الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى المشير

حسين عبد المعبود

2011 / 12 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عفوا سيادة المشير فالأمر أصبح خطيرا ، ولا يمكن السكوت عليه فالمجلس العسكري يقودنا إلى الهاوية ، وتدخل المجتمع الدولي ، بسبب السياسات الفاشلة التي تفوق سياسات مبارك ظلما ، وعدوانا ، واغتصابا ، واستبدادا ، وكل الدلائل تشير إلى تورط المجلس العسكري عمدا أو تخبطا بسبب عدم الاستجابة لمطالب الثوار ، ومحاولة الانقضاض على الثورة واحتوائها وإهدار دم الشهداء الذي سال من أجل غاية نبيلة كانت السبب الأول في اعتلائكم لكرسي الحكم الذي أثبتت الأحداث أنكم غير مؤهلين للجلوس عليه لإدارة دفة الأمور ، وإلا فبما نفسر تراخيكم ولن نقول تواطؤكم فيما تشهده مصر من أحداث دامية بدءا من موقعة الجمل ومرورا بأحداث مسرح البالون ، وماسبيرو ، ومحمد محمود ، وآخرها أحداث مجلس الوزراء ، وفي كل مرة ننسب الأحداث لطرف ثالث ( بلطجية ، مندسين ، أياد خارجية ) ولم نتمكن من إلقاء القبض على بلطجي واحد ، أو مندس واحد ، أو يد واحدة ولا حتى إصبع ) وهذا يدينكم كثيرا فما فائدتكم إذن ؟ وأين اجهزة الأمن من : مخابرات حربية ، ومخابرات عامة ، وأمن قومي ؟ ناهيك عن الأمن الوطني ، والمباحث الجنائية ، والمباحث العامة .
لماذا لم يتم التعامل مع المعتصمين بمثل ما تتعامل به الدول المتحضرة والمدربة على كيفية التعامل مع المعتصمين بعيدا عن العنف واستخدام القوة ؟ ولماذا لاتحترم تصريحات السيد رئيس مجلس الوزراء الذي أعلن انه لن يستخدم القوة في فض الاعتصام ؟ ولن نصدق الروايات بأن أسباب ماحدث هو الكرة التي دخلت ساحة مجلس الوزراء . وإذا كان ذلك صحيحا فلماذا لم يتم ضبط النفس خاصة أن الأمور ملتهبة ، ولايمكن بأية حال من الأحوال أن يكون التعامل مع الواقعة بمثل ما حدث ويحدث .
ولن نصدق أن المعتصمين هم الذين بدأوا بالعنف !!. فالمعتصمون متواجدون منذ أكثر من عشرين يوما لم يحدث فيها أن ألقيت حجارة واحدة على مبنى ، أو فرد من أفراد الشرطة أو القوات المسلحة ، بل لم يكسر لوح زجاجي واحد لا من المجلس ، ولا من أية منشأة ، ولا من واجهة أي محل من المحال التجارية .
ولماذا يتم تسويق الأحداث إعلاميا بطريقة خبيثة ، وغير أمينة تحاول إظهار الشرفاء من أبناء مصر أنهم سبب البلاء ؟ وكأنهم السبب في الانفلات الأمني ، ووقف عجلة الإنتاج ، وخسائر البورصة . فمن غير المعقول أن يذهب هؤلاء الشرفاء النبلاء للتضحية بحياتهم فداء لمصر ، وأملا في حياة حرة كريمة يسودها العدل ، والمساواة ، والعدالة الاجتماعية ، ومحاسبة المفسدين والمقصرين ثم نتهمهم بأنهم غير مقدرين لمصلحة الوطن ، وأنهم السبب في اغتيال الثورة ، حتى يكفر بهم ابناء الشعب ، ويكفر بما خرجوا من أجله وهي غايات شريفة نبيلة ، ويتمنوا لو عادت أيام مبارك !! ، ثم نزيد الأمر استخفافا بأن هؤلاء ليسوا ثوار يناير ، وإذا كان الأمر كما تدعون فلماذا لاتبذلون جهدا في التوصل إلى الفاعل الأصلي لإثبات صحة ما تدعون . وأعتقد أن الذي فرض الأمن في الانتخابات مع اتساع رقعتها ، وتفرق أماكنها ، وكثرة احتكاكاتها قادر على فرض الأمن إذا أراد .
سيادة المشير ، السادة أعضاء المجلس العسكري : عفوا .. قد نفذ رصيدكم لدينا ، وإذا كنتم تظنون أن مبارك يمكن أن يعود و أو يستمر نظامه فأنتم واهمون . لأنه مهما حدث ، ومهما تباطأتم في محاكمة رموز الفساد ، ومهما تخبطتم ، أو تواطأتم مع الفلول أو منتفعي النظام البائد . فمبارك لن يعود ، ولن يستمر نظامه . فقد تتوقف عقارب الساعة لكنها لن تعود إلى الوراء ، أي أن مصر لن تعود إلى ما قبل 25 يناير .
سيادة المشير ، السادة أعضاء المجلس العسكري : اذكروا لي قرارا واحدا اتخذتموه تلبية لمطالب الثوار وفيه صالح للوطن والمواطنين بدءا من استفتاء مارس ، ومرورا بقانون الانتخابات ، وقانون الغدر ، وتشكيل وزاري كله من سلة مبارك ، وجدول زمني لتسليم السلطة غير قابل للتطبيق . كل القوانين والقرارات جاءت متأخرة ومعيبة . نفس أسلوب مبارك ، وإلا ما منعكم من وضع قانون يحدد الحد الأعلى للأجور ؟
إذا كنتم تعتقدون أن ما تفعلونه هو الصواب . نقول لكم آسفين . هذا هو الباطل بعينه !! وإذا كنتم تعتقدون أن هذا في صالح مصر فلتتركوا مصر وشأنها ، فصالح مصر في أن تتركوا الحكم ، وتتفرغوا لحماية الوطن . لأن الجيش يحمي ولا يحكم ، فللحكم رجاله .
نخشى على مصر ، لاعليكم . من الملاحقة الجنائية الدولية ، لأن ممارساتكم كلها جرائم ضد الإنسانية ، وتتنافى وأبسط القواعد والحقوق الإنسانية والمواثيق الدولية ، ونخشى من تدخل المجتمع الدولي ، وملاحقاتكم قضائيا ، وفي هذا خطر علينا لأنه يفتح باب التدخل الأجنبي ، والحصار الاقتصادي ، ولكم في البشير لعبرة ، فهو لا يستطيع أن يستقل طائرة إلى خارج السودان خوفا من القبض عليه ، ونحن نخشى على مصر أن يكون مصيرها مصير السودان الذي قسم وقابل للتقسيم مرة أخرى .
وبلاش بقى .. البلطجية والأصابع الخفية . البلطجية عندنا ، والشبيحة في سوريا . عيب عليكم فمصر لاتستحق ذلك منكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لمصلحة من تصفية الثورة بالثوار
احمد عبدالمعبود ( 2011 / 12 / 17 - 20:03 )
نعم فصالح مصر في أن يتركوا الحكم ، ويتفرغوا لحماية الوطن اللى محتاسين فى تأمين أحد شوارعه و ربنا يستر علينا و عليهم من اسرائيل لما تعرف ان جشنا عايز اللى يحميه من أطفال الشوارع لأنهم اتفرغوا لتدريب البلطجية و ذوات الأصابع الخفية على تلطيخ سمعة الثوار و التهام الثورة بحجة حماية الثورة و الثوار مش كده و لا اييييه يابتوع الاستقرار .


2 - انها الحقيقة
محمد مختار قرطام ( 2011 / 12 / 18 - 05:53 )
نعم اخي الكريم لقد قلت الحقيقة انظر ماذا حدث لمصر منذ ان استلم الجيش الحكم سنة52 دمار في خراب في حرب في فقر في جهل في تخلف الى ان اصبحنا اجهل شعوب الارض بعد كانت مصر شعلة للعلم والحرية والديموقراطية والتاريخ شاهد

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ