الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توسيع منظمة التعاون الخليجي ،استراتيجية لصالح الشعوب ؟ أم هي لتمكين بقاء الأنظمة ؟.

الطيب آيت حمودة

2011 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مسألة توسيع أعضاء منظمة التعاون الخليجي بأعضاء جدد كنتيجة لأحداث عصيبة اصطلح على تسميتها بالربيع العربي أسالت حبرا دافقا على صفحات الجرائد المكتوبة ، والمقروءة الكترونيا ، بين مؤيد ومعقارع ، تفاقمت باتساع دائرة المعنيين بالإنضمام إلى مصر بعد أن رُشحت الأردن والمغرب سابقا ، وهو مأ اعلنه مدير إدارة مجلس التعاون الخليجي في وزارة الخارجية الكويتية السفير( حمود الروضان )الأحد الماضي .

+++لماذا توسيع منظمة التعاون الخليجي ؟

لماذا تأخر الإعلان عن رغبة السعودية توسيع أعضاء منظمة مجلس التعاون الخليجي بضم كلا من الأردن والمغرب الى مجموعتها ؟ ولماذا ترشيح مصر على رأس القائمة ؟ وهل ستوافق القمة الخليجية التي ستنعقد بالرياض بفذلكات وتصريحات بعض المسؤولين السعوديين والكويتيين .
+يعتقد الكثيرين بأن هاجس الخليجين هو تحقيق أمن أنظمتهم أمام الزحف الهادر لثورة الشعوب ضد حكامها خاصة بعد بروز بوادرها في البحرين التي ألجمت بفعل شييطنتها وتحجيمها ووصفها بالتشيع الرافضي وهو ما شجع على إخمادها بواسطة القمع الجهنمي في إطار ما يعرف بعمليات درع الجزيرة . ومن هنا يتضح أن استراتيجية أصحاب العقال سياسية ، فهي استقواء بأنظمة ملكية مثيلة (الأردن والمغرب)، رغم التباين الثقافي والمذهبي والإقتصادي بينها .

+++مخاوف خليجية برؤوس ثلاث :

أعتقد بأن المسار المقترح لتوسيع المنظمة جاء تحت تأثير هاجس بثلاثة أبعاد رئيسية هي : الحفاظ على الأنظمة السائدة ، ، الهاجس المذهبي ، مخاطر العمالة الأسيوية ، التخفيف من وطأ هذه التهديدات الثلاثية يحتاج إلى رسم استراتيجية ولو هي بعمر قصير ،سرعان ما يتضح سرابها وخبثها، لتباين الأهداف المبتغاة بين الأطراف المتفاعلة في العملية ،وهو ما سيفرزه اجتماع المجلس في دورته الثانية والثلاثين التي ستنعقد بالرياض في أواخر العشرية الثانية من شهر ديسمبر الحالي.
فالمد الشيعي الإيراني وتعاضم ترسانته العسكرية مبعث قلق للخليجيين ، فإمكانية انقلاب المجتمعات ضد حكامها بتحريض ايراني أمر وارد ، وإلغاء (الملكيات )الجاثمة على مقدرات اقتصاد شعوبها دون حسيب ولا رقيب مثل ماهو في السعودية يحتاج الى لجم وضبط ، والذين في بطونهم تبن سيتخوفون من أي شرارة قد تحول مكاسبهم إلى رماد ، فلا بد من صرف الفائض من مقدراتهم الضخمة من (أموال البترودولار ) في زيادة المؤيدين لهم خارج منطقة الخليج ولو بالوصول الى بلاد البربر ( المغرب ) لتشابه في انظمتها ( ملكية) ، ففي اعتقادهم أن ضم الدولتان ( الأردن والمغرب ) ومعهما مصر سيقيها من رجات الربيع العربي بعد أن تبين أن الغرب في عمومه ميال إلى تغيير أنظمة العرب ، ولعل في استراتجتهم القادمة بعد سوريا واليمن ، هو خلق ظروف تسمح بكنس كل الأسر الخليجية الحاكمة ، ولعل في اصطياد الخليجيين لمصر بقوتها العسكرية المعهودة و رصيدها البشري الضخم ما يحقق لها الأمن ولو لحين من الدهر، مقابل امتيازات عديدة تمنح لها في جوانب اقتصادية واستراتيجية بتوظيف العمالة المصرية المتمرسة في دولها .
كما أن ازياد مخاطر ايران الشيعية قائم خاصة بعد امتداد تأثيرها المذهبي على حساب السنة في دول الخليج نفسها كماهو قائم في الأجزاء الشرقية للملكة السعودية ، وحراك الحوثيين في حدودها الجنوبية المدعمين من ايران ، ناهيك عن تعداد المتشيعين في البحرين والكويت ولبنان، فسد الأبواب والنوافذ حاليا في وجه الرجات الشيعة وحجب الخبر على وسائل الإعلام غير مجد حاليا ، لتوفر وسائل التواصل الإجتماعي العابرة للقارت في ثواني معدودة ، حيث أصبح كل مالك للإنترنات يبث المحظور في دقائق معدودة للعالم أجمع ، الأمر الذي شل رقابة وزارات الإعلام و أفشل رقابتها المعهودة .
أما الهاجس الثالث فيتمثل في مخاطر العمالة الأسيوية العاملة في دول الخليج ، هذه العمالة بتعدادها الضخم الذي يفوق أحيانا تعداد سكانها الأصليين يهدد ( هويتها العربية ) بما يردها من أنماط الحياة وأساليب العيش الأسيوي البلوشي والباكستناني والبنغالي والهندي .......فأصبحت دولها رغم القيود المفروضة عبر ( نظام الكفيل ) لا تضمن لها ديمومة هويتها عند أي منقلب سيحدث مستقبلا في ظل تنامي حقوق الإنسان واستفحالها ، فقد تطالب جماعات عماليةأسيوية مهاجرة بحقوق الدمج والمواطنة بضغط دولي على شكالة ما حدث للكويت مع قبائل البدون، وهي مخاطر قائمة ومهددة فعلا لهوية بلدان التعاون الخليجي ، فقد تهب عليها رياح العولمة عبر مضيق هرمز والمحيط الهندي لتجعلها هندية في ملبسها ومأكلها ولسانها ، وهو ما يجعلها تفكر في عمالة عربية تجلب من الدول المزمع ضمها إلى مجلس التعاون ، ولا أعتقد بأن ساكنة ( المغرب) بأنفتهم سيقبلون ضيم المشارقة وعسفهم بعد أن تعودوا الحقوق في مناطق هجرتهم في غرب أوروبا حيث قوانين الإنسان سارية إلا فيما شذ .

+++موقف الدول المرشحة متباين :

فعلى المستوى الرسمي لا أعتقد بأن الدول المعنية سترفض الهبة الممنوحة لها ، لما فيها من عوائد مشجعة للإقتصادها الواهن ، وتصريف لعمالتها العاطلة ، ولو إلى حين حدوث انقلاب في فكر الأنظمة السائدة على منوال ما وقع اثر وحدة مصر وسوريا أيام عبد الناصر ، لأن ما يينى على حاجات آنية وهواجس أمنية ضد الشعوب مآله الخسران ، خاصة وأن الشعوب أدركت بأن العملية فيها تغليب لمصالح الأنظمة على مصالح الشعوب لغياب التجانس بين مقدرات هذه الدول المقترحة التي تعيش أزمات اقتصادية وخسارة في ميزان مدفوعاتها وديون على عاتقها ، مقابل دول أخرى تعيش تخمة مالية بفضل عائدات مالية ضخمة تدرها عوائد تصدير البترول والغاز أمام نقص خطير في تعداد ساكنتها ، وهو ما يرهن المستقبل ويكشف زيف التعاون على شاكلة ما يقع لليونان داخل منظمة الإتحاد الأوروبي .

+++ من العربنة الى الخولجة ..........

لا أدري ماهي أسباب جنوح الخليجيين إلى تأسيس منظمة تعاونهم في ظل وجود جامعة أوسع لهم ( جامعة الدول العربية) ، أهو تمايز هم عن غيرهم من العرب ؟ ،أم هو هاجس الرغبة في التفوق على بقية العر ب ؟ وهل مجلس التعاون الخليجي مركز استقطاب جديد للعرب كبديل عن الجامعة العربية التي أبانت بأنها في الرمق الأخير من عمرها بعد عجزها في كل الإختبارات ، آخره اختبارات المهل المؤجلة والمتكررة للنظام السوري في وقت تهدر فيه أرواح الأبرياء أمام مرآى الجميع عربا وأعاجم .

+++مصر.... أكثر الدول مرشحة للإنضمام الى مجلس التعاون الخليجي ؟

رغم استمرا ر الثورة فيها ، وازدياد الإعتصامات بميادينها ، إلا أن (حمود الروضان الكويتي ) أعلن صراحة بتفضيل مصرلإنظمام للمنظمة ، لعل السر يكمن في مقدرات مصر الحربية وتجربتها الكبيرة في الحروب ، وموقعها الممتاز في شمال شرق افريقيا مهيمنة على أخطر ممر بحري بين البحرين الأحمر والمتوسط (قناة السويس)وامتلاكها لطاقة بشرية تزيد عن85مليون نسمة تؤهلها لسد احتياجات دول الخليج لليد العاملة ، فالإختيارهدفه عسكري درأ لمخاطر الإستعانة بالكافر ، واستراتيجي يسد منفذ التدخل الغربي عبر القناة في حالات التمرد الداخلي ، وخنق المعارضة بقوة درع عسكرية مصريةأ ثبتت جدواها في سرقة الثورة من مفجريها الشباب ، ولعل في ذلك دفع لمصر بأن تغدو دركي المنطة ( الشرق الأوسط ) بوجود البترودولار الخليجي والكفاءة المصرية .


+++صفوة القول هو أنني لم أقتنع بصدق النوايا المعلنة تجاه ضم الدول الثلاث لمجلس التعاون الخليجي ، فالأمر لا يعدو أن يكون سوى نزوة سياسية غرضها استبعاد مخاطر ثورات شعبية زاحفة ، لأن العملية وإن فيها تجانس ديني ولساني ـ فإن فيها من المخاطر المحدقة بها أولاها عدم التجانس في الإمكانات الإقتصادية ، وثانيها رجوح الكفة البشرية لصالح الدول الطموحة للإنضمام ، وثالثها اختلاف العقليات والطموحات ، وسعي الجميع الى تحقيق مكاسب نفعية آنية على حساب طموح مستقبلى صعب المنال ، ولو كانت طموحات العرب وجيهة وصادقة لتحققت سابقا في ظل الجامعة العربية ، ولما بُعثرت مقدراتهم المالية الضخمة في مصارف الغرب ، لتُستعمل ضدهم في إطار صراعم الذي لم يجد حلا مع اسرائيل في وقت يعيش عربا أزمات اقتصادية خانقة في الصومال والسودان والأردن وتونس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال