الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار الثاني عشر... إنكار الجميل!!..

أشرف محمد مجاهد

2011 / 12 / 17
العلاقات الجنسية والاسرية


لا شك أن من أهم المقومات الأساسية لنجاح العلاقة الزوجية هو الاعتراف بأهمية وفضل الطرف الآخر، فحفظ الجميل وعدم إنكاره، وصون العشرة والمودة وعدم جحودها يمثل شريان الحياة النابض لتلك العلاقة.

ذلك أن كثير من الأزواج يعتقدون منذ لحظة الارتباط بالزواج أنه أمتلك زوجته امتلاكاً خاصاً، وأن ما تقدمه من القيام على شئونه وشئون البيت والأبناء هو من صميم واجباتها الزوجية، والاعتقاد بوجوب القيام بتلك الواجبات سواء في الشدة أو الوهن، دون الاعتراف بمجهوداتها وبذلها وما تقدمه من عطاء دائم له ولأبنائه.

وبالمثل نجد أن كثير من الزوجات يعتقدن نفس الاعتقاد بأنها امتلكت هذا الزوج ملكية خاصة، وأن ما يقدمه لها ولأبنائها وجهاده خارج البيت لتوفير ما يكفيهم مالياً، والسعي لقضاء متطلباتهم أمراً عادياً ومن صميم واجباته، ناهيك عن اتهامه الدائم والمستمر بالتقصير والتراخي في تحقيق ما تصبوا لأسرتها من تقدم ومستقبل أفضل لها ولأبنائها.

فإنكار الزوج جميل وصنيع زوجته، وكفر عشير الزوجة الدائم من المسببات الأساسية لمقدمات الشجار والخلاف، فالعطاء لا يمكن له أن يستمر وينمو ويتجدد إلا بمزيد من الاعتراف بما يقدمه كل طرف للآخر دون إنكار أو إنقاص أو التذكير الدائم بفضل كل طرف على الآخر بالمن والمعايرة.

فالحياة الزوجية شركة وشراكة بين الزوجين، تحتاج إلى مزيد من البذل والعطاء من كلا الطرفين حتى تنجح وتزدهر وتقوي روابطها، وحينها يشعر كلا الشريكين أن ثمرة ما يقدمه لأسرته تؤتي أكلها ناضجة طازجة، فالاعتراف بالجميل من المروءة والنبل، ونكرانه من الجحود واللوم، وإنكار الجميل من كلا الطرفين سيوصل العلاقة في نهاية المطاف إلى جحيم الفراق والانفصال، حيث لا يرضى كل شريك أن يتجاهل شريكه الآخر الأمور الجميلة التي قام بها لأجله وما قدمه من تضحيات وتفاني من أجل استمرار علاقتهما معاً.

ودائماً وفي الغالب لا يستفيق كلا الطرفين ويعرف فضل وجميل الآخر إلا بعد الفراق والانفصال، وخاصة الزوجة التي غالباً ما يكون إنكارها لفضل زوجها أشد وأعمق بموجب عاطفتها الجياشة وسرعة انفعالها وشدة جرحها وضعف وقلة حيلتها، ولذلك خصها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم في حديثه الذي أورده البخاري في صحيحه "...رأيت النار فلم أر منظراً اليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: بم يا رسول الله، قال: بكفرهن، قيل يكفرن بالله قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط".

فالامتنان والأمان في العلاقة الزوجية وحفظ وصون الجميل والمودة والرحمة فيما بين الزوجين أساس لترابط ونجاح الأسرة، وكذلك أساس للعلاقات الجيدة والترابط الاجتماعي في حالات الفراق والانفصال، يوم تشحن النفوس وتمتلئ بالحسرات والندم وتتقاذف التهم وتسوء الظنون، فالتذكير بالفضل والمحبة أمر يصاحب النفوس الطيبة والقلوب الخيرة، "ولا تنسوا الفضل بينكم.." سورة البقرة 237.

وللحوار بقية أن شاء الله...
Ashraf.mojahed63.gmail.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهرب من الزواج.. ينتشر بقوة.. وقد يستدعي تدخل طبيب!


.. 16 امرأة يتهمن الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد باعتداءات جنسية




.. لا تشكو المهر وغلاء الأسعار قد تكون مصابا بفوبيا الزواج | #ا


.. مصر.. سائق يحاول اغتصاب فتاة في القاهرة • فرانس 24 / FRANCE




.. يارا لابيدوس: قصّة امرأة عبّرت الموسيقى عن حنينها وعن جذورها