الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امنية جميلة وغاية سامية

كاظم اللامي

2011 / 12 / 17
الادب والفن



لو القينا انوار الكاشفات الضوئية المستبصرة على واقع الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص في محافظة ميسان ماذا يتبادر الى الباحث الراغب بسبر اغوار هذا الواقع .. لا محالة سيصاب بالغثيان والخيبة المريرة التي تؤدي الى حالة من النكوص والتراجع الى الوراء ذعرا وكانك ترى اوصالا لعائلة قد فتك بافرادها قاتل سفاح لا يحمل ادنى درجة من الانسانية .. هذا هو فعلا حال الفن والمسرح في ميسان . ولو ابتدأنا بالبنية التحتية وهي اساس كل نشاط وكل مشروع في الحياة وما نعنيه بالبنية التحتية هو المسارح والقاعات والاروقة الفنية والكالاريات والساحات الفضفاضة المستوعبة لكل عمل فني , فميسان تشكو وتصرخ باعلى صوتها لهذا الجفاء من قبل القائمين على الواقع الفني والثقافي فلم نرى مساهمة لهذه الجهة او تلك في اقامة صرح ثقافي وفني محترف يمكن ان يرفع من درجة التفاؤل في اشاعة حالة ثقافية يمكن ان تصب في جدول تبيض صورة قاتمة اشاعتها الحروب و(الفرهود) وانعكاس حالة التغيير بين الانظمة والحكومات في لعن وتدمير كل منجز لمن سبقهم في الارتقاء على رقاب هذا الشعب . ربما هناك من يعترض على قولي هذا فيقول شهدت ميسان ثورة اعمارية انفجارية متشضية من خلال اقامة العديد من الصروح الثقافية فاقول له وانا كلي ثقة صه يا هذا انت منافق تريد ان تلمع صورة ارادت لنفسها ان تكون قاتمة مشوهة فجميع ما بني لا يحمل الصفة الفنية الخالصة انما اماكن يرتدادها السياسيون كي يبدو احدهم انه من المهتمين بالثقافة ولم نرى عملا فنيا يتواجد في هذه الصروح بصورة مستقلة عن مناسبة سياسية او دينية وهي غالبا ما تكون مدعومة من قبل السياسي او المسؤول الحكومي ورغم هذا وذاك فانها اماكن لا تصلح للعرض الفني لا من قريب ولا من بعيد وهذا الامر تم تشخيصه من زمان بعيد في كون احد الاسباب المهمة لفشل اكثر الاعمال هو عدم تواجد التقنية والاحترافية في القاعات والمسارح مما يؤكد ما كنت ارمي اليه في ان هذه الصروح لم تبنى وتؤسس لاجل عيون الفنان بل لغايات اقل ما يقال عنها انها انانية مقيتة . ومن هوان المرء ان يكون نقيب الفنانين السابق هو وزملائه يقتعدون الحدائق والمطاعم متخذينها كقاعة اما النقيب الحالي ليس بافضل حلا من سابقه لا يملك هو ونقابته شبرا من الارض او حتى تخصيصات لتاجير بناية ولو بمساحة متر في متر تكفيه هو لوحده ولكرسيه المبجل, والى هذه النقطة نكون قد انتهينا من البنية التحتية ثم نعرج الى الجفاء الحاصل من قبل نقابة الفنانين الفرع المركزي التي لم تكلف نفسها يوما في دعم اي عمل فني ماديا ناهيك عن الدعم المعنوي وكذلك نظرة التعالي لمؤسسة السينما والمسرح في التعامل والتعاطي مع فناني ميسان ويجب ان لا ننسى التقاطعات المريرة بين الفنانين انفسهم في عدم المؤازرة والتكاتف لنيل الحقوق وكذلك عدم حضورهم الشخصي لاعمال الفنانين وهو تشخيص لحالة التشرذم بين الفنانين ليتجه كل فنان وحسب نشاطه الاجتماعي والعلائقي لنشر اعماله وتهيئة قاعة العرض والمتفرجين . وهناك امر يجب الانتباه اليه بعد ان كانت ميسان ام المسرح وام الفن والثقافة لتواجد مبدعيها على ارضها لتوفر البيئة الخصبة للابداع الا اننا نرى في الوقت الحاضر شيوع ثقافة الهجرة الجماعية للمثقف والفنان والاديب من هذه المحافظة نتيجة للاسباب التي اوردتها انفا. كما يجب ان لا ننسى البنية الفوقية المتمثلة بالفنان والتي نؤشر عليها بانها الطامة الكبرى التي ابتلي بها الفن الميساني فنتيجة التغيير الكبير والواضح بالمفاهيم والرؤى شهدت ميسان شيوع حالة انتشار المتسورين لصرح الفن ربما من خلال رافعة عالية (كرين حرامي) او حالة قفزية بواسطة الة سبرنكية وبغفلة من الجميع تجد من لا يفهم في ابجديات الفن وهو يتواجد بين الفنانين ينظر ويجادل بغير علم كما له القدرة على التحايل والتامر بشكل غريب .. نحن لا نعيب على الرجل المتواضع فنيا ان يدعي انه فنان, بالتدريب يمكن ان يكون فنان متميز .. بل نعيب على من يدعي الفن وهو بلا منجز هذا اولا وثانيا ان يكون فاقد للشرعية من خلال تصرفاته البذيئة في المجتمع لافتقاده للمسؤولية الفنية وهنا يحكم على الفنانين الاخرين بحكم اخلاق هذا المتسور الطاريء فلذلك تواجد هكذا نماذج اساءة للذائقة الفنية واساءة لسمعة الفنان الحقيقي ولو سالنا انفسنا من اتى بهذا النكرة الى هذا الوسط المتميز الناصع البياض اقولها وبكل جراة اتى به فنان اخر ولكنه احد المتاجرين بالفن احد الذين ذبحوا الفن على محراب الفائدة الانية المتمثلة ببضعة دنانير لا تسمن ولا تغني من جوع.
ربما يقول احدهم انت ذكرت اسابا لحالة التردي الفني في ميسان ولم تذكر الحلول اقول له يا اخا العرب الحل هو من خلال تواجد الحكومة بشكل قوي في ردم الهوة الناتجة للحالات المؤشرة سلبيا والدعم المتواصل الخاضع للعقلية العملية لا العقلية البيروقراطية وكذلك اعطاء استقلالية حقيقية لمفاصل الفن من العمل بحرية والامر المهم والذي اعتبره غاية في الاهمية هو يجب تاسيس معهد او كلية للفنون في هذه المحافظة يحتوي كل جماليات الابداع الميساني تكون مرافقه الفنية وفق المواصفات العالمية لتكون ميسان حاضنه ابداعيه عالمية وبهذا الصرح التربوي الفني والثقافي لانحتاج بعد ذلك لغيرنا في احتواء ابداعاتنا واستجداء المسؤولين في دعم هذا العمل او ذاك وكفى الله المؤمنين شر القتال وهناك يتميز الخبيث من الطيب ..وهنا نصيحة اوجهها لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي كعراقي مشغول بهاجس حب وطنه ان الفنان مؤمون الجانب والفنان لا يمكن ان يحمل عبوة او كاتم والفنان عامل تراكمي للبناء والتشييد والتقويم والتصحيح والفنان صورة اعلامية واضحة المعالم يمكن له ان يختصر المسافات في ارساء قواعد ودعائم التفكير الصحيح لدى المواطن اذن يا دولة الرئيس اغناء العراق بالفنانين والادباء والمثقفين سيكون دورهم تدافعي في طرد كل ارهابي كل فاسد كل خائن كل مجرم ولو سالنا رجال الامن هل القت قواتكم يوما على ارهابي فنان لا بد ان يكون الجواب بالنفي اذن نظرة رحيمة ايها الساسة لفتح باب الابداع امام ابناء ميسان حتى لا تردد القلوب والالسنة باللعن لكل مسبب لهذا التردي الفني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة