الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة حول معانات المرأة

تولام سيرف

2011 / 12 / 17
الادب والفن


دمية غوسق عند الشجرة
-------------------------------


أكملت غوسق اليوم السنة الثانية من عمرها و قامت امها بترميم دميتها كهدية لهذه المناسبة
تلك حميدة بائعة اللبن أم لاربعة بنات وهو طبعا عمل شنيع منها

-كيف تتجرأ و تنجب بنات فقط؟
- فسيطها في المنطقة سيء ولا تحصل من زوجها سواء الحقد و الضرب

و لسذاجتها تعتقد هي ايضا بأنها هي السبب في ولادة اربع بنات
حميدة هذه تشتري الحليب من الفلاحات و وتقوم بتخميره و تصنع كمية لابأس بها من اللبن و تأخذه الى صالح او بالاحرى طالح الذي يدفع اسعار بسيطة لمنتجات الفلاحات و يوزعها في المدينة بربح كبير


في ذلك اليوم كانت حميدة في صدد تخمير دفعة جديدة, و كالعادة جميع البنات يقمن بأعانتها, اذ اصبح تقسيم العمل شيء روتيني بينهن. حتى غوسق لديها قسط من الواجبات والتي تجيدها بأبداع, حيث تملأ البيت ضحكاً في كل مرة بسبب مرحها و ذكائها ويداها الملطختان بلبن الامس الذي تستخدمه حميدة لتخمير اللبن الجديد
حين توشك نهاية اكثر الواجبات و يعم الهدوء نوعا ما تأخذ غوسق دميتها كالعادة لتذهب بصحبة اختها الاكبر منها الى بستان جميل مكثف باشجار الفواكه و التمر
ذلك البستان و عند الشجرة الكبيرة السن, تلك التي سمعت الكثير من احزان نساء المنطقة

اثناء مكوث غوسق عند الشجرة و لعب اختها بالقرب منها تحمل الام اللبن الى صالح الطالح بأمتعاض, اذ انه المصدر المالي الوحيد
تصل اليه, تضع اللبن الطازج, يحاول دعوتها الى الداخل كما فعل سابقا
تصل الحالة عند حميدة حد التقيء, تتمالك نفسها وترفض مبررة

- الاطفال ينتظرون, وعودة ابو البيت قريبة

تأخذ مبلغ اللبن رافعة الرأس لايهمها ذلك الطالح الحقير الذي اغتصبها مرة بعد ان دعاها للدخول فوجدت قضيبه صدفة في داخلها!!
لم تخبر احدا بذلك لانه المورد الوحيد للعائلة. ثم انها لو فعلت لوقع اللوم عليها وتكون في آخر المطاف هي السبب .. وربما تقتل. لاسيما وانها مُغتصبةٌ من قبل زوجها عشرات المرات وبالصدفة ايضا !!

فحميدة هذه هي السبب في كل الشيء

مثلا, هي لا تنجب الا البنات. وهي سبب ادمان زوجها على الكحول. وهي من تسبب علقات الخيزران التي تتلقاها و بناتها من الزوج
و اعتقد انها هي السبب في انقطاع الكهرباء في اميركا في السبعينات, ومن يدري فربما كانت هي ايضاً السبب في ضياع جزيرة اطلانطس !!

من المعتاد عليه ان تقوم الطفلة بدور الام للدمية, اما هنا فقد اختلقت غوسق اماً خيالية قوية الصفات تظهر لها حين تصل تلك الشجرة المتنصتة. فتتحدث لها عن آلامها الجسدية و تريها المناطق الزرقاء جراء ضرب الخيزران متمنية ان تكون ماماتها بنفس قوة أم تلك الدمية الخيالية, فغوسق تحب ماماتها الواقعيه و لا تريد استبدالها بماما اخرى

بعد عودة الماما حميدة الى البيت جلست مع البنات لكي يضعن خطة اقتصادية كاملة للفترة القادمة, في هذه المرة قرر المستشار الاقتصادي الاعلى حميدة بتخصيص جزءٍ من الاموال لشراء قماشٍ جديد و خياطة ثوبٍ لغوسق. واتفقن جميع عضوات المجلس الاقتصادي على ذلك

تم تحضير الاكل قبل موعد دخول السكير
انتشر الصمت, بدأ السكير تناول الطعام قبلهن طبعا و شرب الشاي و بدأ يدخن سيكارته و هو يخطط كيف سيحصل على الجرعة القادمة و اين سيشربها و هل يستطيع ان يشرب اكثر من قدرته

هذه جميعها مخططات ضرورية للحياة و لتقوية التقارب و المحبة في العائلة حفظه الرحمن
في هذه الاثناء تذكر ان موعد بيع اللبن كان اليوم, فنادى بقبح

- عديمة وج عديمة

ينادي حميدة هكذا لانها لاتنجب الفحول

تسرع عظيمة(حميدة) الى السكير منقطعة عن تناول طعامها. يأمرها بدون النظر اليها ماداً يده بوقاحة

- فلوس اللبن

تحاول حميدة التملص و التحايل عليه لكي تخفي بعض الشيء .. لم تفلح,
بل ادى الحديث القصير جدا الى توتر اعصاب السكير, فاسرع الى الخيزران

ضربها الاولى, حاولت الصمت لم تستطع, جاءت غوسق مسرعة
ركضت بقية البنات خلف غوسق خوفا عليها,
اشتد السكير في الضرب, حاولن جميعهن ان يضعن غوسق في الوسط لكي لاتصبيها ضربات الخيزران,
في لحظة سهو و انشغال السكير بالضرب, تجد غوسق ثغرة لتهرب خلالها من الجميع ..

وتخرج مع دميتها متجهةً نحو البستان

دام الضرب قليلا بعد خروج غوسق, و بما تبقى لهن من قوى , حاولن البحث عن غوسق
قررن البقاء قليلا بسبب الالم و الحرص على غوسق, فبقاءها في الخارج قليلا قد يحميها بعض الشيء

بعد وهلة من الهدوء و مسح الدماء, خرجن للبحث عن غوسق, فالكل يعلم انها عند الشجرة.

ولكن هذه المرة وجدن الدمية فقط

في هذه اللحظة تلاشى الم الخيزران, ملأ الخوف اجسادهن, ركضن في كل الاتجاهات, صرخن كل الالام .. لم ترد غوسق.

ولن ترد

لم يعثر عليها احد ..

مرت اعوام منذ اختفاء غوسق.
تعوم في المنطقة و المدن المجاورة قصص حول رؤية شبح غوسق في البستان تبحث عن دميتها تارة, واخرى تكون يداها ملطخة باللبن و على وجهها نفس المعاني حين كانت تبدع في مساعدة ماماتها

ظهرت ازهار شقائق النعمان من عند بداية البستان لغاية الشجرة العجوز

منذ اختفائها و ضعت حميدة الثوب الجديد على اغصان الشجرة راجية ان يصل ابنتها التي تفتقد كثيراً .. غوسق


تحياتي و مودتي


تولام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-