الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جينغريتش وميكافيلية الفكر:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الجديد في التصريحات السياسية لمرشحي الرئاسة الامريكية هو التعميق الفكري الذي حمله لها جينجريتش. وسوى ذلك لا جديد في ميكافيلية الموقف السياسي الامريكي من الحقوق الوطنية الفلسطينية, والحقيقة انه لا فرق يذكر بين اصرار الادارة الامريكية السياسي الذي بات مشكوكا فيه, على اقامة دولة فلسطينية شرط ان تستجيب للمطامع التوسعية الصهيونية والشروط الامنية لهذه المطالب التوسعية, وبين انكار جينجريتش لحقيقية الوجود القومي الفلسطيني, ففي النهاية كلاهما يتنكر لحق وحرية الشعب الفلسطيني في تقرير لمصير.
ولكن هل كان وعد بلفور من قبل يعترف بوجود الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة, ام ان وعد بلفور ايضا انطوى على انكار للوجود القومي الخاص المستقل للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير, وهل انطوى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم ( 181 ) الصادر عام 1947م. والمعروف بقرار التقسيم, على نفس الانكار ام لا, حيث اشار لنا باعتبارنا السكان العرب متجنبا استخدام صيغة شعب فلسطين.
ان الاشارة في قرارات الشرعية الدولية لوجود الشعب الفلسطيني كوجود قومي خاص مستقل لم يحدث الا بعد انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965م, وشغلها حيزا سياسيا فاعلا في الصراع العالمي, ولكن
لماذا نستهجن ميكافيلية السياسة الامريكية وتصريحات جينغريتش, ونحن اصلا ننكر حقيقة استقلال وجودنا القومي, و لا نزال نصر على تعريف ذاتنا تعريف عرقي باعتبارنا امتداد لوجود قومي عربي اكبر, الامر الذي يسند ويدعم المقولات الفكرية لامثال جينجريتش, اليس هذا ما تنتهي اليه القراءات العالمية لمقولات من مثل فلسطين حرة عربية وفلسطين ارض وقف اسلامي؟
ان ميكافيلية جينجريتش السياسية الراغبة في ايصاله الى موقع الرئاسة الامريكية والتي يعلم تماما ان دور وموقع ووزن الصوت الانتخابي اليهودي بها حاسما, تبرر لاطماعه وانتهازيته الشخصية اجتراح ميكافيلية فكرية معلوماتية, ولكن ما الذي يبرر لنا نحن انكارنا لذاتنا؟ في حين من المفترض ان تعكس قرائتنا للحقيقة الموضوعية لمسار التطور الحضاري التاريخي الفلسطيني بنية فكرية اخرى تؤسس لايديولوجية مجتمعية فلسطينية الماهية, فهل نتوقع من الاجندة الاجنبية العدوة ان تقر بما ننكره نحن؟
ان انكارنا للخصوصية القومية لهويتنا الفلسطينية, هي الاهانة الكبرى التي تصغر ازائها اهانة جبنغريتش لشعبنا, وهي اهانة تصر على استمرار توجيهها لشعبنا مؤسساته وفصائله السياسية الرسمية, ومنظماته المجتمعية ومجموع الفكر العرقي الذي يعمي بصيرتنا الفكرية وتجلياتها السياسية,
السنا شركاء لجينغريتش في اهانة وانكار الحقيقة العلمية والفكرية التي ينطوي عليها تاريخ فلسطين بانكار كينونته الخاصة كمسار تطور حضاري قومي, فنخفيه تحت العباءة الصحراوية, وايضا اليس منتهى الغباء ان نقول ان الاركيولوجيا الحضارية الفلسطينية هي جراء نقل الكنعانيين لخبرتهم الحضارية معهم حين هاجروا الى فلسطين دون ان يدعو ذلك اي استاذ تاريخ فلسطيني الى طرح سؤال عن القاعدة الاركيولوجية الحضارية التي كانت موفرة ذلك الوقت للكنعانيين في الصحراء؟
اذا كانت عراقة اريحا بمستواها الحضاري المتقدم ذلك الوقت لا تدعونا للتفكر رغم انها موجودة الاف السنين قبل هذه الغزوات الاحتلالية المتنوعة باصولها العرقية واديانها وانبيائها, والتي تطفلت وتغذت على الحضارة الفلسطينية الارقى تطورا منها, فما الذي سيدعو اذن جينغريتش للتفكر وحفط الامانة العلمية, وهل سنجد في امثال جينغريتش احتراما للامانة العلمية يدعوه لحفظ ماء وجه العلم عالميا او حتى لحفظ ماء وجه الجامعة التي منحته درجة جامعية في التاريخ, بل ان ذلك يدعونا الى التساؤل عن اهلية وقيمة الدرجات العلمية التي يحملها فلسطينيون ان داخل او خارج الوطن وهم فشلوا فشلا ذريعا في قراءة تاريخ مجتمعهم الخاص ولم يعودوا مؤتمنين على تثقيف اجيالنا لانهم اذعنوا لتخلف الثقافة العرقية والدينية على وجه الخصوص
لا فرق اذن بين الجامعة التي خرجت جينغريتش والجامعات الفلسطينية التي تضخ في المجتمع الفلسطيني المئات من امثال جينغريتش. والذين يتالهون اجتماعيا علينا ب ( دكترتهم ) دون ابداعات بحثية تدعوا لاحترامهم,
ان قراءة في عديد من الرسالات الجامعية التي قدمها دكاترة فلسطينيون في علاقة الوضع الفلسطيني بالوضع الاقليمي تبين ان اغلبهم لا يميز الوطنية كمنهجية ايديولوجية سياسية عن الظاهرة القومية كوجود مادي ديموغرافي خاص, ومن يشك بما اعرضه ليرجع فقط لاستقراءات البحاثة القوميون والشيوعيون والدينيون حيث سيلاحظ فورا اجتماعهم في سبيكة تخلف واحدة تعيق الحركة في مسار التحرر الفكري الفلسطيني, فهم جميعا لا تعني لهم شيئا الجدلية التاريخية للاستقلال الموضوعي الفلسطيني ديموغرافيا والتواصل التاريخي لعملية الانتاج الفلسطينية وتبايناتها عن مستويات تطور الاطر القومية الاخرى في المنطقة, ويعيدون تكرار مقولة _ العوامل المشتركة_ حتى لو حشروا قسرا القومية الكردية في برميل القومية العربية دون وجود هذه العوامل المشتركة, ولا يعني لهم شيئا التباين القومي بين المانيا والنمسا وسويسرا رغم وجود عوامل مشتركة بينها,
ان الظاهرة القومية تنتجها جدلية تاريخية اساسها انخراط المجتمع في عملية انتاج واحدة متصلة تاريخيا في نطاق ديموغرافي له استقلاليته الموضوعية, لذلك نقول مصر هبة النيل والعراق بلاد الرافدين, فما هو الاساس المادي الذي وهب العروبة ظاهرتها القومية الواحدة؟ سوى التوسع السياسي الاستعماري لقبائل الحجاز؟ والذي كانت فلسطين احد ضحاياه تماما كما كانت ضحية لكل توسع امبراطوري في التاريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح