الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرف المرأة زي يقاس بالامتار

الاء الجبوري

2011 / 12 / 16
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة



تحدث احد الزملاء معي انه معجب بإعلامية ولو لم تكن اعلامية وسافرة لتزوجها .... استفزني رأي هذا الزميل وضيق افقه ليس هو وحده بل غالبية المجتمع ليس من الرجال فقط بل وحتى الضحية نفسها وهي المرأة في مجتمعنا التي يقاس شرفها من خلال مهنتها او زيها ولا تسأل عن الامور الاخرى , لقد حكم هذا الرجل كغيره على شرف هذه الفتاة من خلال عملها وزيها ولكن لم يعطي لنفسه فرصة التفكير بأنها تستطيع الحصول على اضعاف ما تحصل عليه من مال لو استخدمت شرفها للارتزاق , ولكنها تفضل اجرأ تحصل عليه من عمل متعب , تدفع ضريبته في مجتمع مثل مجتمعنا كما حدث مع زميلي الذي اختصر شرف هذه الشابة بعملها وسفورها , لذا اكتب لكم قصتها التي لن اضع لها نهاية لانها مازلت مستمرة , واترك لكم تقييم شرفها , واتسائل الى متى نقيم شرف المرأة بنوعية العمل التي تمتهنه او بسفورها ؟
تبدو سحر اكبر من عمرها بعقلها وفكرها الذي لاينتمي لجيلها وبجسدها الممتلي الذي يتشظى انوثة وحيوية من بنطلون جينز وقميص او بدي او تنورة ..... خطواتها تتسارع الى القناة الفضائية لتقدم برنامج على مدار ساعتين وما ان تنهي عملها حتىى تتسارع خطواتها نحو كليتها لينتهي يومها بالعمل الاعلامي صباحا والدراسة مساءا
كانت سعيدة بأنها تساعد والدتها في تلبية حاجات الاسرة فدخلها الشهري مع دخل والدتها التي تعمل ماكييرة في احد الفضائيات يغطي مصاريف الايجار مع اجور الكهرباء وتكاليف الحياة اليومية في العراق اضافة الى مصاريف الدراسة الجامعية لاخويها المقيمين في احد الدول الخليجية مع ابوهما الذي طلق الام لتعود الى العراق مع ابنتها سمر ويبقى الابنان مع الاب الى ان يكملا دراستهما الجامعية.....
كانت هكذا تسير تفاصيل حياة سمر وككل مساء تتسابق مع الساعات لتعود بلهفة الى حضن والدتها وتسرد لها تفاصيل حياتها اليومية , وذات مساء عادت وهي تطوي درجات السلم بسرعة لتدخل الشقة وتذهب الى امها وتسألها بإتسامة : اخبرني ياما ماذا قال الطبيب لك عن الندبة التي في صدرك هيا اخبريني .... لم تجب الام على سؤالها فتبدلت ملامح سمر وكررت السوؤال , فأدارت الام ظهرها وقالت , سرطان ... سرطان وعلي اجراء استئصال الثدي خلال ثلاثة ايام وإلا سينتشر في جسمي ان لم يكن قد انتشر فعلا
فجأة وجدت سحر نفسها وحيدة في هذا العالم مسؤولة عن ام تترنح تحت انياب السرطان واخوة ينتظرون مصروفهم الشهري وكذلك الايجار ومصاريف الحياة اليومية , لم تنتظر طويلا لتأخذ قرارها فتركت الدراسة الجامعية لتعمل نادلة في احد المطاعم من الدرجة الاولى باجر شهري جيد اضافة الى ( البقشيش اضافة الى عملها الاعلامي في القناة الفضائية حيث يبدأ يومها بالعمل منذ السابعة صباحا وحتى العاشرة مساءا بين الفضائية والمطعم الراقي , وهي تحاول جاهدة اخفاء تعبها وتورم قدميها من الوقوف لتلبية طلبات الزبائن في المطعم الراقي واخفاء خجلها وتوجسها من العمل نادلة في مطعم , وعندما اعطاها احد الزبائن بقشيش رفضت وعندما الح بكت وقالت له انا احصل على المال من عملي وليس من الاستجداء , اذ لم تكن تعرف (البقشيش ) ولكن الاحراج تبدد امام المئات من الدولارات التي يصرفها رواد المطعم من رجال كأن اموالهم نهر من الدولارات لاينقطع ونساء تكاد الحلي الذهبية تغطيها من رأسها حتى قدمها , بينما هي توفر كل فلس لتدبر ثمن الحقن لعلاج السرطان لوالدتها
مشهد يتكرر كل يوم امامها دولارات تتطاير كالدخان وهي تلهث وراء دولارت لتدبر علاج مرض السرطان الذي اصاب والدتها , مشهد قطعته احدى النادلات عندما قالت لها , ترى لماذا نعمل ونتعب لماذا لا نكون مثل اللواتي يأتين مع ذوي الدولارات في جلسة واحدة نحصل على راتب شهر , فقالت سحر لها : لو أموت ما أبيع نفسي للرجل سأعمل ليل ونهار حتى تشفى امي ويتخرج اخوتي من الجامعة , حملت اغراضها وخرجت لتركب السيارة وما ان تحركت حتى اغمضت عينها ولم تفتحها الا على صوت السائق وهو يقول ( لاعيني ما شايل سلاح ) ثم انطلقت السيارة , صمتت سحر قليلا وقالت : ( فدوة عمو ابو محمد اذا شفت بقال مفتح اركن بجانبه اريد اشتري فاكهة لأمي لانها مهمة لها لتحمل جرعات الكيمياوي )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كفاح إمرأة
عبدالله صقر ( 2011 / 12 / 16 - 20:44 )
ياعزيزتى قرأت مقالك الذى شعرنى بالألم الشديد نتيجة معاناة هذه الأبنة المسكينة المكافحة , لو كانت هذه السيدة فى بلد غير عربى لكانت الدولة رعتها بعنايتها , هنا فى مصر كثير من هذه النوعيات , لكن موضوع زميلنك والسفور وعلاقته بالفجور , فهذا الآمر ليس له مكان سوى فى المجتمعات الذكورية والتى تحقر المرأة وتجعلها كالمطية , هناك أناس كثيرون ليس على قدر من الوعى والمسؤولية , إن الأنثى فى الآوطان العربية لازالت تعيش بروح الجاهلية الآولى , يقول المثل العامى : تموت الحرة ولا تأكل بثدييها , إن الشرف لا يقاس بعايير الجاهلية , إننا يا أبنتى للأسف نحارب الجهل فى العقول , لآن لازال هناك مفاهيم خاطئة عند المجتمعات العربية لآنها لازالت تحتقر الآنثى وتجعلها من عورات المجتمع , لك كل الأحترام مقالك أكثر من ممتاز وشدنى لمحتواه , دعواتى لك بالتوفيق .


2 - ...متابعة
امير ( 2011 / 12 / 16 - 21:45 )
...السيد عبد الله صقر...اود بعد اذنك تصحيح عبارتك لوكانت هذه السيدة في بلد غير عربي ...لاقول لو كانت في بلد غير شرقي ( اسلامي ) لكانت الدولة رعتها.....والى السيدة اة الانسة الكاتبة استذكر بعضا من ابيات شاعرنا الكبير الجواهري ....تقفوا خطى المتانقات كسالك الاثر اقتيافا...وتقيس بالامتار اردية بحجة ان تنافى.....ثم ماذا هل من خلق ينافى ؟


3 - الآنسان هو المعيار يا أمير بك
عبدالله صقر ( 2011 / 12 / 16 - 22:05 )
السيد أمير المحترم , هو هذا الذى كنت أقصده , لآن لى إبن شقيقتى , حين ذهب الى ألمانيا , دلوه الى وزارة الشئون الآجتماعية , وذلك بهدف أخذ أعانة شهرية منهم , لحين حصوله على عمل , هم لم يمنعوا عنه المساعدة لآنه مسلم من بلاد شرقية , لكن هم ساعدوه , لآنه إنسان وكيان , فلزاما علينا أن نحترم الآنسان لآنه أرقى وأقيم ما فى الجود , بغض النظر عن الدين أو المعتقد , , أحييك يا أخ أمير على ملاحظتك القيمة وأشكرك من كل أعماقى .


4 - بنت مكافحة تستحق الاحترام
عابر سبيل ( 2011 / 12 / 17 - 02:46 )
هذه البنت التي وقفت مع امها في مرضها واخوانها لهي الشرف بتطبيق عملي- ياما بنات انحرفت بسبب العوز واختاروا اسهل الطرق لسد الحاجة -اما ما تلبس فهي حرة وليتني التقي ببنت بهذه المواصفات لاجعلها تاج على الراءس


5 - شكرا للجميع
الاء الجبوري ( 2011 / 12 / 17 - 17:06 )
شكرا للجميع على مشاركتكم بالاحساس معاناة هذه الشابة والابطار الذي وضعها فيه هذا الرجل هو ايطار لكل المساء الشرقيات وتحديدا العربيات فالشرف قماش وامتار ومهنة يحكم عليها المجتمع وفق رؤيته , رغم ان الشرف معانيه اكبر بكثير ... تحياتي للجميع والى قصص حقيقية اخرى


6 - الاستاذ عبد الله صقر ..مع التحية
امير الكردي ( 2011 / 12 / 18 - 09:48 )
السيد عبد الله صقر المحترم..اشكر مشاعركم الطيبة وتواضعكم الكبير والجميل مع خالص مودتي وتقديري .


7 - العمى الوطني للسياسي انتهاك شرفه
رياض ( 2012 / 6 / 9 - 19:14 )
اشكر الدكتورهانه موضوع سياسي قانوني اخلاقي ؟السياسي ان لم يكن له نظره بتشريع القوانين من صلب مشاكل الشعب هذا ليس بسياسي هذا مجرد همه الوصول للمنصب ليتفاخر امام نفسه بالمراءة وعشيرة وكذا من يعرفه متناسي القبر واحد متناسي الله ولكن يتكلم عن الاسلام بقناعه لمن اصبحو عبيد له لانه اعطاهم وظاءف ومركزيه اغره الكرسي والكرسي نار جهنم العراق بلد الدولار والديناؤر العراقي اكثر قيمه من الدولار (فالدولار نجس بالنسبه لنا )كوطن اول مصدر للطاقه النفطيه بالعالم اءاءسف عراقي يستكدي اءو يعمل اكثر من طاقته كي يعيش والساسين اي الذي اصبحو سياسين بجال امريكا يدعون الوطنيه ويتكلمون بدخم بارد امثال الايرانيين الذن هم بقمه السلطه الان والعراقي جاءع كافي مغالطات بالواقع الكل تحمل السلاح لماذا لحب الوطن اين الوطن اين الفقراء اين اين السارق يحمييمه القانون والناقد لهم يرتكبو عليه اذن لااءقول شىء اكثر من انهم لايستحون واستعبدوا الفقراء اءما بالمال او الدين وهم براء من الاسلام اقول ان شرفهم منتهك ولا يعلمون وعمرهم قصير بحق محمد