الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مباراة- أقصوصة

جمال القواسمي

2011 / 12 / 19
الادب والفن


كان الجمهور المصروع ينتظر شلختك فقد ملَّ اللاعبون الدمى الذين يتحركون خطوة للأمام وخطوة للوراء، وكانوا ينادون: شلختك، شلختك، شلختك!! فهو اللاعب الوحيد الذي لا يمشي الا للأمام. ونزل شلختك فعلاً للملعب لكن سُرعان ما سقط، فقد عرقله قلب الدفاع سلختيلي دون رحمة، ولكن المسكين لم يكن بوسع المعالجين الطبيعيين ان يساعدوه بشيء إلا ببعض التدليك لعضلة الربلة وببخاخ لتخفيف الألم، فقال لهم ان نداء الواجب واهازيج الجماهير تناديه، فنهض كالثور الهائج. وحاول سلختلك عرقلته، لكنه تفاداه فناوره ساخو وسَلخه وكسر قدمه، بل يا إلهي لواها من زر الحوض!؟ نعم، لواها من الحوض!! سخسخ شلختك من الألم، ورشوه ببخاخ عبوة أخرى؛ ومرة ثانية كان نداء الواجب واهازيج الجماهير تناديه، وأخذ يمشي حتى وقدمه اليمنى تتجه أصابعها إلى الخلف، وعاد إلى الملعب ولاحظ انه لم يركض نحو هدف الخصم فقط- كما كان يفعل من قبل- بل صار يمشي خطوة للأمام وخطوة للخلف، تماماً مثل كل اللاعبين الآخرين المعلقين من أزرار أحواضهم بأسياخ من حديد مثل الكباب. ولم يستطع أن يتجاهل حقيقة انه رأى نفسه واللاعبين الآخرين ليس في ملعب بل في مسلخ.. ولم يرضَ الجمهور عن هذه المياعة التي يتحرك فيها اللاعبون خطوة للأمام وخطوة للوراء أو يتصافح ويتعانق فيها لاعبو الفريقين: زكش، سلختلي، سلختلك، شلولخ، جلاخ، شماخ، شوماخر، شلخلي، سخَّمتك، شلختيلي، وشلختك، اسكوبار، سخمطرة، وسخمطتك، سخسخني، وكمبريسار وحتى لاعبي الاحتياط، فصنع الجمهور امواجا بشرية من صخب وضحك وتعطش للإثارة والدماء وإنذارات الحكم شطفت الملعب والمتفرجين واللاعبين الدمى المدميين من الملعب وحتى كل المشاهدين وشاشاتهم الصغيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال