الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان العسكر رقم 90: «غباء مبارك» سيد الموقف

هانى جرجس عياد

2011 / 12 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الشائع أن الرئيس المخلوع كان يتسم بقدر هائل من الغباء والبلادة والعناد والبلاهة، لكن الواقع يؤكد أن تلك كانت سمات نظام بأكمله، وليست فقط سمات رئيس. ليس من المعروف ما إذا كان المخلوع يختار رجاله بهذه الصفات، أم انه كان «يبهت» عليهم فى مراحل لاحقة، لكن المؤكد أن كل «رجال الرئيس» كانوا يتسمون بذات السمات، العناد والبلاهة والغباء والبلادة.
ألم تكن تلك سمات أحمد عز وهو يتباهى بما يعتقده عبقرية فى إدارة الانتخابات، بينما كانت تلك «العبقرية» هى «القشة التى قصمت ظهر مبارك» (مع الاعتذار للبعير)؟
وألم يكن هذا هو حال السفاح حبيب العادلى وهو يعترف –فى حوار تلفزيونى قبل الثورة بأيام قليلة- (أيوه بنراقب التليفونات واللى خايف ما يتكلمش)؟
لن نستطرد طويلا فى تتبع سمات وصفات كل «رجال الرئيس»، حتى نصل إلى المشير محمد حسين طنطاوى وزير دفاع مبارك وباقى أعضاء مجلس مبارك العسكرى.
لقد اختار المخلوع وزير دفاعه ورئيس أركانه وجميع اللواءات الذين يحكمون مصر الآن (ع الفرازة)، وإذا كانت طبيعة عملهم العسكرى قد دفعت بهم إلى مؤخرة المشهد الذى احتل مقدمته عائلة مبارك ومن حولهم باقى أفراد العصابة القابعة الآن فى سجن طره، بحيث لم يتسن للعساكر استعراض مواهبهم وعرض سماتهم، فإن تكليفهم بإدارة شئون البلاد، قد دفع بهم إلى مقدمة المشهد، ليختبروا مدى ذكائهم، ولنتأكد أنهم يشاركون رئيسهم ورجاله ذات السمات.
هل يستدعى الأمر إنعاش الذاكرة؟
ليكن، هذه بعض النماذج.
عسكرى برتبة لواء عضو فى المجلس الأعلى يبرر دهس مدرعات الجيش للمتظاهرين أمام ماسبيرو قائلا إن قائد المدرعة كان مرتبكا!! قائد مدرعة مفترض أنه مدرب ومؤهل لمواجهة عدو على الحدود يرتبك فيدهس عشرات المدنيين يا سيادة اللواء؟
على مدى عشرة أشهر يتحدث عساكر مبارك عن «طرف ثالث» وراء كل أحداث الفوضى والفلتان الأمنى وقتل المصريين، دون أن يفكر أيا منهم أنه حتى من يصدق «حدوتة» الطرف الثالث سوف يطالبهم بالإمساك به وتقديمه للمحاكمة!! ببساطة لأن التفكير يتناقض مع البلادة والبلاهة والغباء.
النماذج أكثر من أن تعد وتحصى، لكن أكثرها فجاجة وجلافة كان بيان العسكر رقم 90.
يتساءل العسكر فى بيانهم بالنص «أليس من حقنا الدفاع عن ممتلكات الشعب المصرى العظيم...»، وقبل أن تتساءل بينك وبين نفسك عما إذا كان الدفاع عن ممتلكات الشعب هو واجب العسكر ومبرر وجودهم فى الحكم، وليس حقا لهم يمكن أن يمارسوه، ولهم أن يتنازلوا عنه، تقفز إلى الذهن أسئلة كثيرة، منها: أين كان هؤلاء العساكر عندما كان قائدهم الأعلى (لن أقول «السابق» فلست متأكدا من ذلك) ينهب ممتلكات الشعب، ويوزعها على «الحبايب والخلان»؟ ألم يكن هؤلاء العساكر يؤدون التحية العسكرية وينحون أمامه؟ ماذا فعل العساكر الذين يتحدثون اليوم عن «حماية ممتلكات الشعب» عندما استباح جمال وعلاء وسوزان مبارك وزكريا عزمى وأحمد عز «ممتلكات الشعب»؟ وإذا كان كل «رجال الرئيس» قد نالهم من «الحب جانب»، فهل كان المشير وفريقه ولواءاته استثناءً؟.
أظن أنه لو كان أيا من عساكر المجلس الأعلى قد «فكر» فى هذه الأسئلة لاستحى من طرح السؤال «أليس من حقنا الدفاع عن ممتلكات الشعب المصرى العظيم...»، وإن كنت أشك كثيرا فى أن «التفكير» يمكن أن يتوافق مع البلاهة والبلادة، بدليل أن العساكر يرفقون بيانهم بفيديو يقولون عنه «هذه هى صورة المخطط الذى يتم تنفيذه وهى تسجيلات خاصة بنا وسيتم نشر مزيد من الفيديوهات تباعا...»، هذه إذن تسجيلات خاصة بالعساكر ولديهم المزيد منها، فهم لم يأخذوها من فضاء الانترنت، بل قاموا بتصويرها لحسابهم، وهو ما يعنى –ببساطة- أنهم كانوا على علم مسبق بوقوع جرائم، ثم أنهم بدلا من التخطيط للتصدى لها قرروا تصويرها، وعندما تكون النية مبيتة لتصوير «الجريمة»، فهذا بدوره معناه أنهم وفروا «للمجرم» كل الظروف المناسبة لإتمام جريمته كاملة حتى يتسنى لهم تصويرها.
ثم أن العلم المسبق بوقوع جرائم والاستعداد لتصويرها، يعنى من ناحية أخرى أن ثمة قناة اتصال بين الفاعل والعسكر، فهل ذهب المعتصمون أمام مجلس الوزراء إلى العساكر وقالوا لهم (تعالوا صورونا احنا هنحرق مجلس الشعب والمجمع العلمى)؟ من الذى أبلغ العساكر بهذه الجرائم؟
ثم قولوا لنا أيها الجنرالات هل الدفاع عن «ممتلكات الشعب» يعنى توجيه خراطيم المياه على الناس فى الشارع بينما النيران تلتهم المجمع العلمى إلى جواركم؟
ولئن أردنا أن نهبط إلى مستوى ذكاء العساكر، وفهمهم لمعنى حماية «ممتلكات الشعب»، فمن الطبيعى أن نسألهم هل قمتم بتصوير قائدكم الأعلى وهو ينهب ممتلكات الشعب ويوزعها على أفراد عصابته؟
أما ثالثة الأثافى فهى أن يتحول بعض عناصر الجيش المصرى الوطنى إلى برابرة يجردون نساء مصر من ملابسهن ثم يسحلوهم فى الشارع، ولا أعرف ما إذا كان هذا يندرج أيضا تحت عنوان «حماية ممتلكات الشعب» لكننى أعرف بيقين أن هذه الفتاة التى جردها البرابرة من ملابسها هى أنقى وأطهر وأشجع من كل تلاميذ مبارك، حيث وقفت فى وجوهكم تقول لكم «لا»، بينما انتم انحنيتم وأديتم التحية العسكرية للفاسد السفاح قائدكم الأعلى، كنتم شهودا خانعين على فساد مبارك، وربما مشاركين فيه أيضا، بينما كانت هذه الفتاة، التى أصبحت رمزا لمصر الشريفة الطاهرة، شاهدا عليكم وعلى قائدكم الأعلى.
أخشى ما أخشاه أن تكون التجربة الليبية قد أثارت انتباه المشير ونالت إعجابه، فقرر أن يحيل الجيش الوطنى إلى «كتائب طنطاوى»، على غرار «كتائب خميس القذافى» و«كتائب سيف الإسلام القذافى»، وإلا فمن أين جاء بهؤلاء البرابرة يعرون ويسحلون أطهر وأشرف نساء مصر؟ هل هؤلاء البرابرة الذين قتلوا أنقى وأنبل من أنجبتهم مصر، وبينهم شيخ جليل وطالب طب، ينتمون إلى جيش مصر الوطنى العظيم، أم أنهم نواة «كتائب طنطاوى»؟ وهل يقبل الجيش المصرى العظيم أن يتحول إلى «كتائب قطاع خاص»؟
تلغرافات:
** إلى أطهر وأنقى النساء: كشف البرابرة عن جسدك، لكن شرفك بدا أعلى كثيرا ممن قاماتهم. فى اللحظة التى انكشف فيها جسدك الطاهر كان علم مصر يستره ويحميه، فازداد طهرا وشرفا ونقاء. كنتِ، ومازالت وستبقين، رمزا لشرف مصر وطهرها ونقائها، الذى لن يستطيع هؤلاء البرابرة السفلة أن ينالوا منه.
** إلى د. كمال الجزورى: عندما كنت رئيسا لوزراء مبارك قررت، عام 1996، بيع شركة النيل لحليج الأقطان بالأمر المباشر بحوالى 219 مليون جنيه، بينما كانت قيمتها فى ذلك الوقت تتجاوز 217 مليار جنيه، فهل مثلك مؤهل للحكم على الثوار الذين خلعوا رئيسك (السابق)؟
** إلى من أدمنوا العبودية: صدعتم رؤوسنا وأنتم تبحثون عن (أختى كاميليا)، وأقمتم الدنيا ولم تقعدوها لأن واحدة تعرت بمحض إرادتها ونشرت صورها فى صفحتها على الانترنت، فلماذا خرستم وأنت ترون برابرة طنطاوى يجردون فتاة من ملابسها ويسحلونها والعالم كله يشاهدها؟ لقد حرركم الجيل الشاب، ومنه هذه الفتاة، من عبودية أمن الدولة، فلماذا تحولتم بمحض إرادتكم عبيدا عند عساكر مبارك؟ ألا تستطيعوا أن تتحرروا من عبوديتكم وتعيشوا أحرارا؟.
** إلى تلاميذ مدرسة البنا-بديع: كان عمر بن الخطاب يخاف أن يسأله الله عن بغلة تعثرت فى العراق، فهل تعتقدون أنتم أن الله سوف يسألكم عن عدد مقاعد مجلس الشعب؟ أين أنتم من تعرية نساء مصر وسحلهن فى الشوارع؟ أين أنتم من اغتيال الشيخ الجليل عماد عفت وطالب الطب النبيل علاء عبد الهادى؟ أين أنتم من محاولات اغتيال أنقى شباب مصر وتلويث أطهر نسائها؟ أم أنكم مازلتم ترفعون شعار طز فى مصر، وتسيرون على غيكم فى عقد الصفقات، من حسن عبد الرحمن إلى عمر سليمان إلى عساكر مبارك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عري الروح
مجدي سعد ( 2011 / 12 / 19 - 16:17 )
إلى أطهر وأنقى النساء: كشف البرابرة عن جسدك، لكن شرفك بدا أعلى كثيرا من قاماتهم. فى اللحظة التى انكشف فيها جسدك الطاهر كان علم مصر يستره ويحميه، فازداد طهرا وشرفا ونقاء. كنتِ، ومازالت وستبقين، رمزا لشرف مصر وطهرها ونقائها، الذى لن يستطيع هؤلاء البرابرة السفلة أن ينالوا منه

لا عليكي يا ثائرة
عري الجسد ليس عارا انما العار هو عري الروح

فرغم سقوط الكثير من الشهداء الابرار وضرب وتكسير عظام الثوار الا اننا كشعب شرقي عز علينا وجرحنا ما حدث لهذه الفتاة الثائرة فجسّم هذا الاعتداء كل الجرائم التي ارتكبها العسكر في حق مصر

سقوط ثوب هذه الثائرة أسقط القناع عن وجوه العسكر الكالحة الكاذبة


2 - سؤال
ناديه احمد ( 2011 / 12 / 20 - 20:23 )
لدى سؤال لو كان ما حدث لهذه الفتاه قد حدث من جيش اسرائيل لقامت الدنيا ولم تقعد , ثم هل لنا ان نسأل جيش اسرائيل كيف استطاعت ان تواجه الانتفاضه اكثر من ثلاث سنوات بدون يد خفيه واحده وبدون ان يستطيع الصبيه ان يحرفوا سيارة او مبنى , نحن لا ننكر وقوف الجيش بجانب الثورة ونفترض حسن النيه ولكن حتى تظل هذه الصورة الجميله نرجو من المجلس العسكرى ترك السياسه , امنحوا المجلس الاستشارى كافة الصلاحيات وليكن المجلس العسكرى رقيبا عليه .وتذكروا لو كان مبارك قد استمع لصيحات كفايه لما حدث كل ذلك . .


3 - أطهر وأنقى النساء
سامي المصري ( 2011 / 12 / 21 - 05:28 )
إلى أطهر وأنقى النساء: كشف البرابرة عن جسدك، لكن شرفك بدا أعلى كثيرا ممن قاماتهم. فى اللحظة التى انكشف فيها جسدك الطاهر كان علم مصر يستره ويحميه، فازداد طهرا وشرفا ونقاء. كنتِ، ومازالت وستبقين، رمزا لشرف مصر وطهرها ونقائها، الذى لن يستطيع هؤلاء البرابرة السفلة أن ينالوا منه.
هذه هي رسالة المقال القوية جدا الفتاة التي سحلوها وعروها طبيبة كانت تقوم بعلاج الجرحى، وعندما حاول طبيب آخر مسيحي أن يغطيها ويساعدها تم ضربه حتى ظنوا أنه مات لكنه أنقذ بمعجزة وهو مازال في حالة غير مستقرة. أما الطبيبة التي عراها العسكري فديم الشرف فهي مصابة بكسر في الجمجمة.. ربنا يشفيها... فعلا إنها صورة من البربرية والوحشية غير المسبوقة.. أعتذر للوحوش إذ أنسب هذا التصرف لسلوكهم... مجلس السفاحين الدموي الذي بارى الوحوش فغلب وتدنى كثيرا عن أي مستوى خلقي على الأرض؛
تحية للكاتب المعبر بكل قوة وجمال عن الحقيقة؛

اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا