الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقراض المثقف القومجي* - مقال ساخر.

حمزة رستناوي

2011 / 12 / 16
كتابات ساخرة


كان يا ما كان في حاضر العصر و الزمان صديق لي و مثقّف اسمه كنعان, صديقي كنعان يرفض تسمية ما يحدث حالياً في عالمنا العربي ب: ثورات الربيع العربي

و يصفها ب: مؤامرات الخريف الإمبريالي.

و العبارة الأكثر تكرارا على لسانه هي : ثوّار الناتو .

و في آخر حوار بيننا: كان يبدي حساسية شديدة من التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي بأي شكل كان, و تحت أي مسمّى و بغض النظر عن الأسباب.

و قد صارحني بأن ما يطلق عليه اسم "الثورة العربية الكبرى 1916" هو ليس ثورة بل مؤامرة انكليزية تمّت بالتعاون من خونة ليس أكثر, و أنه كان أحرى بالشريف حسين و "شهداء السادس من أيار" أن يعتمدوا على قواهم الذاتية و لحمة الشعب العربي في تحرير بلادنا من الاستعمار العثماني.

و قد صارحني بأن الثورة التي قام بها أتاتورك عام لتوحيد تركيا و طرد الاستعمار البريطاني –الفرنسي الايطالي اليوناني عن تركيا هي ليست ثورة ,بل هي مؤامرة تمت بتسهيل روسي.

و كذلك صارحني بأن ما يطلق عليها اسم الثورة السورية الكبرى ليست ثورة بل هي صراع مصالح بين فرنسا و بريطانيا استخدمت فيه بريطانيا الثوار كوقود لمعاركها ,و كان يدلّل على رأيه بأن "أردن الحماية البريطانية" كانت تدعم ثوار جبل العرب و قد وفرت للسلطان الأطرش ملاذ و منفى عقب فشل ثورته.

و قد صارحني أيضاً بأن ديغول أكبر خائن في تاريخ فرنسا, فهو قد تآمر مع البريطانيين و الأمريكان لتحرير بلاده من ألمانيا النازية , لقد حرض ديغول الخائن – حسب وصفه- القوات البريطانية الأمريكية على غزو بلاده فرنسا كما حدث في معركة إنزال النورماندي الشهيرة ,و قد كان من الأحرى للجنرال ديغول الثقة بالشعب الفرنسي و قدرته على تحرير فرنسا من غير استقواء بالخارج .

من الواضح أن صديقي المثقف القومي كنعان قد أعاد تشكيل قناعته بشكل جذري حول الماضي و الحاضر و كذلك نظرته إلى المستقبل.

و عقب ذلك الحوار الأخير مع صديقي المثقف كنعان, علمت بخبر وفاته من الجيران و إليكم قصة وفاته كما أخبرني جيرانه:

مرض كنعان و أصيب بحرارة و وهن شديد شديد, فراجع الطبيب و وصف له الطبيب إبرة بالعضل, سأل كنعان:

- هل الإبرة جسم أجنبي ؟

-الطبيب: نعم

-كنعان: لن أستعين بجسم أجنبي على مرضي و سأشحذ همة الكريات البيضاء عندي و أستعين على المرض بالوحدة الوطنية و الوعي الثوري , فأنا أثق بجسمي.

و كان هذا وفقا لما أخبري الجيران و أكده – الطبيب لي فيما بعد- آخر كلام لصديقي المفكر ا كنعان

رحمك الله يا صديقي

*لنميّز بين القومي و القومجي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المال والسطة
محمود العراقي ( 2011 / 12 / 16 - 11:45 )
ماهكذا تعرض الامور ياحمزة؟ أما قومجي او لايوجد عدو؟هناك مطالب حقة للشعب السوري لكن لاينكر ان هناك من يريد ان يعبث بسوريا ويقوض استقرارها ويفكك جيشها.وهل تعتقد ان الغرب واميركا مع الديمقراطية الحقيقية ؟ انهم مجرد امتطوا الموجة ليوظفوا هذه الحركات الاحتجاجية لصالحهم.ثم لنكن واقعيين من اين للاسلامويون القدرة على خلق دستور ومناخ وحياة ديمقراطية سوى في مصر او تونس او ليبيا.انه ببساطة صراع على الثروة والسلطة باستخدام اساليب جديدة شعارها الديمقراطية.من لم يسمع موسيقى عالمية او فيروز كيف له ان يكتب دستور اما عن الفساد فلاتوجد سلطة في العالم غير فاسدة على سبيل المثال اميركا رقم 14 في تسلسل دول الفساد وايرالندا تسلسل 17.اما عن العنف سيتم تقنينه مجددا عبر القوانيين بمافيه عنف مرجعيات الشريعة وقواعدها التمييزية وباختصار دكتاتورية منفتحة علمانية افضل من ديمقراطية اسلاموية فعلى سبيل المثال بررت الديمقراطية لدينا القتل الطائفي والفساد المخيف وقمع الحريات الخاصة باسم الشريعة.ليس امام الامة الا خيارات أسوى لانها أمة جدباء تلف وتدور حول الماضي


2 - تحيه مخلصه استاذ حمزه نحن نعبر لمرحله جديده
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2011 / 12 / 16 - 13:51 )
الاستاذ حمزه الموضوع والشكل الساخر للمقاله في مكانهم جدا وارجوك الاكثار
نحن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا امامنا خطوة تاريخيه الانتقال من مجتمع الاستبداد الشرقي العبودي الاقطاعي الى المرحلة التاريخيه الاعلى التي انا اسميها بعيدا عن الادلجه بانظمة الدول والمجتمعات الناجحه في اميركا واوربا وبعض دول اسيا كاليابان والصين وماليزيا وكوريا الجنوبيه وما شاكلها ولايوجد طريق اخر لادميتنا الى سلوك طريق ناجح ومجرب وسلكته منذ مئات السنين غالبية مجتمعات العالم فلا قومية ولا دينية ولاعنصرية ولا-قومجية- الانسان انسان وعلينا تتبع اثار من صاروا حقا وحقيقة بشرا وبقينا نحن رعايا للحاكم السلطان مع ارق واخلص الامنيات


3 - صاحبك قومجي
صباح هادي عبيد ( 2011 / 12 / 16 - 16:17 )
صاحبك هذا قومجي يظن أن السياسة تُمارس بالمسطرة والمثاليات، وإلا فإن قدوتنا رسول الله (ص) كان عليه أن لا يهاجر إلى المدينة بل يكتفي بقومه فيذيقوه الهوان وربما الفشل التام. ولو بقي الأمر كذلك فكيف يتخلص العراقيون من ضيم صدام وهم الذين جربوا قوتهم الذاتية فذبحهم (القائد الضرورة) في مقابره الجماعية؟! هل ننسى أن السياسة هي فن الممكن، وأن أحكم رئيس عراقي (فيصل الأول) كان الفضل في حكمته أنه صاحب نظرية وممارسة (خذ وطالب) اي خذ الممكن ثم اسع للمزيد من حقوقك وبالتدريج؟ إن لي مآخذ كثيرة على الثورات الحالية سواءً استعانت بالأجنبي أم لا، ومن شاء أن يعرف فليراسلني: [email protected]

اخر الافلام

.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو


.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ




.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟


.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا




.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل