الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوسن ابيض للكاتب المبدع محيي الأشيقر -البحث عن زمن جديد-

هاشم مطر

2011 / 12 / 19
الادب والفن


يندرج الأدب الذي يقدمه محيي الأشيقر ضمن سياق التجارب الحداثية الكتابية العربية المهمة، وكلمة (مهمة) هنا لا علاقة لها بالأدب الذي قدمه ويقدمه أدباء مهمون في السياق الإبداعي والجمالي، وإنما من حيث التجربة الخاصة في تقديم نمط حداثي بكل تفصيلاته. وعندما نقول تفصيلاته نكون قد عنينا كل الإحداثيات التي تجعل النص متفوقاً على نفسه من حيث شكل الحكاية، الشخوص، الزمان، المكان، العقد، ثم طريقة تصدي الكاتب إلى حلها. إضافة الى لغة السرد والإبتكار.

نرى ذلك بشكل جلي في مجموعة محيي الأشيقر القصصية الأولى (أصوات محذوفة) وروايتة "كان هناك" الصادرتين عن دار (فكرة ودار قوس) في كوبنهاكن، واللتين وضعتا الكاتب على أعتاب الريادة الحداثية إضافة إلى توريطه في استكمال مشروعه الكتابي الجريء. ثم يفاجئنا بمجموعته القصصية الأخيرة "سوسن ابيض" الصادرة عن دار شرقيات في القاهرة.

هذه المجموعة الانيقة تقدم أول تفسير لقلة مايكتبه محيي الأشيقر، ذلك لمخزون الجرعة الأدبية المشتغلة بعناية تضاهي تفاصيل أو مراحل شجرة، تتفتح، تزهر، تذوي، تموت، ثم يعالجها بجرعات إضافية للحياة. تلك أمانة الكاتب لمنجزه، الذي يكون ربما مثار جدل حاله حال الطعنات الإبداعية التي تقدمها الفنون الأخرى، والتي تكون حبيسة نفسها ردحاً من الزمن حتى يتم تأملها في وقت آخر فتكون عنصراً ريادياً مهما.

ولكي أكون قد قدمت مادة ذات فائدة، أبدأ بدلالة اولية لـ (التقبل النفسي) للنص، وهي صفة ملازمة للنصوص كما عند كامي، كونديرا، صادق هدايت... يعطي في البداية جرعة ثقيلة للقارئ بعدد الشخصوص، غير المحصية عندما ينوه إلى تشظي أسماء الأبطال ومحاور بقائهم الجغرافي والمعنوي، فيبدأ بعددهم الكبير؛ تسبق أسماءهم كلمة (واحد) مثال: "واحد اسمه فهر"، واحدة اسمها "يتا" واحد اسمه مزاحم"، يستخدمها كأداة تنكير، وهنا أول دلالة على صفة الملازمة للأشخاص مع اختلاف المصائر التي ستؤول لها. كذلك التقارب الكبير بين صفتي المذكر والمؤنث التي يبدأها بحكايته الأولى (نار لائذة بالخزف) فيقول، «وواحدة تعرف باسم "پيا" واخر يدعى "بجير"... إضافة إلى من هم في مقام أقرانهم وأترابهم أو أسلافهم حتى، من الذين أدركوا النجاة لحظة نزولهم من الفلكْ». فهو يعنى بالحالة الإنسانية لحد التماهي وكأن داء العضال الإغترابي يتوزع ليس على الاشخاص ذوي الأسماء –أو من دونها- وإنما أيضاً على مفردات الحياة المحيطة، فيكون محركها قانون واحد هو (الشقاء). فيكون الكاتب بأمكانه تحريك القطع غير الحسية كـ (العَلَم) و(الشرشف) و(القحف) و(الملجأ)، وغيرها الكثير كأدوات نابضة متألمة وكسيرة وكأنها تدرك عزلة أبطالها. تلك الإشارات يرشدنا اليها الكاتب بتوقفات حصرية على وجودها ومادتها، كأن يكون العلم فكرة للمواطنة المفقودة، والشرشف للمائدة، والقحف صفة لتكسر الأشياء النبيلة، والملجأ هو الهروب الى الذات التي تحاول الإنفكاك من أسر ماضيها، تلك الإشارات تكون بمعنويتها عظيمة الدلالة من حيث اسقاطها الحاضر. وهنا يظهر زمن الماضي ليكشف الحاضر مع زمن الشخصيات الذاتي الذي يكون في الغالب خارج زمني الحدث وهو زمن الشخصيات الحاضر.

أعود إلى الجرعة القوية الجريئة التي تضع القارئ أمام مهمة سبر النص النوعي من حيث الوظيفة والمكانة، وتدعوه في الوقت نفسه إلى امتلاك مبضع تشريح النص وضبط هويته، وتبقيه على بعد متغير من الانقلابات والمتغيرات وخصوصا البنيوية منها الخاصة باكتشاف العلاقات الداخلية للعناصر الأساسية. فالقارئ يدخل حيز المشاركة مرغماً بأرادته وإلا ترك الكتاب، وهنا يقع الأثبات الأول لفكرة (التقبل النفسي)، الذي كان محيي بارعا فيه منذ البداية. أما صفة المشاركة السطحية فهي لا تعنيه ذلك ان الكاتب معني بتقديم النص النوعي المركب الذي يحتاج الى الكثير من التروي لفك التباسه. فأدبه يختص بحركة الاشخاص والأشياء والتجارب و«يثري نفسه بأوسع ما يمكن منها» كما يأتي عليه د. علي جواد الطاهر (مقدمة في النقد الأدبي)، وإن لم يقدم حلولاً نهائية فهو يضع آفاقها على درجة من الكشف بحيث تعلن مشكلتها في زمنها الذاتي والعام. كأن يكتب (همام) -في النص الأول- رسائله لصديق حقيقي أو مفترض أو لنفسه. أو تدعي (يتا) حيازتها الرسائل في زمنها الذاتي فقط، أو خارج زمنها في "كآبة بيضاء" على لسان البطلة -التي لانعرف اسما لها- سوى أنها "سعيدة الى حد ما، لأن يوما آخر من التقويم قد انقضى". وكأن يحاول (بجير) في (الدور الأخير) ازاحة "ضغط المعلومات والتفاصيل، التجارب التي مرت به كمساهم فاعل أو شاهد محايد"، لكنه يفشل فيبقى دائرا في ساعته البيولوجية فقط حيث ينهي الكاتب قصته "لاصوت ولا حركة بتاتا....." الى آخر النص بمفرداة حياتية حانية غائبة.

نسيج النص المتوافق والمتواتر يجعل الفكرة حياتية وبسيطة من حيث الشكل، إنما في جوهرها تبقي على حالة عزلتها وانشطارها من دون تردد. رغم حيرة الكاتب مع بداية كل نص تقريباً بطريقة العرض والتقديم التي يعتمد فيها الإشيقر تقنية الفلاشات، كأن نرى في (حسب انغمار) التوزع بين رصيف القطارات وحالات التكدر وفكرة السفر ثم يدخل الحكاية مع السرد المتقن المركز لكنه يكون كافياً لأن يصطحب القارئ معه في رحلة تجوال مع النص الممتع- المحزن. مثال آخر في الحالات الخمس الأولى في (فاكهة الغرباء)، التي شكلت مداخل لحكايات بطل القصة بشخصيته المركبة البسيطة من حيث المظهر حتى الوصول بها الى داخلها الرافض المفعم بالانقسام على واقع الحرب والترحال حتى يصل به الى النتيجة ذاتها وهي أن يعيش البطل في زمنه الخاص.

هذه الخاصية تعود إلى البراعة في ادخال القارئ الى عالم قص الكاتب الذي اختار تقنيته بحرفية عالية تطولها جماليات الإبهار الكتابي كما السمعي والبصري. أي ان الكاتب يركز على الصفة الحسية وتبادل مواقع الإبهار الخمسة (الحواس)، فهنا كلها على درجة من الاستعداد العالي للتلقي. كتحسس اجزاء اليوم في (نار لائذة بالخزف) -التي أُعد شخصياً الصفحات الأولى من النص بمثابة توطئة لدخول عالم النص والحكايات الخمس- ومذاق حبة الهال وفص العقيق غريب الطعم في (كآبة بيضاء)، فكرة التمتع بالظلام في (الدور الأخير)، الانغماس في ماء البحر في (فاكهة الغرباء) والذي لم يكن هناك ما يماثله من حيث وفرته في اسكندنافيا، أو كأن يقول في (حسب انغمار).."أصوات هي مزيج من رائحة النارنج ومن شعل الأضواء التي بدأت تنبثق من كل الإتجاهات" ، وهو بنفس الوقت يُعد جرأة لغوية على نحو توليدي لمعنى جديد.

عنصر الإستكشاف؛ العلاقات الداخلية لعناصر النص التي يبدأها بالتناقض المخيف بالإحالة "بيا هي أنا، أي اسمي"، ثم اسمان لنفس الشخصيتين (هالة") و(فيئ)، والملاحظة أو الإشارة المحصورة بين علامات التنصيص وردت على لسان أبي، في باب (فائدة) يوم كان بمقدوره الإفادة والنصح"، هي تزامن شرطي أو مشروط بضبط تقلبات الشخصية بين ماضيها وحاضرها وبين زمن آخر غير معرّف هو زمن الشخصية ذاتها أو حتى ليس بالضرورة زمنها أو الزمن ذاته، وهذا ما نجد استدلالاً عليه على مساحة النص ولجميع الشخصيات. وهو بيان واضح للنصوص كونها نص واحد إنما بسياقات متعددة وليست مختلفة. حيث صفة التشابك غير مرئية في النصوص التي تبدو متفرقة، إنما هي واحدة بعد قليل من التأمل. تلك هي تقنية بارعة بالروي بل إكتشاف حداثي مثير. وهذا الأمر على نحو الخصوص يضعنا على مشارف البناء القصصي الخاص لمحيي.

البناء العمودي وصفة الإبتكار غير الملزمة تجعل مهمة الكاتب عسيرة ومرهقة فهو مجبر على أعادة الخيط الحريري إلى القارئ، كصفة النسيان، والإستذكارات، والإحالات، ذكر "الراية"، و"الحديقة" في قصة (كإبة بيضاء)، و(القحف) في قصة (فاكهة الغرباء). حتى طريقة الروي التي يقترب فيها الكاتب من حالة الشخصيات كأن يقطع القارئ فيحيله الى "فيما بعد"، كلها لبنات درامية مشغولة بأحتراس وضبط. ولا أخفي هنا صفة الارهاق الممتع الذي يجعل القارئ يتنهد ويقول كمشارك (لماذا لم ينته من الأمر دفعة واحدة)، لكنه يعود فينصف الابطال والكاتب بعد قليل. اي بعد حدوث الانقلابات والعودة. هنا يكون محيي قد قدم أنموذجا عموديا للكتابة، وتفكيكا محمياً من حيث الجوهر. يستخدم عناصر الفضاء الكتابي أو القصصي فيظهر بأكثر من مكان ويتصف بأكثر من حالة، ولا اجد هنا أميز من جملة نقدية تفي بهذا الغرض للناقد الأستاذ ياسين النصير هي: «ترى أن المكان ليس حقيقة مجردة، وإنما هو يظهر من خلال الأشياء التي تشغل الفراغ أو الحيز، وأسلوب تقديم الأشياء هو الوصف».

في نص (كآبة بيضاء) يكشف الكثير من هذه المتعة التقنية. كذلك في بقية الحكايات حيث يترك محيي النص معلقاً كما رسائل (فهر-همام) لاحظ الأسماء في (نار لائذة بالخزف)، التي سأتوقف قليلا عندها، يكتبها (فهر) لنفسه على الأغلب لأنه أضاع لجامها بل يشطح إلى أبعد من ذلك إلى بؤرة تتساوى فيها فكرة الحياة والموت، "سأضع بين يديك، طبلاً وبوقا وراية ومجرفة وشيئاً من الكافور، أتريد ما هو أكثر؟"، -الطبل والبوق والراية للحياة، المجرفة والكافور إشارات للموت- يضعها على سبيل الهدية مع اشياء اخرى (لبيا) صديقة (فهر)، يتركها محيي عن قصد من دون استنطاق كامل، ذلك لما لها من طاقة ومخزون مفعم بالمرارة. تعيش (بيا) انشطارها وأختها (يتا) على نحو أشد التي يكون فصامها أشد خطورة بسبب عدم التوازن النفسي أو فقدانه على الأرجح للحد الذي تتدعي فيه -وهو زمن مفتوح- حيازة النصوص التي تعبر عن شللها بالتعبير عن نفسها رغم سلسلة نجاحاتها في حقول أخرى. لذلك نجد التنقل العمودي، حاضراً من الكتابة والقول والصياغة، ثم (الأرباض) الموزعة والمفقودة، والانتقال الى (السهر) وعدد من مواد الحياة الضرورية كالملح والفاكهة لتكون نهايتها مقام اللامي الذي اختاره لشجاه وعلى وصل الترحال والغربة لصالح الكويتي. ذلك من خلال كثافة حوارية داعمة للبناء ومثبتة للإنهيار المعنوي للشخصية.

ثم يخلص بعد جرعة الموت الكافية التي تتشكل على نحو آخر الاستذكارت المركزة تنتهي باستخدامات مشاكسة للحالة، مثل الـ (رازقي)، وجرأة الاستخدام المبتكر لدجلة (النمر)، الذي أعتقد إن الكاتب أراد أن يعلن موته بصيغة من الصيغ -ربما النمر كناية عن صفة الوحوش الضارية- أو يُشيئ خارطة العراق على نحو أسد في (فاكهة الغرباء). حتى ينتهي بناؤه العالي التكوين الذي أسسه على عناصر مفعمة بالتوتر والانحياز للفقدان إلى آخر رثاء على نحو دعاء رائع: «..من ضحى يوم شتائي في "التنومة"، وعن برتقالة واحدة تشي بسبعة من بساتين "بعقوبة"، اللهم ضوئ لنا بطيخة صفراء من رحبة النجف، وغرفة من الدرجة الثلاثين بفندق في "السماوة"، عند ذلك الفجر الموحش تحت سماء موسكو». ثم ينتهي حيث المنفى الأكيد ليعلن التشابه المر رغم جغرافية الجسد لينوء الحلم «أمام نواويس الزجاج وتوابيت الثلج»، وهي احالة عمودية رائعة لما كان وما آل اليه مصير الشخوص، وما ستؤول اليه ذاتها.

ويمتد هذا البناء على كامل النص فنجده يشق فتنته في (الدور الأخير) بنفس التنقل بحرفة بديعة لا تجد ما يتعثر به عند قراءتها. حيث الصدمة الحادة للبطل بين -الفجور والتقوى- لينتهي بومضة إنسانية على كرسي وظلام أكيد لامناص منه. فلم يسعف (بجير) ترحاله والجغرافيا ولا ملجأه، فبقيت روحه عليلة محاصرة بالإنشطار -كما بقية اللابطال. وربما الانشطار الأوسع نجده في حكاية (حسب انغمار) سائق القطار، حيث الانتقالة البحرية-المائية بواقع الخشبة والبرتقالة وإسقاطها على نحو عمودي هائل ومرهق ومقلق بدخول النص الى حيز الوصف المشحون بالخيبة من خلال استذكرات -خضر الياس- المهرجان المائي العراقي. يكون فيها النص مأخوذا بـ «بالبسملات والوصايا والرجاءات وبالشموع المضاءة على كرب النخيل وصفاح الشجر...». ترك الكاتب نصه مفتوحا قابلاً للتأويل فيمكن الجمع فيه بين طقوس وعادات مختلفة غير مختصة بجماعة محددة. وهذه الخطورة أو المجازفة لو لم تكن مشغولة بأحتراف لأنهار بناء النص العمودي وسقط الحدث قبل أن يبدأ، كما يحدث بصفة اقحام شواهد المثلوجيا، التقليد والفلكلور في الكثير من نصوص الكتاب- شعرا ونثرا.

نجد نفس البناء بأحداثيات روائية يتكرر في (فاكهة الغرباء). لايمكن التقاط لبنات التوازن قبل معاينة النص كمادة بثيمة روائية طويلة، اختزلها الأشيقر ببناء يقرب من المغامرة، فهو يتخطى الخط الأحمر في أكثر الأحايين. حيث يتوزع النص على مساحة حكايات كثيرة، جميعها تشكل مداخل فصول روائية. يمسك محيي الأشيقر بتلك القطع (بملاط) مشترك من اللغة اليومية والدرامية فيكون قد أعطى هيئته المسندة الى وقائع صريحة ويعيد للحكايات هيبتها المنسية بلباس يقرب الى براءة طفل على لسان بطله. تأتي تنقلاته التي اصفها بـنقلات أيل الشمال، مطابقة ومتوازنة مع صفة إرتباك الشخصيات، وخصوصا بطل الحكاية الذي يركن كآباته ليسحل جوقة من الأبناء في عربة مع مهدأ ما تيسر له من كحول بنسب متفاوته بعربته. يعري هنا الكاتب صفة الخوف لدى العراقيين على لسان بطله، «انا لا أخاف أصلاً؛ والعراقي لايخاف عموماً! هذا (مو كح شيلمان)»، وهذا بتقديري ليس عامل شجاعة بقدر ماهو صفة للأكتآب. هنا ينتهي محيي الأشيقر، أي في حكايته الأخيرة، إلى الكشف المطلق لقاسم قصصه المشتركة المرهقة، الحرب، الدمار، الخراب، الإنكسار واليأس، وكأنه يضع النقاط في أماكنها بعدما كان يضعها بأكثر من مكان على مساحة النص، الذي افادنا بالخيبات والعقد. فتأتي خاتمته كطابع أخير يضعه على سلسلة جهده المميز لكل الشخوص فيكشف عن صفة الرثاء الحر ببطل دون قناع. بطل يومي بتحكم عالي لعناصر كآبته وتشظيه، يقفل عليها متى يشاء. ولعله البطل الوحيد لدى محيي المسكون بصفة المشاكسة على نحو أوسع. الأوسع هنا باب الخيارات، ربما تشاركه بطلة أخرى في نصه (كآبة بيضاء)، حيث تتركه البطلة مع احتقار ماضية بحركة «أتلعت شعرها القمحي الطويل والسبل من ياقة معطفها الأسود، نافضة اياه بقوة فرس خارجة للتو من الماء، وراحة كفها مرفوعة بثبات تومئ بضرورة أن أمضي مع...السلامة، وهي تثب الى الحافلة». وهو بهذا النص أي (فاكهة الغرباء) يصل الى اعادة انتاج الشخصيات أو النص كوحدة متكاملة على نحو قصص بطل الحكاية المسكون بأكثر من حالة وشخصية وينطوي على أكثر من مشكلة وعقدة، وكأن الكاتب يقدم ملخصا سخياً يعتذر به للقارئ على تيهانه في خصام الشخصيات، قلقها وإثارتها، تكسرها وتفتتها. وهو بذلك يقدم فتحاً وكشفا لحساب لم ينتظره القارئ. حتى آخر فقرة على لسان بطل الحكاية «يشعر السامع بوجود كائن ما معطوب بمرض خطير»، يصدر عن لعبة على «شكل افعى من نوع الكوبرا. لها مكوك يُشغل ببطارية»، ويدعو مرافقه-قارئه «اشرب نخبي وصلنا مالمو». لكن الحكاية تستمر.

ومن حيث اللغة؛ يستخدم الكاتب لغته الشعرية من غير اقحام أو إيغال بالإنشاء غير الداعم للنص. وكثيرا ما نرى إسترسالاته اللغوية تنقطع مع رغبة القارئ بالمزيد من الضخ الجمالي. والأميز هنا هو القدرة التوليدية للجملة الشعرية في الألسنيات، وهنا يفرض تشومسكي حضوره، فمن اي لفظ يمكن ان يصار الى انشاء منظومة لا حصر لها، حتى يكشف محيي عنها في بعض المواقع «اظن كلمة (مقبلة) في آخر الجملة الفائتة أجمل وأكثف من كلمة مستقبلية)، وهي مفردة محببة في اللغة...» او «نثيث مهج..» جهاز=كتاب، حديقة = شرشف، حتى خريف الكلمات أعاد له محيي رشاقته الجمالية من حيث الرسم واستخدام المعنى، كأن يستحظر عددا من الكلمات والأفعال التي يصر على تداولها لجمال رسمها. عموما تلك المعرفه تقوده إلى تفرد تتصف به جملته. يلجأ أحيانا إلى الصفة التدويرية حتى لا يقع بفخ الاسهاب وملاحقة جمالية النص فحسب. فيظهر الروي الشاعري مقطوعاً ومتداخلاً بالحدث للتقليل من عسلية اللغة، لكنه يبقي على سلامة الروي والإنسياب الجمالي الهادئ على جميع المستويات.

اعتقد بهذا المعنى إن محيي أنشأ نمطاً كتابياً من حيث تركيب الجملة بما يضمن لها سوية المعنى والجمال بوقت واحد، ويضيف اليها صفة الرشاقة والإناقة فتبدو عبارته ذابلة-عاشقة-شاحبة-وجريئة. انه بهذا المعنى يبدو في أدبه وكأنه يقتفي فروع الشجرة في مختلف فصولها بانسياب لوني مميز. انها طريقته الخاصة بعرض النص بين الواقعية والتصويرية والانطباعية بلمسات وضربات موجعة. أما نمط الإنشاء المستهلك فهو أبعد ما يكون عن نصوصه، فهو يحمّل جملته ضخاً مركباً بالتشكيل مع رسم الحدث الذي هو بصدده، أزعم إن أي قارئ سينصفني بل يلومني بأني لم أقل كل ما اعرف بهذا الخصوص -أتركه للتعبير عن نفسه- بجماله المؤلم حقا.

آن الحداثة والابتكار ميزتان تؤهلان جهده الإبداعي لأن يتربع مع كبار كتاب القصة وله حيزه الخاص غير المنافس لكنه يحتل مكانته بهدوء. فهو يقدم نموذجا قصصيا رائدا بحداثته من جوانب مختلفة، لا أشك إنه سيكون اثراً يقتفيه مبدعون شباب اخرون بأضافات جريئة اخرى.

تمتاز نصوص الاشيقر بطريقة عرض باهرة تتخطى المألوف في الكتابة من حيث كثافة النص وتركيز المعنى والنحت الرشيق. يكون الدخول الى عالمه صعباً بعض الشيء، لكنه يترك فسحة من المواربة على تفصيلات ذات علاقة لكنها تبقى خفية. وتتميز بقدرة فائقة على الإمساك بجوهر المشكلة، وهو بذلك -الكاتب- يترك الخيار للقارئ أن يتفحص النص كقطعة واحدة أو كل مستوىً على انفراد بشرط الدراية الحساسة بالنسيج الروائي الحريري- الخيطي. يمتاز النص كذلك بصفة التركيب والشخوص المعقدة وسمة تشكيلية متفردة، مترعة بشتى مكنونات الجوهر الأنساني الذاهبة الى مصائر مجهولة، بأغلبها مفتوحة على إحتمالات كثيرة في جهد المبدع محيي الأشيقر. مجموعة (سوسن أبيض) تعد رائدة باكتشاف زمن جديد بين الزمن الفعلي والأفتراضي.

كلمة أخيرة؛ هذه مساهمة متواضعة، فلم أكن ناقداً أدبياً سوى أني درست النقد منذ زمن الدراسة كمادة علمية من بين مواد الدرس. لذلك أستميحكم العذر فيما لو أخفقت بذلك. لكني بكل المقاسات أضع هذه المادة بمرتبة التحية للقاص القدير محيي الأشيقر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دائما مبدع
على عبدالكريم عبداللة ( 2011 / 12 / 19 - 06:23 )
الخال العزيز ابا نخيل وأنا أقرأ تعليقكم على سوسن أبيض للكاتب محيى الاشيقروعلى المجموعة القصصية لة أنتابنى أحساس وكأنى أقرا مايكتبة الاشيقرهذا أولا .ثانيا التركيز على المفاصل الحساسة وتوضيحها بهذا الشكل الجمالى كانت رائعة وجميلة .أمنياتى لكم بالتوفيق وسلام خاص لكم


2 - قرءاة جيدة
غالب بيده الخفاجي ( 2011 / 12 / 19 - 10:09 )
الاخ العزيز ابا نخيل تحية لك على هذه المقالة لقد قرأت اكثر من تعليق نقدي لعمل الرائع محيي الاشيقر سوسن ابيض لكنها وان كانت جيدة فقد كانت مقتضبة وقصيرة اليوم بدراستك المعمقة للعمل وضعت امامي ما تمنيته فقد مررت طويلا واستمكنت مواطن الغربة والالم والقسوة والاماكن في شخوص سوسن ابيض ان مجموعة سوسن ابيض بجماليتها وانفجار شخوصها حسب ما اعتقد تحتاج لدراسة معمقة جدا وحسب اعتقادي وعلى كثرة ما كتب عنها فاني اراه قليل جدا مثل هذا العمل الكبير جدا يحتاج جهد جبار وكبير من النقد والتحليل حتى يسبر اغوار هذا المجهول في شخوص الكاتب وفي احساس وتفكير الكاتب نفسة -اشكرك لانك وضعت بصمتك في فريق تحليل العمل الكبير وتحية للكاتب الكبير محيي الاشيقر ومحبة لكل من استمتع بقرأة العمل


3 - مادة بمرتبة التحية
صباح الانباري ( 2011 / 12 / 19 - 12:06 )
الاستاذ الفاضل والصديق هاشم مطر دعني اقول للمبدع الاشيقر هنيئا لك يا محيي فانت تملك من الاصدقاء من هم بمرتبة النقاد وإن تواضعوا، وبمرتبةالكتاب وان اعتبروا كتابتهم مجرد تحية لك يا صديقي..الصديق هاشم مطر على ما يبدو لي يملك طاقة نقدية مختزنة أتمنى ان يفجرها خدمة للثقافة العراقية التي هي أحوج ما تكون في هذه المرحلة الى قراء ومبدعين مثله..سلمت يا هاشم وسلم قلمك النزيه ولتكن على بينة انك خير انموذج للقاريء المتأمل الحصيف ان لم اقل للناقد الحصيف.


4 - شمعه وعتمه
قيس الصراف ( 2011 / 12 / 19 - 18:57 )
مرة اخرى يطل ابا نخيل علينا برائعه جديده يوقد بها شمعة في هذه العتمه المقيته حيث هذا الاستحضار البديع لرائعة المبدع الانسان محي الاشيقر فأتقن صناعة النقد واضاف للوحة مساحات وامتدادات بأتجاهات مختلفة مما جعلني مضطرآ لاعادة قرأتها ثانية .
أصافحك


5 - شوق للنرجس الابيض
خليل ياسين ( 2011 / 12 / 19 - 20:34 )
بعد قراءتي لمقال صديق الدرب هاشم ابو نخيل , بت متشوقا اكثر لقراءة رواية صديقنا المبدع محي الاشيقر , شكرا هاشم على هذه القراءة النقدية الرائعة , ورد وقبلات انثرها على جبين الصديق محي مقرونة بالتبريكات , هاشم لك كل الحب


6 - الى الدكتور علي عبد الكريم
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 19 - 21:36 )
شكرا لمرورك بالنص وشكرا لكلماتك الطيبة. دمت متابعا جيدا للأدب فأفخر بك. مع بالغ تقديري ومحبتي


7 - الى غالب
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 19 - 21:43 )
شكرا لإستحسانك ما كتبت، ذلك من درايتك واهتمامك. متابعتك الطيبة ترفل بأنصاف الكاتب الكبير محيي الأشيقر فأدبه فعلا يستحق التوقف والدراسة على نحو أوسع. لقد التقطت اهم ما مررت عليه بحس قارئ وناقد بنفس الوقت.
شكرا لك ايها المحب


8 - الأستاذ الكاتب والناقد صباح الانباري
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 19 - 21:54 )
احرجتني يا استاذي العزيز بشهادتك الرائعة التي اتت من كاتب وناقد مهم في الأدب العراقي والعربي. لقد حضرت بتقيمك الذي يجعلني في مقام الشكر والإمتنان وبمقام الوفاء بأي جهد قادم. شهادة افخر بها من كاتب وناقد ومسرحي كبير. شكرا لك استاذي العزيز


9 - الى قيس الصراف
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 19 - 22:02 )
شكرا لمصافحتك الأنيقة، كذلك لمرورك الطيب الذي سجلت فيه من رقي المعنى اجمل تحية للكاتب محيي الأشيقر ولي شخصيا. وشكرا لوفائك بأعادة قراءة النصوص


10 - مقالة نقدية رائعة
نادر علاوي ( 2011 / 12 / 19 - 22:22 )
عرجتُ ليلة أمس على موقع الحوار المُتمدن ، لِيقع بصري على مقالتكَ الشيِّقة
فشرعتُ في القراءة لأجِد نفسي مُنغمساً في تيْهِ فضاءها البديع ، ولأستنير من مسارها النقدي البارع . لا يُمكن للرواية أن تكتمل جوانبها المتشعّبة إذا ما غابَ عنها النقد الأدبي الواعي والرصين . وقد أجدتَ عزيزي هاشم وأفلحتَ في تنويرنا بِضياء ما خطَّهُ قلم الكاتب الكبير محي الإشيقر ، وما قدمهُ من نتاج أدبي آخاذ
يكل أبعاده وإشتغالاته ومُجرَّداته ومُحرزاته الواقعية ـ ـ ـ
أخيراً ـ لا أريد أن أغفل عن شكركَ مع بالغ إعجابي بما أنشأتهُ يداك ، من عرضٍ نقدي بارع ؛ واعلمْ بأنني توّاق دائماً لِقراءة ما تجود علينا من كتاباتٍ رائعة ورصينة ... مع خالص الود والإعتزاز


11 - الى خليل ياسين
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 19 - 22:24 )
ايها النحات المبدع
نحت بكلماتك الأنيقة صرح الصداقة، وبقبلاتك التي نثرتها شعرا على جبين محيي الأشيقر، رفعت احزان المنفى التي تحجرت. حضورك البهي وشوقك لاعادة قراءة ما كتب محيي يجعلني بموقف الامتنان والمحبة. ابادلك مشاعرك النبيلة ابا سلام


12 - أناقدُ أنت أيها المطر ؟
فاطمة الفلاحي ( 2011 / 12 / 20 - 11:33 )
القدير هاشم

يبدو أن سوسنك الأبيض قد أشرق على خد عبير النص ، فحظى القدير محيي الأشيقر بقراءة متقنة ، قد برع فيها الصديق الناقد والأديب هاشم ، وهي صفة أخرى أضفتها اليوم لجمال روحه
وفكره المتقد
سيكون لي الشرف الكبير ، حين طباعة أحد مجاميعي القصصية أو الشعرية ، ستكون مقدماتها بنكهة المطر هاشم

انحناءة قلب لكليكما ، فقد برعتما .


13 - اذا كنت في غير قومك فلا تنس نصيبك من الذل
علي جواد ( 2011 / 12 / 20 - 16:25 )

ع
نوان التعليق مقتبس عن سوسن ابيض للمبدع محي الاشيقر


14 - نحت النص في سوسن ابيض
علي جواد ( 2011 / 12 / 20 - 17:18 )
الصديق الغالي ابا نخيل المحترم
بسعاده بالغه قرأت موضوعكم الموسوم ,سوسن ابيض للمبدع محي الاشيقر هذا المبدع الذي يرى مشهد اعماله ممسرحه في احياناً كثيره فهو لايغفل أي زاويه من زوايا المشهد لانه يحمل على كتفيه كمُ هائل من غبار الغربة والشقاء ومثلما اقتربت ملاحظاتكم القيمه .مؤشره على دلالات خاصه بالآشيقر قائمه على ركائز رئيسيه مثل الغربه وصعوبة التألف والشقاء والغد.... ولكنك يا صديقي الناقد المبدع قد اهملت شيء كنت اتوقع ان تمنحه جزء من تذكره في دراستكم الموسومه
هو ان الاشيقر كثيراً ما سوف الزمن في سوسن ابيض وفتح بوابات الاماكن الى المقتربين منها
شكراً لك عزيزي هاشم واتمنى ان تتحفنا بما لديك من خزين هائلأ


15 - نحت النص في سوسن ابيض
علي جواد ( 2011 / 12 / 20 - 17:38 )
الصديق الغالي ابا نخيل المحترم
بسعاده بالغه قرأت موضوعكم الموسوم ,سوسن ابيض للمبدع محي الاشيقر هذا المبدع الذي يرى مشهد اعماله ممسرحه في احياناً كثيره فهو لايغفل أي زاويه من زوايا المشهد لانه يحمل على كتفيه كمُ هائل من غبار الغربة والشقاء ومثلما اقتربت ملاحظاتكم القيمه .مؤشره على دلالات خاصه بالآشيقر قائمه على ركائز رئيسيه مثل الغربه وصعوبة التألف والشقاء والغد.... ولكنك يا صديقي الناقد المبدع قد اهملت شيء كنت اتوقع ان تمنحه جزء من تذكره في دراستكم الموسومه
هو ان الاشيقر كثيراً ما سوف الزمن في سوسن ابيض وفتح بوابات الاماكن الى المقتربين منها
شكراً لك عزيزي هاشم واتمنى ان تتحفنا بما لديك من خزين هائلأ


16 - مبدع
غانم السلطاني ( 2011 / 12 / 20 - 18:36 )
لم يذهب كاتبنا وناقدنا الاستاذ صباح الانباري بعيدا حيمنا وضع الاصبع مؤشرا على مادة الكتابة ليكشف لنا القوة النقدية والاسلوب السلس الذي تبناه الاخ هاشم في تدبيج مقالتة وهذا ينم على كثافة الحزين المعرفي وامكانية الاستحواذ الكامل لزمام مركبة الكلمات والجمل
لقد حفز هاشم فينا الشوق لمعاينة او لقراءة او لدراسة نص الاشيقر وهنا هومفتاح النجاح للمقالة ان كانت نقدا او تبيانا لعمل ما دمت مبدعا وننتظر منك الاكثر لان قادر على ذلك


17 - الى نادر علاوي
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 20 - 20:54 )
النادر بكل الصفات الطيبة
لقد أنرت المقال بإطلالتك البهية وجملك البليغة ولغتك الرائعة وألتقاطاتك الذكية. أشكرك لك مساهمتك وتقيمك الذي أعتز به. ومن جانب آخر أود أن أشكرك أيضا على متابعة ما أكتب فيكون لحضورك بهجة رائعة. إعتزازي ومحبتي.


18 - إلى فاطمة الفلاحي، الاديبة القديرة
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 20 - 21:33 )
الأطياب التي تغدقين والوفاء الذي تنضحين، هما من فيض روحك الطيبة ومساهمتك المتفردة في الشعر والنثر. الكل يعرف فاطمة الفلاحي، ولمن فاته ذلك أتشرف بتقديمها ككاتبة نص شعري على مستوى عالٍ ورائع من الأبداع والحداثة، ولايتخلف نثرها عن مدلولات السياق نفسه، إضافة الى الوجدان والعمق والحساسية المرهفة. لي الشرف أن أرتقي إلى مصاف نصوصها الأبداعية بما اختارت من وقع حبات المطر على جهدها المميز. شهادتك ايتها المبدعة تضعني بمقام مقدرتك وصفائك، وأنا ممتن لتواضعك. محبتي واحترامي.


19 - علي جواد، الصديق العزيز
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 20 - 22:23 )
الصديق القادم من الشمال الإسكندنافي بصوته الجبلي البكر. سعيد أنا كذلك بحضورك الطيب الذي أضاف لمسة رائعة على جهد المبدع الأشيقر. أنا معك بتقديرك بأن هناك الكثير مما تحتمله نصوص محيي الإبداعية. شكرا لك وعلى مرورك على مساحة النص. محبتي واعتزازي.


20 - الى غانم السلطاني
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 20 - 22:28 )
السلطان بقيمته وخلقه. الكم الكبير من حروف المحبة الندية والإنصاف، تضعني بموقف المسؤلية الابداعية بما اكتب. شكرا لك على كرمك فتضعني بنفس المقام الذي وضعني فيه الكاتب الكبير صباح الانباري. أتمنى أن تتمكن من معاينة نصوص الأشيقر فستكتشف الكثير فيها بنفسك. شكراً على حضورك الجميل
محبتي وتحياتي


21 - الابداع يصف الابداع
كريم جبار ( 2011 / 12 / 21 - 13:25 )
ربما يستمع اليك حتى من كتبت اليه وعنوانه ويفتخر للسرد الجميل والوصف.. لقد مررت باسطرك وانا فخور بك والكثير وانت تكتب عن محي الشيقر بهذا النقد الجميل وهذه المساحة الجميلة التي قررت ان تخوضها بأمعان رائع من كلمات اسهمت بشيئ مهم للثقافة العراقية واوضحت الجهد الجميل الذي بذلته من اجل الكلمة الانيقة لمعنى النقد الاجمل
محبتي وتقبل محبتي اابا نخيل


22 - الى الشاعر كريم جبار
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 22 - 01:27 )
شكرا لمرورك العذب ولإضافتك الرائعة. رأي أعتز به من شاعر جميل، وأنت تقيم المقال النقدي وتجعله في مقام المساهمة المهمة. تحياتي ومحبتي


23 - الى هاشم مطر
صبا مطر ( 2011 / 12 / 23 - 16:01 )
الابحار على متن كلماتك الجميله كان شيقا للغايه .. فلقد كانت كلماتك كرستالات ملونه تعكس شظاياها عمق نص قراءته من خلالك ....مررت بازمنه غير معلنه وشخوص شبه منتميه واثرت بمرورك هدا جمله من فضول انتابني لقراءه نص الكاتب محي الاشيقر ورغبه اخرى في قراءه نفسي بين تلك المتاهات التي وعلى ما يبدو انه رسم تفاصيلها بدقه لتشابه متاهات تحتضن وجودنا بالكامل


24 - الى صبا مطر
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 25 - 19:44 )
كان تعليقك كافيا أن يثري ما كتبته بحق نصوص محيي الأشيقر، وقد سعدت حقا لأن النص النقدي وصل اليك كما اردت. اشكر لك حضورك اللامع ومرورك بأزمنة النص. تحياتي ومحبتي


25 - هاشم مطر...ونبوءتي القديمة....
أ.د.السيدعبدالحليم المدني ( 2011 / 12 / 26 - 09:09 )

(هذه مساهمة متواضعة، فلم أكن ناقداً أدبياً سوى أني درست النقد منذ زمن الدراسة كمادة علمية من بين مواد الدرس.)
لاادري بماذا تخصصت يا هاشم في دراستك الجامعية لكن الذي لفت نظري هذه العبارة التواضعية التي كتبتها في نهاية موضوعك النقدي الجميل.
ازعم انني قبل اكثر من اربعين عاما تنبات بان هاشم مطر سيكون له شان في عالم الادب.واحمد الله ان العمر قد امتد بي لارى هاشم مطر قد اخذ مكانه في ذلك العالم الاجمل.
هذا الموضوع الذي كتبته جعلني متشوقا كي اشم السوسن الابيض الذي جعل له هاشم مطر عبقا ينثر رذاذه الى اماكن رحبة.
انت استعملت المصطلح النقدي واستخدمته للتعبير عن عالم معاصر متغير وتلمست في النص الذي تحدثت عنه معايير جمالية ربما لم يلتفت اليها آخرون.
ليتك تطلعني على كتابات اخرى لك فانا كسول حدا في موضوعة التصفح لاني اريد الامور جاهزة امامي وهذاامر تعودت عليه منذ زمان...
محبتي للعزيز هاشم مطر ..


26 - الى الأستاذ الدكتور عبد الحليم المدني
هاشم مطر ( 2011 / 12 / 26 - 19:49 )
استاذي العزيز ومعلمي الأول
لا تعرف كم أُسعدت بتعليقك، فوقعه بقلبي كان كما المطر على أرض يباب. وشهادتك وضعت ذلك الوسام الجميل على صدر النص، بل على صدر تلميذك الذي سبفخر به دوما. تلميذك الذي كنت تعفيه من موضوع الإنشاء وتقول له «أكتب ما ترغبه بنفسك يا هاشم»، ثم تفخر بما كتب أمام الطلبة. شكرا لك إنك كنت المعلم والمربي ونعم الأب. والآن تطل وتهمس بأعذب ما سمعت، متفقدا أثر تلميذك منذ اربعين عاماً. فيا لروعة حضورك.
عن دراستي، اكملت تخصصي بالاعلام «ماجستير» ثم في مجال الكرافيك والطباعة، وما زلت أعمل في هذا المجال.
شكرا لك أستاذي العزيز. محبتي لك


27 - مفاجأة العام السعيد
طه رشيد ( 2012 / 1 / 1 - 22:30 )

حين قرأت سوسن أبيض لصديقي الفنان المبدع محي الاشيقر أخذني الذهول مأخذا حلق بي باللغة الرشيقة والشفافة التي كتب بها صديقي كتابه القصصي الجميل وكم كنت اتمنى ان يكون لي من النقد حيزا متألقا لكي استطيع ان أسمع من به صمم مما قد أنجز صديقي محي من ابداع على مستوى اللغة والشكل والحبكة والمضمون .
وكم كنت مسرورا بما سطره صديقي ورفيق الغربة ، ابن قداح مدينتي وبساتينها الزاهية الفنان هاشم مطر , من كلمات عطرها البرتقال وعسلها نخيل ( عين التمر ) ، ليقدم لنا قراءة متأنية لسوسن الاشيقر ، وشعرت حين قرأت ما كتبه هاشم بانه يخفي علينا بطريقة أنانية ناقدا لامعا ومتمكنا من أداته الابداعية لا تقل ابداعا عن خالق النص الاول المبدع محي الاشيقر .
أشعر وانا اقبل على عام جديد وهو2012بانني اتفاءل بوجود كاتب مبدع اتمنى ان يغني هذه العشرة الثانية من القرن الواحد والعشرين بمزيد من الابداع والكتابات الخلاقة فقد أغنت الحياة والغربة والمسرح والثقافة والتاريخ الفنان محي الاشيقر وكل هذه العوامل مجتمعة ستعينه من اجل ان يقدم المزيد من الابداع ، واتفاءل كذلك بوجود صوت نقدي مبدع الا وهو الصديق هاشم مطر الذي ننتظر منه المزيد


28 - الى الفنان والكاتب طه رشيد
هاشم مطر ( 2012 / 1 / 2 - 09:05 )
كان تعليقك زهرة القداح التي شممت عبقها وأنا اقرأه. وتحيتك الطيبة هي ألفة
النخيل الذي أورث روحك ظلها الوارف. ربما كان لنا مساحة اخرى للتداعي عن مدينتنا، لكن لي وقفة عند (مدينة) الكتابة نفسها وأنت تنسج كلمات الوفاء بخيوط الوقت والمهاجر وتتنقل كوعل بين المنافي والبلدان والوطن لتتم تحيتك لصديقين. أولهما المبدع محيي الأشيقر الذي يستحق أدبه أكثر من وقفة ونقد لفرادة تجربته وإبداعه. وثانيهما أنا صديقك ابن مدينتك الذي يحيي فيك قطرة الودق الذي لم ينزل الأرض فيستقر على نخيلها. شهادتك بكفاءة النص والإحتراف اكليل من القداح ازدان به النص. تحية لك أبا سلام الفنان والكاتب الجميل. كل عام وانت ومن تحب بألف خير. محبتي


29 - ..محيي الاشيقر.. المبدع الذي يكتب بصمت
قحطان ( 2012 / 4 / 17 - 07:33 )
حسنا فعل صديقي هاشم مطر بتناوله المحموعة القصصية للمبدع الصديق محيي الاشيقر عن محموعته الحديدة- سوسن أبيض- فمحيي الاشيقر أضافة الى كونه صحفي بارع ومثقف ودود واسع المعرفة فانه كاتب قصة مبدع.. ولم تستوفِ كتاباته على شحتها حقها في النقد ويعود أحد الاسباب بتقديري الى عصامية محيي وابتعاده عن العلاقات الثقافية التي تقوم على التعاضد الكاذب..تمتعت بقراءة النص الذي كتبه الصديق هاشم عن المحموعة القصصية لمحيي حيث تمكن من أضاءة الكثير من أحواءها وخفز فينا رغبة القراءة و فتح كوة حديدة على عالم محيي الاشيقر..
محبتي للصديقين هاشم ومحيي الاشيقر.. وآمل أنه
يعيش بخير وآمان أعتذر لدي مشكلة بكتابة بعض الحروف.. ......


30 - الى قحطان الصديق الغائب الحاضر
هاشم مطر ( 2012 / 5 / 1 - 09:32 )
حضورك المفاجئ وكتابتك التعليق الأنيق جعلني اقف على هضبة مبدع يرى صدق الاشياء بعين جريئة. هو كذلك محي وانت والكثير من المبدعين ممن لم تسرقهم الأضواء.شكرا على ثناءك واستحسانك النص النقدي. اتمنى لك الابداع صديقي العزيز قحطان مع دوام التواصل. محبتي.

اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط