الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهم سمة للقائد في النظام السياسي

عمر قشاش

2004 / 12 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


هي: الصدق , والنزاهة , والأمانة , والأخلاق , والتواضع ,والدفاع عن الوطن , والحرص على المال العام للشعب.
في هذا الزمن الصعب حيث يعيش الناس في سورية الآن ظروفاً سياسية واقتصادية صعبة تتجلى في غياب الحريات الديمقراطية في البلاد, وتردي الوضع الاقتصادي والمعاشي للطبقة العاملة والشغيلة بصورة عامة نتيجة لضآلة الأجور والغلاء, والتضخم النقدي, والبطالة الواسعة في البلاد, وعجز الدولة والنظام السياسي عن إيجاد حل لهذه الأزمة لتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل, هذا من جهة, ومن جهة أخرى يسود في البلاد جو من عدم الثقة والتفسخ الأخلاقي, وفقدان النزاهة والأمانة, والصدق والقيم الأخلاقية في مؤسسات الدولة المختلفة, وانتشار الفساد والرشوة ونهب المال العام من الأعلى للأدنى في الدولة, وغياب الرقابة والمحاسبة الجدية لمرتكبي هذه الجرائم بحق الوطن والشعب.
وأصبحت الجماهير تعتبر أن القيادة السياسية تتحمل مسؤولية كبرى عن تردي وتدهور الوضع الإقتصادي والمعاشي للجماهير الشعبية, وتدهور القيم الأخلاقية, وهذا يدل على أنه توجد في البلاد أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية.
والشيء بالشيء يذكر بالمسيرة الأخلاقية للقادة في بلادنا.
كنت مكلفاً من قبل المكتب المكتب السياسي لحزبنا الشيوعي في عام 1969 للإشراف على منظمة الحزب في سد الطبقة, أكبر وأهم مرفق حيوي في سورية, الذي كان يقوم بتنفيذه الاتحاد السوفياتي بموجب اتفاق مع الحكومة السورية.
كان يحدث أحياناً خلافات وحساسيات بين الشيوعيين والبعثيين العاملين في مشروع سد الطبقة, تتعلق بموضوع العمل وكنت اخبر الرفاق في المكتب السياسي.
وقد كلفني المكتب السياسي بمقابلة الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس مجلس الدولة لإطلاعه على ما يحدث أحياناً في موضوع العمل, وذهبت في الموعد المحدد لمقابلة السيد الرئيس مساء الساعة السادسة في مقر مجلس الرئاسة.
لم يكن في ذلك الوقت أي نوع من المراقبة أو الحماية سوى رجل الشرطة في كل طابق.
وعندما وصلت لعند السيد الرئيس, قام واستقبلني بحرارة وشكرته على استقباله .. ثم بدأت الحديث بالسؤال عن صحته .. وبدأت بحديث موجز عن الوضع العام سياسياً وعن المهام الوطنية والتنمية في مواجهة التحديات الإمبريالية والصهيونية,و عن أهمية بناء سد الطبقة كقاعدة أساسية هامة للتنمية, لتعزيز قدرة سورية الاقتصادية.
ثم تحدثت عن أهمية التعاون بين حزبنا الشيوعي وحزب البعث في تلك المرحلة.
وقلت له يحدث أحياناً بعض الخلافات والحساسيات بين رفاقنا ورفاقكم تتعلق بموضوع العمل وبدأت بالحديث اذكر بعض الوقائع ..
أجابني الدكتور السيد الرئيس قائلاً: "عفواً يا رفيق" وبدأ يسجل كل واقعة, واستمر كذلك حتى سجل صفحة كاملة من الوقائع التي ذكرتها له, وشكرني على ذلك, ومدح حزبنا وأشاد بوطنيته وشعوره بتحمل المسئولية.
قال لي انه سينقل هذه المعلومات للقيادة, (وإنشاء الله خير) وانتقل السيد الرئيس من وراء طاولته وجلس جانبي وطلب من السكرتيرة أن تجلب لنا ضيافة مرة ثانية.
ثم تحدث قليلاً عن الوضع السياسي وعن أهمية التعاون في هذه المرحلة, من اجل بناء هذا الوطن وازدهاره وتقدمه, شكرته واستأذنته, وصافحته مودعاً رافقني خطوتين رجوته بالتوقف, وشكرته على لطفه وحسن ضيافته.
والجدير بالذكر وللأنصاف أن هذا الرجل الذي كان في موقع قيادة الحزب والدولة سماته العامة, اللطف, والتواضع, والخلق الرفيع, والنزاهة, ولم يتورط في الإفساد المالي.
19/11/2004 عمر قشاش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ