الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانفجار الثاني

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2011 / 12 / 20
الادب والفن


الانفجار الثاني
عبد الستار نورعلي

الى أسعد البصري:

يا أسعدُ البصريُّ ،
قلْ لي هلْ فؤادُكَ
في الطريقِ الأسعدُ ؟
أم أنَّ في أفْقِـكَ خيلاً
في البوادي تُـورَدُ ؟
...........
بابا !
أعذبُ منْ بابي ،
فالبابا من باب ،
الباب العالي
والباب الواطي
والباب النافذةِ
والباب !
...........
أنْ تفتحَ بابا
تدخلُ عالمَ من لا يدري
أينَ الصالةُ
أين الغرفةُ
أين جدارُ الصورةِ
أينَ مضيفُ القلبْ ،
أنْ تُغلقَ
لا تعرفُ أينَ الساحةُ
أينَ فضاءُ الصورةِ
اينَ طريقُ الحبِّّ ،

بابا افتحْ لي صدري
يسّرْ لي امري
وأحللْ عقدةَ قلبي!
هلْ أفقهُ أمري ؟

أينَ المهدُ ؟
أرجِـعْ لي رأسي فوق المهدِ
أينَ طريقُ الآلامِ ؟
أرشِـدْني !
فلقد تعبتْ طرقُ الغفلةِ
فرحي ، طيبي
وسذاجةُ هذا الصدرِ
وغبائي ،
يسّرْ لي أمري!
أنْ أغلقَ بابَ العينين
فلا ألمحُ مَنْ يقفزُ من شرقِ الرأسِ
إلى غربِ الأفقِ

مَنْ لم يولدْ لا يحتاجُ الى كتبٍ
ولا عينين ولا لسانٍ ولا أذنينِ
فافرحْ
لا تحتاجُ صداعاً في الحرفِ
صداعاً في الصدرِ
صداعاً في القدمينِ
ولا ذَنْـباً منْ غير الغفرانِ
أو تقفُ ببابِ السلطانِ
أو على أعتابِ بنوكِ اللصّ

الماءُ المسرعُ صوبَ النبعِ
يقفُ ببابكَ ، يا بابا ،
يلتمسُ العذرَ
لا تسرعْ خلفَ الدربِ الواصلِ نحو النبعِ
فالنبعُ الغرقانُ الى الرأسِ قريبٌ منْ رأسكَ
فاغسلْ وجهكَ بالعطرِ
أو بالخمرِ
فسيانُ
فكلا الوجهينِ
منْ ماءٍ دافقْ

خيلي في منتصف الساحةِ
والساحةُ دوّارٌ
هلْ شاطئُ فرسانِ الرغبةِ يأتي اليك ؟

فكّرْ !
أنتَ القادرُ أنْ تنجبَ ألماً
ومخاضاً صعباً وصداعاً
فهمو الساحلُ
وغودو بينَ السفنِ المبحرةِ
غياب .....
فكّرْ في الأمرِ ، أجِـبْني !
فغيابي غابَ عن اللوحةِ
وسرابي حضورْ ....

بابا،
لاتدخلْ منْ بابٍ واحدْ
السيّافُ المقروحُ الصدرِ على البابْ
أدخلْ منْ أبوابٍ عدهْ
البابِ الشرقيِّ
البابِ الغربيِّ ،
البابُ الأوسطُ منْ غيرِ البابْ
افتحْ أذنيكَ
وعينيكَ
وشفتيكَ
وشُمَّ نسيمَ الساحةِ
حيثُ صراعُ الأضدادْ !
لا تدفنْ شمسَكَ خشيةَ إملاقْ
الشمسُ رداءُ الأوراقْ
هذي أوراقُ السدرةِ تَسّـاقطُ عند البابْ
فاخلعْ نعليكَ وسِـرْ
ما بالنعلينِ نفكُّ الأبوابْ ،
حاولتُ أفكُّ الرمزَ عن النعلينِ
والتابوتِ
رمزوني
فوقفْتُ أسيراً عند البابْ
أشفقْتُ على قلبي
قلبي مثلُ العصفورِ المذبوحِ
بلا أبْ
يبكيني
يسقيني
دمعَ العينينِ كؤوساً مِـنْ ماسْ
مَنْ ذا يجرؤ أنْ يفتحَ فمَهُ خلفَ البابْ
فرصاصُ قتالِ البابْ
تملأهُ رصاصَ الأخوةِ والأبناءْ
هذي أوراقُ السدرةِ تسّـاقطُ
ورقاً... ورقاً ....
فاحملْ نعليكَ ورجليكَ
وكتابَـكَ
هلْ ينفعُ عند العرشِ صريرُ الأبناءْ؟
..........

عبد الستار نورعلي
الأربعاء 14 ديسمبر 2011
الساعة 22.30

* وُلدَ النصّ تعليقاً على نصه (في ذمة المعري) في صحيفة المثقف الألكترونية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم