الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق الانقلابات / الفخ الاستعماري

زكي فرحان

2011 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



بعد حدوث الاصطدامات بين حكومه ثورة 14 / تموز المجيده وبين المسلحين الاكراد عام 1961عقد قائد الثوره الزعيم عبد الكريم قاسم القائد العام للقوات المسلحة مؤتمرا صحفيا في وزارة الدفاع صرح فيه قائلا ( ان البارزانيين كانوا خارج العراق واعيدوا الى بلادهم معززين مكرمين بعد الثورة، فقد قلنا ان اعمالهم قد حدثت في عهد الحكومة الملكية البائدة، والان يجب ان يعود المواطنون الى وطنهم وباشرنا بالصرف على مناطقهم واعمارها ، ولما عادوا الى هنا كانوا لا يملكون شيئا فرأينا من الصالح ان تقوم الحكومة بمساعدتهم لبناء الدور والمساكن لهم ورفع مستواهم وحتى تنتظم حالتهم خصصت الحكومة رواتب لكل بارزاني قادم من الخارج بدون استثناء، للمتزوج 45 دينارا وللمتزوج الذي له اولاد 50 دينارا ولكل شخص اعزب 35 دينارا، بالاضافة الى ذلك سعت الحكومة الى تعيين الاشخاص الذين يتوجب تعيينهم لأهمية مؤهلاتهم، وصرفت الحكومة حوالي 522 ألف دينار لاعمار منطقة بارزان وتعبيد طرقها وايصال الكهرباء اليها وبناء المشاريع العمرانية فيها) – انتهى التصريح - ثم اتهم في ذلك المؤتمر شركات النفط الاحتكارية بتحريض الاقطاعيين الاغوات الاكراد على التمرد ، كي يضغطوا على الحكومة العراقية فتضطر للتنازل عن حقوق الشعب العراقي المشروعة في ثرواته النفطيط ، كما اتهم الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا بأثارة التمرد في الشمال وقال( لقد صرفت السفارة البريطانية في بغداد ما يقارب نصف مليون دينار على هذه الاعمال العدوانية الخبيثة التي لفت الرجعية وقطاع الطرق والسراق والاقطاعيين والانتهازيين وعملاء الاستعمار) وقد اعترف السفير البريطاني في بغداد في ذلك الزمن (همفري تريفليان) في كتابه(الشرق الاوسط في ثورة) الذي صدر في لندن عام 1970 بقيامه بجولة في جبال كردستان العراق واجتماعه بعدد من الشيوخ الاكراد، وبتوجيه من السفير البريطاني همفري تريفليان قام هؤلاء الشيوخ والاغوات بتمرد مسلح ضد الجمهورية العراقية الفتية بمساعدة ايران، وفي تموزعام 1961 أجتمع السفير الامريكي المقيم في ايران (رتشارد هولمز) والملحقون العسكريون الامريكان وقنصل امريكا في مدينة (رضائية) الايرانية ببعض الشيوخ والاغوات ونظموا سفرات في المناطق الكردية من ايران، وكانت أولى النشاط التآمري الامريكي على الجمهورية العراقية هي أرسال العميل (علي حسين آغا المنكوري) على رأس عصابة مسلحة بالاسلحة الامريكية وباشراف مبعوثين امريكين عسكريين والسلطات الايرانية ، وقد أجتاز هذا العميل الحدود العراقية ليفرض سيطرة عصابته المسلحة على ناحية (نادوشت) ويعتقل بعض موظفيها، وقد وردت الى الحكومة العراقية آنذاك معلومات مؤكدة عن تقديم حكومة (الكويت) معونات مالية سخية مغرية للعصيان المسلح لمساعدة التمرد ضد حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم الوطنية، وكان العديد من الشيوخ والاغوات الاقطاعيين ورؤساء العشائر الكردية قد التجأوا الى ايران بعد ان أصدرت حكومة ثورة 14 تموز قانون الاصلاح الزراعي ، ووجدوا لدى حكومة الشاه في ايران الدعم والترحيب ويمكن لها استخدامهم لإثارة المشاكل والتحرك ضد الجمهورية العراقية الوليدة ، ومن نافلة القول، وبدون ادنى شك ان ثورة 14تموز عند ما جاءت، جاءت حاضنة لكل العراقيين بدون استثناء، لا لفئة معينة محددة وانما لكل العراقيين وتعاطفت مع القوميات والاقليات والاديان المتواجدة على ساحة ارض العراق، وكان البيان الاول للثورة واضح وصريح، وقد خص بالذات ان العرب والاكراد والقوميات الاخرى شركاء في هذا الوطن العراق، ومن منطلق هذا التوجه الوطني المبدئي،أججت ثورة 14 تموزعام 1958 حماسة الجماهير الكردية الواسعة والتواقة للحرية والاستقلال والاعتراف لأول مرة في العراق بهم أي بالاكراد كشركاء اصليين في هذا الوطن ،وأنظم الالوف من هذه الجماهير الى صفوف المنظمات الديمقراطية، وقد فتح امامها خطان سياسيان، الاول الحزب الشيوعي العراقي الداعي الى وحدة نضال العرب والاكراد والقوميات الاخرى واختيار الحل الديمقراطي، والثاني الحزب الديمقراطي الكردستاني( البارتي) القومي المطالب بحقوقه المشروعة ، وقد سار الحزبان جنبا الى جنب متفقان احيانا ومختلفان احيانا اخرى، فقد ظل الحزب الشيوعي العراقي على سياسته وهي الاعتراف بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره والنضال بكل الوسائل ضد الأضطهاد القومي الذي يتعرض له الاكراد ، كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يضع شعوره القومي في المقدمة لذلك كانت سياسته تتكشف احيانا عن ضيق افق قومي في بعض الحالات، رغم ان المضمون العام للحركة الكردية هو مضمون ديمقراطي وطني يصب في تعزيز الكفاح الديمقراطي وهو جزء من الحراك السياسي العام الملتهب في العراق،إلا انها تتعارض احيانا مع حاجات النضال المشترك ضد النشاط الاستعماري والسعي لإنتزاع الحريات الديمقراطية واقامة الحكم الوطني على اسس ديمقراطية تحقق للقومية الكردية حقها المشروع في تقرير المصير، وكان الحزب الشيوعي العراقي قد تبنى في اجتماع اللجنة المركزية عام 1956 مواقفه ازاء القضية الكردية بوضوح تام ، واشار الى الطريق الصائب الى حلها، الذي يقوم على اساس الاعتراف المتبادل بحق تقرير المصير وبمشروعية طموح الشعبين العربي و الكردي الى التحرر والوحدة القومية وهو طريق الكفاح المشترك ضد الاستعمار الذي هوالعائق امام بلوغ العرب و الاكراد لأمانيهم القومية، وان مهام الاستقلال الذاتي وفق اتحاد اختياري هو تدبير مؤقت تقتضيه مصلحة الشعبين ، وهو ليس حلاً نهائيا للمسألة القومية الكردية، ولا يمكن ان يكون بديلاً عن تقرير المصير للامة الكردية، وأنما سيكون عاملا هاما في تحرير الامة الكردية، وفي تكوين دولة مستقلة لكردستان كلها، كان الحزب الديمقراطي الكردستاني( البارتي) والحزب الشيوعي العراقي في علاقات منتظمه قبل ثورة 14 تموز عام 1958 ومن خلال تعاونهما كان يجري التنسيق مع جبهة الاتحاد الوطني التي تشكلت عام 1957 عن طريق الحزب الشيوعي العراقي وهو عضو فاعل في الجبهة ، بعد ان رفض الحزبان القوميان العربيان مشاركة الاكراد في الجبهة الوطنية،، وهما حزب الاستقلال يرأسه محمد مهدي كبة،، وحزب البعث العربي الاشتراكي، يرأسه فؤاد الركابي، انطلاقا من نظرتهما الشوفنية العنصرية المعادية للقوميات الاخرى غير العربية،أما بعد ثورة تموز فقد دخل تعاونهما مرحلة الى أعلى مستوى نضالي مشترك،حيث ان الحزب الشيوعي العراقي قد قدم الى الحزب الديمقراطي الموحد لكردستان، ميثاق للجبهة الوطنية في كردستان والقوى الاخرى المستقلة في نهاية عام 1958،وتم التوقيع على الميثاق الوطني بعد دراسة مستفيضه من قبل لجان حزبية متقدمة من كلا الحزبين، وقد تضمن الميثاق بنودا تتعلق بصيانة الجمهورية العراقية وتعزيز اتجاهها الوطني والديمقراطي كذلك العمل على تحقيق اقصى مسارات التآخي والتفاهم بين العرب والاكراد لتعزيز استقلال العراق الوطني ومقاومة التدخل الاجنبي واطلاق الحريات الديمقراطية ومطالب سياسية اقتصادية وثقافية، وتنفيذ قانون الاصلاح الزراعي في عموم العراق، ودعا الى تشريع دستور ديمقراطي دائم وانتخاب برلمان حر، والاعتراف بحقوق الشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره على ارضه كردستان،،،،
(ما كانت النزاعات تدوم طويلا لو لم يكن الباطل من جهة واحدة) مثل فرنسي،،
.................................
المصادر:--
1- عزيز سباهي، عقود من الحزب الشيوعي، ص 502
3- اسماعيل العارف، اسرار ثورة 14تموز، ص 400
4- ليث الزبيدي،ثورة 14تموز، ص 294،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ