الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار

مجدي مهني أمين

2011 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كل تقديرنا واحترامنا لكل من قدموا استقالتهم من المجلس الاستشاري (1) ، فوجودهم يعطي غطاء من الشرعية للمجلس العسكري في العنف الذي يمارسه مع الثوار أمام مقر مجلس الوزراء، عنف غريب، سحل، كهربة، ضرب، تعذيب، وقتل، يمارسه الأمن المركزي والشرطة العسكرية.

مثل كل المصريين بل وكل البشر كنت مصدوما وأنا أرى الثوار وهم يسحلون على الشاشات على إيدي الجنود، وهذا الشاب المسحول عبودي وهو يحكي قصته بعيون لا أعلم ان كان قد ضاع عنها النور، أم سيعود بعد أن تشفى جراحه. كانت ترن في أذني صرخة عمار الشريعي، "قتلت مين؟" بكلمات عبد الرحمن، في فيلم البرئ لأحمد زكي ، تلك الكلمات التي تستصرخ الجندي عندما يعود لذاته بعد أن يكون قد غسل يديه من دماء من ضرب وقتل وسحل، من دماء من قال له قادته أنهم أعداء الوطن، أكيد مهما كانت عتامة الأمية في عقله البرئ، أكيد ها يسأل، هم الأعداء دول يستاهلوا كل اللي عملته فيهم، ويستصرخه عمار، لا أعلم بالتحديد، هل يستصرخه عمار، أم الأبنودي، أم أحمد زكي، بهذا النشيد اللاذع وكأنه النشيد الخارج من ضميركل جندي: http://www.youtube.com/watch?v=4ra1dkrjdmU

الدم اللي في إيديا
بالليل ينده عليا
ويقولي قتلت مين ؟
ويقولي
يا
إنسان
تميز السجان
أزااااااااااااي من السجين ؟
قلبي اللي كان بريء
زي الطير الطليق
إزاي ضلت عيونه
لما شاف الطريق ؟ ...

نعم لابد أن يكون لدى هؤلاء الجنود ضمير، يصحو يوما ويحاكمهم ، قبل أو بعد أن تطالهم يد العدالة، وتطال كل من أعطاهم الأوامر بقتل المتظاهرين، تستصرخهم دماء الشهداء الأبرياء، هؤلاء الجنود هم وقود المجلس العسكري وجهاز الأمن، هذان هما الجهازان المسئولان عن الشعب وأمام الشعب، هما من لا يريدان حكومة انتقالية تمثل الثوار، لأنها ستكون حكومة في صف الشعب، وستلاحق الجناة وقتلة الثوار، في التحرير، والبالون، وماسبيرو، ومحمد محمود، ستلاحق جنرالات الداخلية وتطهر أجهزة الدولة من فلول النظام السابق، كي تبني دولة جديدة ، هم لا يريدون هذه الدولة الجديدة، هم يريدون الدولة القديمة التي تؤمن لهم امتيازاتهم ومكانتهم وتتستر على جرائمهم أثناء الثورة ، وخلال كل سنوات النظام السابق.

المجلس يعرف لماذا يجب إسكات الثوار، كي يغلق ملفات محاسبة الجناة، والثوار يعرفون لماذا يجب ان تكون هناك حكومة انتقالية تمثل الثورة وتعمل على تلبية مطالب الثورة، من لا يعرف هم هؤلاء الجنود، رغم ذلك فهم الجناة المباشرون ومن يقومون بكل أعمال العنف والقتل والسحل، وهذا لا يبرر ساحتهم، فهم في النهاية يمارسون أعمالا لا يقرها القانون حتى وإن كانت تنفيذا لأوامر، فهي أوامر غير قانونية، ولا يمكن أن تبنى دولة ما بعد الثورة وفق أوامر وإجراءات غير قانونية، لو قبلناها فنحن نقبل معها مستقبل غير مبشّر بل أسوأ مما كنا عليه قبل قيام الثورة.

نحن نعيش النظام القديم بمستفيدين جدد، يدافعون بشراسة عن مصالحهم، ويدفعون بهؤلاء الجنود الضحايا كي يقوموا بحماية هذا النظام القديم.

الجديد وسط كل هذه الدماء الطاهرة، هو د.الجنزوري نفسه، د.الجنزوري الذي قال نصا لن أسمح أن يُفض الاعتصام بالقوة، هو ذاته الذي خرج ليردد نظرية الثورة المضادة، والإيدي الخفية. د.عصام شرف كان في وضع أفضل، ربما لم يصل مع المجلس لاتفاقات في صالح الثورة فسكت، لكن ما كانش بيطلع للناس كي يردد كلام المجلس، سكت مع دول ودول، لكن رئيس الوزراء الجديد بيقدم خدمة جديدة، بيقول الكلام اللي عايزه المجلس، كلام المجلس لكن من واحد مدني.

المجلس الاستشاري، بنفس القدر ووسط هذه الأحداث الدامية- هوغطاء مدني لتجاوزات المجلس العسكري، وكل المستقيلين من هؤلاء الأعضاء هم من اختاروا ان يرفعوا هذا الغطاء عن المجلس.

بهذه التجاوزات يقضى المجلس العسكري على كل بارقة أمل في استرداد الثقة التي ضاعت منه مع الانفراد بالسلطة، وعدم تقديم الجناة للمحاكمة ، والاعتقالات، والمحاكمات العسكرية للمدنيين، وتعذيب الثوار وامتهان كرامتهم. لقد فقد المجلس رصيده، ومن هنا عليه أن يبدأ حساباته.

- هل يمكن أن يتدارك المجلس كي يوقف العنف، ويقدم الجناة للمحاكمة؟
- هل يملك الإرادة في أن يشكل حكومة انتقالية تمثل الثورة وتقود المرحلة الانتقالية، ويفرج عن كافة المعتقلين، ويضع الجيش والشرطة رهن هذه الحكومة الانتقالية كي تقود المراحل القادمة بحيدة ونزاهة ؟
- هل يملك المجلس الإرادة كي يحقق هذه المطالب ويتخذ خطوات لإنقاذ مصر قبل أن يجرفها مستنقع الفعل ورد الفعل؟

لقد تجاهل المجلس الثوار، وبطش بالمواطنين، وقدم الضحايا للمحاكمة، وسمح لجنوده بإهانة المواطنين، فماذا يتبقى لنا في وطن مهان وكرامة مهدرة، وأرواح تزهق؟ لقد كسرت تجاوزات مبارك العلاقة بين الشعب والشرطة، والمجلس بهذه التجاوزات يكسر العلاقة بين الشعب وجيشه، وعلى المجلس أن يستدرك ويستمع للشعب، تلك هي أعلى درجات الواجب، بدلا من أن يدفع بالمزيد من الجنود كي يتحولوا إلى جناة تطالهم العدالة إن آجلا أو عاجلا.

(1 ) د.منار الشوربجي ، أ.أحمد خيري، د.نيفين مسعد، د.نادية مصطفى، د.المعتز بالله عبد الفتاح، م. أبو العلا ماضي، د. نادية محمود مصطفى، د. حسن نافعة، أ. لبيب السباعي، د. حنا جريس، وأ. شريف محمد زهران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو