الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحفيو السلاطين

عماد الاخرس

2011 / 12 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هناك حقيقة إعلاميه معروفه وهى إن التقرب من ذوى النفوذ في الدولة هو ذروة السقوط المهني وتعنى البعد عن الممارسة الشريفة للعمل الصحفي وعدم نقل الحقائق والوقائع بمصداقية.
أما عن عنوان المقال فهو قريب من تسمية وعاظ السلاطين التي أطلقها الكاتب العراقي الكبير ( على الوردي ) على إحدى مؤلفاته وهم من يقدمون النصح والمشورة للسلطان مقابل مكاسب شخصيه و موجودون في كل زمان ومكان.
وفى التاريخ السياسي العراقي الحديث ظهرت شريحة جديده هم صحفيو السلاطين وهؤلاء يسخرون أقلامهم بما يخدم مصالح المتنفذين أصحاب القرار في الساحة السياسية ويكتبون ويحللون الأحداث بما يشرعن أعمالهم وتصرفاتهم الخاطئة وحتى يبررون ظلمهم وطغيانهم .
وللعلم فان مهمتهم تختلف عن الوعاظ في الأسلوب وتلتقي في الغاية وهى المكاسب الشخصية.
إنهم يتسابقون للتقرب من القادة ولقائهم ويتهجمون ويقذفون بالإساءة كل من ينتقدهم أو يكشف أخطائهم ويبذلون جهدا ويتوسلون من اجل التقاط الصور معهم ونشرها في الصحف المقروءة والمكتوبة وبالأخص صفحات التوتير والفيسبوك ومواقع الانترنيت.
وللنكتة أقولها لا اعلم إن كان هؤلاء يتصورون بان إتباعهم مثل هذه الأساليب قد يثير الخوف والرعب في نفوس البعض من أقرانهم ممن لا يحبون ولا يمتلكون هواية التقرب من القادة .
والغريب إنهم يصنفون أنفسهم ضمن النخب الإعلامية ولا اعلم من الذي منحهم هذا التكريم لان المعروف بان النخب لا تلهث وراء القادة والعكس هو الصحيح.
أما اغلبهم فكانوا يمارسون نشاطهم الصحفي في العهد البائد والجديد وبنفس المساحة وتجدهم يرفضون الصحفيون الجدد ممن بدؤا ممارسة نشاطهم بعد التغيير ويبذلون ما بوسعهم في وضع العراقيل والصعاب بوجههم.
وبحكم مهارتهم في المديح والتملق تجدهم لازالوا يسيطرون على اغلب النشاطات ولم يفسحوا المجال لصحفي بعد التغيير للعمل واختراقهم وعن الحقوق والامتيازات فهي حصرا بهم ويتقاسمونها فيما بينهم ولاهم لهم سوى حرمان الآخرين منها.
وأقول لهؤلاء يجب أن تعلموا بان اغلب صحفيو بعد التغيير لم يستطيعوا ممارسة نشاطهم الصحفي سابقاً بحكم عدم قناعتهم بالعمل في خدمة قاده العهد البائد والكتابة والتحليل بما يتناسب وأهوائهم ومزاجهم.
عليكم أن تغلقوا أفواهكم ولا تتحدثوا بأي شيء يسئ إلى صحفيو القادة في العهد البائد لأنكم لا تختلفون عنهم وسنوثق تصريحاتكم وكتاباتكم وتحليلاتكم و نحتفظ بصوركم مع القادة الحاليين المهيمنين على القرار ونعرضها على من سيحل محلهم في الدورات الانتخابية القادمة.
أخيرا أتمنى أن تبقى السلطة الرابعة مستقلة ولا يتكرر الصحفيون المداحين المصابين بداء التقرب من القادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم