الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة المحروقات في سورية واللعب بالنار .

عروة الأحمد

2011 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كتب الصحفيّ والناشط السياسيّ مهنّد عمر :

يبدو أن النظام السوري قد استنفذ كل وسائل الضغط على الشارع الثائر الذي أبى رغم القتل والاعتقال والتعذيب، أن يرضخ ويعود إلى منازله دون تحقيق مطالبه بالحرية وإسقاط النظام ومحاكمة رأس النظام على الجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن والجيش والتي تنصل منها رأس النظام أخيراً في لقائه مع شبكة الـ "أي بي سي" الأمريكية.
صمود الثوار السوريين في وجه أعتى نظام أمني في العالم، دفع النظام إلى اللعب بأخطر الوسائل وهي قوت الشعب ليعمل وفق قاعدة اتبعتها الأنظمة الشمولية والقمعية لسنوات طوال وهي: "جوع شعبك يتبعك"، حيث افتعل النظام السوري - بقصد إرهاق الشارع السوري - أزمة محروقات نشاهد تداعياتها على الأرض بشكل مباشر، حين يصطف يومياً عشرات الآلاف من المواطنين السوريين طلباً للمحروقات، وتحديداً مادة المازوت والغاز المنزلي، فقد انشغل الكثير من الأهالي بمحاولات تأمين هذه المواد والتي قد تستمر لساعات طوال، وبذلك يكون النظام السوري قد استطاع إبعاد شريحة كبيرة من المواطنين عن الشارع.
"لا وقت للتظاهر الوقت الآن لتأمين متطلبات المنزل، فأولادي يكاد البرد يقتلهم" هذا ما قاله لي أحد المتظاهرين السابقين، واندس في أحد الطوابير الطويلة أمام محطة المحروقات للحصول على القليل من المازوت، ولكن النظام القمعي في سورية لم يكتف بافتعال أزمة المحروقات التي تجتاح البلاد، بل قام بغض الطرف عن تلاعب بعض التجار المرتبطين به بنيوياً أو مصلحياً بأسعار المواد الغذائية والتموينية التي اشتعلت بشكل كبير وملحوظ ليزيد الضغط على المواطن السوري، ويدفعه نحو العمل لأكثر من ثمانية عشر ساعة حتى يستطيع تأمين قوته اليومي.


وعلى ما يبدو أن هذا سلاح تضييق الخناق المعاشي على المواطن السوري بدأت مفاعيله بالظهور جلية في بعض المناطق، ولكن النظام وبسبب اعتداده المفرط بـ"ذكائه" لم ينتبه إلى أن هذا السلاح هو سلاح ذو حدين، فقد بدأت الطبقة الوسطى تسحق تماماً، بعد أن انخفضت القيمة الشرائية لليرة السورية بما يزيد عن 20% من قيمتها قبل عشرة أشهر بسبب تلاعب التجار المرتبطين بدوائر الفساد... "لم يعد راتبي يكفي أكثر من خمسة أيام، فالأسعار مرتفعة جداً" هذا ما أكده لي موظف سوري يتقاضى ما يقارب الثلاثمائة دولار شهرياً، إن سحق الطبقة المتوسطة في سورية سيؤدي إلى انفجار ثوري عظيم في المدن التي لم تشهد حراكاً حقيقياً لأسباب عدة – دمشق وحلب – ولسنا بصدد الخوض في تفاصيل ضعف الحراك في هذه المدن التي تضم كثافة سكانية عالية قسم كبير منها من الموظفين، فقد بدأت هذه المدن بالانتقال بشكل متسارع من مرحلة المعارضة الصامتة إلى مرحلة الغليان والتأفف في ظل استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية، حتى تجار هذه المدن وبسبب ضعف الحركة الشرائية، واستمرار النظام بالتلاعب بثروات ومقدرات البلاد، قد بدؤوا ينتقلون بشكل واضح إلى صفوف المعارضة ويدعمون الثوار بشكل كبير في المدن المنكوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هب ودب
نعمان شاكر ( 2011 / 12 / 16 - 13:48 )
صدقت ايها الكاتب ولو ان طيرا لم يبظ او دجاجة عاقر فان النظام السوري مسؤولا عن عقمها.

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال