الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوة للأمام، خطوتان للوراء

أمير الحلو

2011 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



هناك اهتمام كبير لدى الاوساط السياسية والاعلامية حول أختيار مجلة (التايم) الاميركية لما يسمى برجل العام الذي يوضع في صورة الغلاف وتستمر (اهميته) لمدة عام كامل حتى يجري اختيار شخصية جديدة، ومن الطبيعي أن يجري أختلاف في تلك الاوساط حول مدى استحقاق تلك الشخصية لهذه الصفة، والتي ليس بالضروري أن تكون سياسية، فقد تكون ثقافية أو فنية أو رياضية ولكنها معروفة في العالم أو المهتمين بهذا الشأن، ولكن الذي حدث هذا العام أو أختيار المجلة لشخصية (المحتج) لعام 2011، ووضعت صورة لمتظاهر أو ثائر يظهر أنه عربي من ملامحه وهو يصرخ بوجه الحاكم أو النظام، وهو أختيار موفق باعتقادي لأن ما شهدته المنطقة خلال عام 2011 يستحق الاهتمام والدراسة، فقد تمكنت عناصر شبابية حتى ولو لم يكن يجمعها تنظيم معين من الأطاحة بأنظمة ديكتاتورية وقمعية، وأن ترفع أصواتها بالاحتجاج على سياسة البطش والتعسف في بلدان لم تسقط انظمتها بعد، وهو أمر إيجابي أبعدنا عن (حتمية) القيام بأنقلاب عسكري لتغيير نظام بآخر بعيداً عن ارادة المواطنين وتوجهاتهم، وبذلك قدم شباب بعض الاقطار العربية مثلاً للعالم عن قدرات الشعوب المستمرة في تحدي الاستبداد والقضاء عليه وحسب القدرات المتاحة لها، وباعتقادي أن ذلك سيكون محفزاً لشعوب أخرى لأنتاج هذا الاسلوب مهما عظمت التضحيات.
أقول ذلك وأكرر ما كتبته سابقاً من الانتفاضة والثورة مطلوبة ولكن من المهم أيضاً الاتفاق مبدئياً على منهاج وخطوط عريضة تتفق عليها القوى والثوار، حتى لا تكون النتيجة، كما حصل في بعض البلدان من قيام بعض الجهات المشاركة أو غير المشاركة بالانتفاضات في القفز على الواجهة مستفيدة من قدراتها التنظيمية لـ (سرقة الثورات) عن اهدافها التحررية، فالثورة بحد ذاتها هي البحث عن الأفضل والأكثر تقدماً وانفتاحاً على الحياة، فليس من المهم انها حكم فرد أو جهة معينة، بل الأهم من ذلك أن يكون البديل مثلاً لتطلعات الشعب نحو بناء مستقبل أفضل من خلال برامج علمية وثقافية وحضارية تنقل المجتمع الى حالة تختلف عن التي شخّصها (لينين) في كتابه (خطوة الى الامام، خطوتان الى الوراء)، فليست الانتفاضة هدفاً بحد ذاتها، بل وسيلة نحو تغيير الأوضاع الراهنة الى حالة متقدمة تخدم الطبقات المحتاجة وترفع من مستوى البلاد العلمي والاقتصادي والثقافي.
ان (المحتج) في منطقتنا يستحق أن يكون نموذجاً يحتذى به وان يكون بطل العام وتضع (التايم) صورته في غلافها، فالاحتجاج هو خطوة نحو الثورة، والثورة هي خطوة الى الامام مع عدم التراجع الى الخلف بحيث تجعل شرائح كبيرة من المجتمع (تترحم) على السابقين لأنها لم تلمس من الذين جاءوا بعدهم جدية في بناء المجتمع ورفع الظلم والحيف عن الناس وخصوصاً الفقراء، وجعل العملية السياسية ديمقراطية حقيقية يتفق عليها الجميع من خلال برنامج وطني يخدم البلاد... لا الاشخاص والتنظيمات المتخلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطوات القائد الضرورة
بن بابل ( 2011 / 12 / 19 - 14:41 )
و لو خارج الموضوع قليلا ------ وبسبب سياسات القائد ( الضرورة) الرعناء الحمقاء فاننا خطونا خطوة واحدة للامام لكن رجعنا 35 خطوة للوراء مع الاحترام لشخصكم الكريم

اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا