الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتباكون على -العدل و الإحسان-

خالد الزكريتي

2011 / 12 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


المتباكون على "العدل و الإحسان"

يبدوا أن زواج المتعة الذي جمع اليسار الإصلاحي و اليمين الظلامي مع بعض الوجوه الثورية في إطار حركة "20فبراير" بالمغرب قد وصل إلى نهايته الطبيعية و هي "الهجر"، فلم تعد تلك الشعارات الوحدوية تتردد كثيرا هذه الأيام و حلت محلها شعارات التخوين، و الإتهامات المتبادلة بين أطراف هذه الحركة حول من يتحمل المسؤولية في إيصال هاته الحركة إلى النفق المسدود، إنها النهاية الطبيعية لوحدة هلامية ليس بين أطرافها أي جامع غير كلمة "إسقاط"، و عندما لم تفلح في إسقاط أي شيئ تريد الآن إسقاط نفسها، وهنا يطرح السؤال الأهم ،ما الذي تغير منذ 20 فبراير إلى الآن؟ و بصورة أدق على ماذا تحالفت هذه الأطراف و تغير الآن لينفض هذا التحالف؟ طبعا لا شيئ تغير في الواقع الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي للكادحين بهذا البلد، مما يجعل من مبدأ الإنتهازية المحدد الرئيسي لهذا التحالف و لا شيئ آخر.
مناسبة هذا الحديث هو النقاش الدائر منذ حوالي شهر حول إنسحاب جماعة "العدل و الإحسان" من حركة 20 فبراير،خصوصا بمدينة طنجة التي ياما أعتبرت معقلا لهذه الحركة و نموذجا ناجحا لهذا التحالف،هل فعلا إنسحبت جماعة العدل و الإحسان من الحركة ؟سؤال طرح علي في أكثر من مدينة و من طرف مناضلين ينتمون لتيارات مختلفة قاسمهم المشترك أنهم كلهم يناضلون من داخل هذه الحركة،فهل هو الخوف من إنكشاف حجم هؤلاء الرفاق وسط هذه الحركة في حالة إنسحاب العدلاويين؟ نعم هذا معطى واضح تأكده المعطيات الميدانية و لا تستطيع تفنيد الشعارات الشعبوية الفارغة من قبيل أن الحركة هي حركة الشعب المغربي و ليست حركة تيار معين التي يتقنها الكثير من الشعبويين ببلادنا،و إلا فلماذا هذا التباكي على غياب العدل و الإحسان عن مسيرات الحركة في بعض المدن الرئيسية، أتذكر هنا يوم 27 فبراير عندما دعت الحركة بطنجة لمسيرة ثم تم إلغاءها من طرف تنسيقية الدعم و في دردشة مع أحد مناضلي حزب "النهج الديمقراطي" أكد أنهم من داخل الحزب أصيبوا بخيبة أمل من موقف العدلاويين الداعم لقرار إلغاء المسيرة و أنهم كانوا يعولون عليها لتجسيد الشكل النضالي الذي دعوا إليه من خلال الرهان على كم "الإخوان"، أما هم في الحزب فيعرفون حجمهم الحقيقي جيدا و لا يستطيعوا تجسيد الخطوة النضالية بالرغم من تسجيل تحفظهم على قرار الإلغاء، هذا هو المنطق المتحكم في موقف هؤلاء اليساريين في التحالف مع الظلاميين، أليست هذه عين الإنتهازية؟
نموذج آخر يثبت أن الرفاق الفبرايريين غير قادرين على تجسيد القرارات التي يخرجون بها دون حضور العدلاويين، وهو ما حصل يوم 04 دجنبر بمدينة طنجة ،فالقرار الذي إتخذته الحركة كان هو إقتحام الساحة المطوقة ، إلا أنه بعد أن تبين "للرفاق" غياب حلفاءهم تراجعوا عن الخطوة و برروها بأن هذه المسيرة هي فقط تعبوية،وبدأ التباكي و الحسرة و توجيه اللوم للعدلاويين على غيابهم، و جاء رد هؤلاء صريحا ، من يريد أن يقتحم الساحة فليقتحمها و ليتحمل مسؤوليته، ليتبن أن اليسار الفبرايري غير قادر على تنظيم وقفة إحتجاجية و بالأحرى إقتحام الساحة.
كل هذه المعطيات التي سقناها تأكد أن الرفاق أخطأو العنوان، و ان رهانهم كان خاسرا منذ البداية ، و بالتالي يتحتم عليهم الآن تصحيح جطأهم السياسي قبل أن يأتي وقت يصبح معه التصحيح لا جدوى له، و يصبح هذا الخطأ عاملا مساعدا في إقبار الحركة الإحتجاجية، ويكرس فكرة الإستثناء المغربي،و يصاب الكادحون المغاربة مرة أخرى بخيبة أمل في طليعتهم لن يكون من السهل الخروج منها.
إن المهام الحقيقية المطروحة على عاتق اليساريين في المرحلة هي العمل على تأسيس جبهة يسارية واضحة في منطلقاتها و أهدافها و لن نمل من تجديد نداءنا هذا،لأن المرحلة تتطلب التدقيق في الشعارات و المطالب المرفوعة خصوصا بعد أن إنتهج النظام سياسة الهروب إلى الأمام من خلال مبادراته السياسية( التعديلات الدستورية، الإنتخابات البرلمانية..)،مع الأخذ بعين الإعتبار ما يدور في محيطنا والإستفادة من دروسه،يجب أن نقول للمواطنين ماذا نريد بدقة،يجب علينا أن نوضح لهم على ماذا يناضلون و يحتجون و أن نشرح لهم الأسباب الحقيقية المنتجة للأوضاع التي يعيشونها و أن لا نساهم في تكريس الضبابية في صفوفهم، فسياسة خلط الأوراق الى حين، لن تساهم إلا في إعادة إنتاج نفس الأوضاع،فالشعارات الفضفاضة من قبيل "إسقاط الفساد و الإستبداد" لا معنى لها خارج الرغبة في الحفاظ على وحدة لا وجود لها من الأساس.
ليس المهم هو الوعاء الذي سيجمع هذه الجبهة اليسارية المنشودة إن كان "20 فبراير" أو شيئ آخر ،بل المهم هو البرنامج النضالي ، وهذا ما قلناه منذ البداية و أثبتت الأحداث و الوقائع صحته، إلا أن رهان الكم الذي تحدثنا عنه لم يسمح للعديد من المناضلين اليساريين فهم محتواه، أما الان وقد اتضحت الصورة بشكل أدق يجب على المناضلين اليساريين أن يعيدوا قرائتهم للمشهد و أن يتحلوا في هذه القراءة بروح المسؤولية،و أن يستحضروا مصالح الكادحين في التحرر و الإنعتاق الفعليين، وتكون مهمتهم هي تحديد آليات السير في هذا المسار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة