبق الجاهز لكل شيء من حولها . وعليه لايحتمل هذا النظام أسلوبا غير الأسلوب العسكري الأمني لإدارة ملفاته الداخلية والخارجية . وعليه أيضا أؤكد أن السلطة السورية لم تثق يوما لا بروسيا ولا بغيرها ، ولكنها الضرورة هي التي اضطرتها للوثوق بها ، من باب : الضرورات تبيح المحظورات ، ومن باب أن لكل قاعدة استثناء . وسبق أن تحدثت في مقال سابق بعنوان : سوريا وروسيا : تحالف غير مقدس ، نوهت فيه عن طبيعة العلاقة السورية الروسية التي أشبه ماتكون بلعبة قمار وتجارة سوداء . وتنبأت بالنتائج ، لأنها تعتمد على مقدمات موضوعية ، وخبرات وتجارب تاريخية طازجة . وهاهي السلطة السورية تواجه الخيانة الزوجية للروس بمرارة وألم وغضب ، وترسل على الفور كبار مسؤوليها الدبلوماسيين ، لترى مالأمر ، وما إذا كان بالإمكان رذّ القضاء والقدر والمتوقع من قبل الزبون الروسي الذي لايستطيع أن يخون مصالحه ويسيء إلى قوانين وأعراف السوق السوداء والبيضاء والبين بين .
الموقف الروسي : التوقيت والملابسات:
أقصد بلفظة : " الروس" نظام الأخوين بوتين وميدفيدف ، اللذين يديران شركتهما المساهمة المحدودة .
لماذا ماطل الروس حتى الآن ؟ بالتأكيد لهم حساباتهم العامة والخاصة وحتى الشخصية التي لامجال للتفصيل بها في هذا المقام . ولكن ثبت أن المعايير الأخلاقية وحقوق الإنسان هي آخر مايفكر به الروس . إذن ثمة أسباب دفعتهم لتغيير موقفهم في اللحظة المناسبة ، ومن أهمها أن الملف السوري يوشك أن يفلت من قبضتهم ، هذا إن لم يكن قد أفلت فعلا من الناحية الجزئية النسبية ، والاستخبارات ا لروسية ليس نائمة ، بل تتابع المشهد على الأرض ، وتكاد تكون أحد اللاعبين الرئيسيين فيه . والتحولات والتطورات الميدانية ، إضافة إلى التحولات والتطورات السياسية الداخلية والعربية على وجه الخصوص .. تشير إلى اقتراب انعطاف نوعي في المسار السوري لغير صالح النظام ، وعلى كافة المستويات ، والتي منها المستوى العربي والدولي الغربي والأممي ، وأبرز مافيه تقرير " بيلاي " وأثره على الرأي العام في كل البلدان . كما أن مسار الأمور كان يتجه إلى الالتفاف على الموقف الروسي بكل الأشكال الممكنة ، وهذا ما استدركه الروس ، وتحاشوا " سواد الوجه " مجانا . ولم يشاؤوا أن يخرجوا من " المولد بلا حمّص" كما يقول المثل الديني عندنا . لم يشأ الروس أن يخرجوا من اللعبة خاسرين .. ومجانا . ولذلك سارعوا إلى أخذ زمام المبادرة ، ليسجلوا نقطة لصالحهم ، ولو في الوقت المتأخر أو الوقت الضائع لمباراة المساومة القاتلة ، التي كان ثمنها الدماء والأرواح والضحايا .
لقد أدرك الروس إنه لم يعد بوسعهم إحياء الجثة ، ولو بالصعقة الكهربائية . وأنه من الغباء والخسارة المراهنة على حصان يحتضر ، وهو أقرب إلى الموت منه إلى إي إمكانية الحياة والانبعاث ، وربما حصل الروس على مايرومونه ، أو على ماأمكنهم الحصول عليه قبل التضحية بالثور السوري الذي يخوض مباراته الضارية الشبيهة بتلك التي نشاهدها في ملاعب مصارعة الثيران في أسبانيا .
ماسيحصل في مجلس الأمن سيقلب ميزان القوى المنقلب أصلا على الحلبة السورية ، وهو مالايبشر بالخير ، لأن الحل لن يأتي إلا من خلال فصل دموي أشرس وأشد تراجيدية وقسوة من كل ماشهدناه حتى ا لآن ، هذا حسب رؤيتي المتواضعة ، وأرجوا أن لا تكون صائبة . وأن تحل الأمور بأقل مايمكن من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية لسوريا عموما . كما أتمنى أن يغلب العقل والمنطق وحسابات ميزان القوى على المصالح الضيقة ، وأن نوفر الدماء ، ماأمكن إلى ذلك سبيلا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالمقلوب
سليم نينوس ( 2011 / 12 / 16 - 11:48 )
انت تفهم الامور معكوسة لغاية في نفس يعقوب الذي صبر وماجاءه مطر


2 - نعم للاصلاح ولا لاسقاط الانظمة
عرفة قاسم عرفة ( 2011 / 12 / 16 - 21:23 )
لقد تحالف الغرب مع جماعات الاسلام السياسى المتطرف من اخوان وسلفيين وغيرهم ومع الرجعية العربية التى تدعمهم لضرب المنطقة وتفتيتها تفتيتا. وليس هناك من هم افضل من المتطرفيين الاسلاميين الحالمين بالسلطة والحكم باسم الدين لفعل ذلك (ولكنهم يتخفون خلف الليبراليين وهم اقلية مخلصة ) وسوف ينقلبون حتما على امريكا كما فعل بن لادن..
. المؤامرة واضحة المعالم اعلاميا وسياسيا وعسكريا وماليا باعترافهم السافر والفج (كلينتون طالبت المعارضة بعدم القاء ا لسلاح !!!). اذا كان الغرب همه الديموقراطية كما يقول فما رأيه فى الحريات والديموقراطية وحقوق الانسان فى بلاد الخليج المتحمسة للمعارضة السورية المسلحة ؟ انها اسوأ سجل لانتهاكات حقوق الانسان فى العالم كله وانهم آخر من يحق لهم ان يتكلموا عن الحريات وحقوق الانسان. الغرب يبحث عن مصالحه فقط ولكنه يكرر اخطاؤه القاتله فى افغانستان فى القرن الماضى وحصد نتيجتها فى 11 سبتمبر 2001 وايضا خطأؤه فى العراق .لا اعلم هل الغباء السياسى يمكن ان يصل الى هذا الحد؟؟!!. ارجوا من الاخوة السوريين ان يسرعوا بخطة الاصلاح وشكرا على موقف روسيا والصين

اخر الافلام

.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال


.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا




.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا