الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتهازية السياسية..هل هي ثقافة؟

فاضل الحليبي

2002 / 9 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


البحرين
 

لازال يوجد في أوساط بعض من المثقفين الذين يعيشون حالة من الضياع والانهزام الفكري ولا يمتلكون هوية فكرية سياسية واضحة المعالم، يسارا أو يمينا، تكون دليل عمل وفلسفة واستراتيجية في الأنشطة والبرامج السياسية والثقافية، المصيبة الكبري أنك تقرأ للبعض من هؤلاء المثقفين تنظيرات فكرية في شتى المجالات والميادين. والبعض الآخر منهم يعلن بأنه يساري عندما يجتمع مع القوى اليسارية والتقدمية العربية، وقومي عندما يجتمع مع القوميين العرب ويلعن الماركسية واليسار عندما يجتمع مع الإسلاميين. الرؤى ضبابية في تحديد المواقف، وهذا راجع إلى الخلفية الفكرية والثقافية التي نشأ وترعرع في أحضانها ذلك النوع من المثقفين. فغياب المنهجية العلمية ينتج عنه خلل في التحليل السياسي ويؤدي بذلك المثقف أو المثقفين، إلى الإيمان بمنطلقات وأسس غير واضحة الفهم وتزداد صعوبة وتعقيدا عندما تختلط عليه الرؤى السياسية وتدفع به إلى الاتجاه نحو اللا فكر واللاوعي علميا وفلسفيا. فلا يكون لديه اختلاف أو تباين مع أي قوى اجتماعية وسياسية وبالإمكان الاتفاق معها في قضايا مجتمعية عديدة، طالما أن ذلك المثقف لم يحدد معالمه الفكرية فالتجاذب والتقاطع والتداخل مع فكر مغاير ليس صعبا عليه والذي يستطيع من خلاله بأن يرسم رؤاه السياسية وفقا لتلك العلاقة القائمة والمصالح المتداخلة والمتبادلة وان اختلفوا في المنابع والمدارس الفلسفية. كما إن الاختلاف والتباين عادة ينشأ من الموقف من الديمقراطية بشقيها السياسي والاجتماعي، ومنظمات وهيئات المجتمع المدني والحريات العامة حرية الرأي والفكر والتعبير، والحرية الشخصية والموقف من المرأة وحقوقها السياسية والشخصية ومن أهمها حقها في إقرار قانون الأحوال الشخصية الذي ناضلت سنوات عديدة من اجل تحقيقه. وهناك قضايا أخرى، المرئيات السياسية لا تبني على فرضيات سياسية محددة، لا بد من تحديد موقف واضح ذي أبعاد استراتيجية من الديمقراطية وآفاقها الأوسع والأرحب في الفكر الإنساني. ونسأل هل المثقفون الذين تتبدل وتتغير مواقفهم وأفكارهم، وفقا لمعطيات ومتطلبات معينة، قادرون على إعطاء الأجوبة على تلك الأسئلة العديدة، ما هي هويتهم، وهل الديمقراطية النسبية تشكل بعدا لبلورة وعي سياسي وديمقراطي في المجتمع، أم هي غاية من اجل تحقيق هدف؟ من هم الحلفاء السياسيون في هذه المرحلة، وكيف ينشأ التحالف السياسي، وما هي شروط ومعايير تأسيس تحالف سياسي، ومن هي القوى الاجتماعية التي تتكون منها التحالفات؟ وهل تحالف قوى يسارية مع قوي إسلامية هو تحالف استراتيجي، أم هو تحالف تكتيكي؟ وما هي التجارب والخبرات المستفادة من الماضي عندما تسابق البعض لتحقيق أكبر المكاسب السياسية، رافعا شعارا واحدا هو استحقاقات المرحلة السابقة من حق تياره؟ على المثقفين التفكير عميقا في كيفية التعاطي مع متطلبات هذه المرحلة الانتقالية، التي حدثت فيها الكثير من الأخطاء والثغرات. من هنا تكمن الأهمية والضرورة في مشاركة الآخرين في صياغة القوانين الجديدة التي تنظم مسيرة حياتهم وتساهم في رقي المجتمع والأفراد، أما التجاهل للقوى الاجتماعية الحية في البلاد، فيفتح الطريق أمام سيادة الأفكار الشمولية والأحادية، فالفكر الجماعي والواقعية السياسية عوامل وعناصر مساعدة على تخطي العقبات والمشاكل والأزمات التي تواجه المجتمع. على المثقفين الذين يتهربون من التعاطي مع القضايا السياسية بشجاعة نادرة أن يتعلموا ويدرسوا جيدا مبدأ النقد والنقد الذاتي الذي يعود الفرد والجماعة على الثقة بالنفس ويعطي لهم المصداقية في حياتهم السياسية، وان يبتعدوا عن سوق التهم والنعوت جزافا للآخرين، الذين لا يتوافقون معهم في الرأي، والابتعاد عن المزايدات السياسية، فالمعادلة صعبة.


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-