الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكون أو لا نكون

حيدر صبي

2011 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لقد وصلت العملية السياسية في العراق الى مراحل التنقية السياسية الأخيرة .. على احد من العراقيين الكم الهائل من الشوائب من الشخصيات التي فرضت عنوة على العملية السياسية من اجل ما يسمى بالتوازن الحكومي للدولة العراقية ولنكن أكثر جرأة ووضوح ونقول إن دخول المكون السني في العملية السياسية هو البداية الأولى في عملية النخر السياسي للدولة العراقية الجديدة ولا اقصد هنا العامة من السنة أو الإساءة إليهم لا سامح الله وان كانوا يتحملون قسما من المسؤولية عندما سمحوا لأنفسهم من ان يختاروا هكذا شخصيات ملوثة في العهر الطائفي والتدني الأخلاقي والأجرام السياسي... ولان الدولة العراقية لكل أبنائها ولا يحكمها فرد أو طائفة وأن تركيبة العراق لا تتحمل أن تنفرد طائفة بقيادة البلد دون أخرى نظرا لما ما هو موجود من تنوع مذهبي وقومي فصيرت أن تكون قيادة البلد بالتوافق والشراكة . لكننا يجب التذكير بان الديمقراطية تفرض على من يحملها كشعار إن تكون الأغلبية هي الحاكمة حسب المبدأ المعمول به في كل دول العالم المتحضر ولكون الشيعة في العراق هم الأغلبية من حيث عدد السكان وانتشارهم بأغلب مدن العراق كان لزاما أن يكونوا هم من يحكم البلاد وأن تكون بأيديهم صناعة القرار السياسي إلا إننا وجدنا الشيعة قد تنازلوا عن استحقاقهم ورضوا بحكومة شراكة وطنيه متبناة من قوى سياسية خاسره في الانتخابات كالمجلس الإسلامي الشيعي أولا وثانيا دفع دول الجوار وضغوطاتها على أمريكا لقيام حكومة (التوافق والشراكة) وكذلك ما تريد أمريكا تحقيقه بما يسمى بالتوازن في قيادة الدولة العراقية وصناعة القرار نتيجة حساباتها اتجاه إيران . وعليه فإن أمريكا لم تجد في الساحة السنية غير شخوص فرضت نفسها على التصدي للعملية السياسية من خلال دعم العربية السعودية لها لأنها وجدت فيهم خير من ينفذ أجنداتها الطائفية في قتل وتخريب العملية السياسية وبالتالي وأدها ونهوض السنة بالحكم من جديد وحسب ما كانوا ولا زالوا يحلمون بتحقيقه . وكذلك دعم الجوار الإقليمي السني لهم غاضين الطرف عن تأريخهم الإجرامي بحق الشعب العراقي بما كانوا يقومون به من عمليات تخريب وسلب ونهب وذبح على الهوية بحجة إنهم يقاومون المحتل فاعتلوا صهوة القيادة السنية ودخلوا الانتخابات ليحصلوا بعد ذلك على الحصانة التي تمنع العقوبات القانونية من أن تطالهم ويوفروا لهم الغطاء القانوني والرسمي وبذا تسهل تحركاتهم الجرمية بشتى مناطق العراق.. (السنة) هم (القائمة العراقية) لان جل أعضائها من السنة وما علاوي إلا حصان شيعي امتطي من قبل تلك القيادات ليعبر بهم الى ضفة الرقم الصعب من الأصوات لما كان يمتلكه علاوي من تاريخ ضد مقارعة النظام المباد وعلمانيته التي هي من سمات سياسته الظاهرة للعيان والمحببة من قبل دول الغرب العلماني ولذا استطاعوا أن يحصلوا على الأغلبية في صناديق الاقتراع لكننا نجد أن القائمة نصبت النجيقي رئيسا للبرلمان وطارق الهاشمي نائبا للرئيس وصالح المطلك نائبا لرئيس الوزراء في حين بقية علاوي خارج المنصب الحكومي او الوزاري متشبثا بمجلس السياسات الاستراتيجي المزمع إناطته له بصلاحيات لا صالح ولا مالح فيه فيأس الرجل وخرج بخفي حنين ..ومن شوائب العهر والخبث السياسي ما تمارسه أيضا بعض من القيادات الشيعية التي سمت النفاق السياسي من مرتكزات عملها ناهيك عن بعض القيادات التي كانت تعمل مع المليشيات قبل أن تتوثب عليهم صولة الفرسان وتجتث القسم الأكبر منهم وأما الباقي فعمل مثلما عمل أخوانه من القيادات السنية من الدخول في العملية السياسية والحصول على الحصانة لكي يتملصوا من الملاحقة القانونية .ما يميز القيادات الشيعية المنحرفة عن مثيلتها السنية إنها لم تعد تقتل وتفجر بل راحت دائما تكون كحجر عثرة أمام منجزات الحكومة وقراراتها لأنها تجد سن تلك القرارات والقوانين نصر للمالكي وليس لدولة العراق وشعبه فأخروا الكثير من القرارات التي كانت تصب بمصلحة الشعب العراقي والتي كان من شأنها أن تدفع بالواقع الخدمي نحو الأمام وإنها انشغلت بالمناصب والمميزات التي ما كانوا يحلمون بها
.وبعد هذا الطرح الموجز لا نتفاجأ عندما يتهم نائب لرئيس الجمهورية بالتخطيط لقتل رئيس الوزراء (بتفجير البرلمان) ولا نتفاجأ من اتهام نائب رئيس الوزراء لرئيسه (بالديكتاتورية والتلفيق الأكاذيب والتشهير به من على الفضائيات )ولا نتفاجأ من دفع السيد رئيس البرلمان (باتجاه تقسيم العراق بحجة إقامة الأقاليم بسبب التهميش والإقصاء والاعتقالات العشوائية حسب ما يطرح هو) وكذلك يجب علينا أن لا نتفاجأ أيضا عندما نرى كتلا شيعيه كمثل التي نوهنا عنها أعلاه من أن تعمل انقلاب أو تمارس الضغط السياسي للحصول على الامتيازات والمناصب المادية أو تسليم البلد لولاية الفقيه..فهل لمثل هؤلاء واؤلائك يقال لهم وطنيون ؟؟؟؟
ما هو المطلوب :
المطلوب في الوقت الحاضر هو أن تتخذ الحكومة قرارات مصيريه وشجاعة وتاريخية باجتثاث كل اؤلائك من شرذمة الخبث والنفاق السياسي وإحالتهم الى المحاكم المختصة بعد عملية تحقيقات أصوليه لينالوا بعدها جزائهم العادل والذهاب الى تشكيل حكومة أغلبية مع الاهتمام العالي بالناحية الأمنية لآن مثل هؤلاء ستكون لهم ردة فعل اتجاه الوضع الجديد وكذلك بدأ الحوارات مع قيادات سنية لها تأريخ مشرف وعمل ورش تحاوريه مع شيوخ المناطق الغربية وجعلها تصطف مع الحكومة من خلال إعطائهم الضمانات والتطمينات التي طالما رفعت تلك القيادات شماعاتها لتخويفهم من الحكم الشيعي وان لا ينسوا القيادات العسكرية التي تركت السلاح وانخرطت بالعملية السياسية طالما هم مزكون من قبل الأجهزة الحكومية واناطت المسؤوليات والمناصب الكبيرة وتوفير فرص العمل للجميع ولا ننسى التشاور مع الجانب الأمريكي وإقناعه بخطر هؤلاء على مشروعهم الأساسي (الشرق الأوسط الكبير) وتقديم الأدلة الجرمية لهم على هؤلاء القادة لكي لا يجد بعدها الأمريكان حجة الدفاع عنهم وإسقاط نظرية التوازن والتوافق المحاصصي الى الأبد وبعث رسائل الى قادة دول العالم المتحضر والى دول التغير العربية لتعمق روح التعاون معهم الذي سوف يصب أولا وأخيرا بمصلحة البلد نحو نهوض شامل لشتى مجالات الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها