الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثلث القضاء على الثورة ...

محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)

2011 / 12 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الطريق من ماسبيرو مروراً بمحمد محمود حتى القصر العيني, هو الطريق الذي اختاره المجلس العسكري ليطفئ نار الثورة, فخبأ معالمه تحت سيل الدماء الطاهرة التي أراقها من أجل القضاء على صوت الثورة,
إن الزخم الثوري الذي تعيشه مصر هو جديد بالنسبة لها برغم تاريخها الثوري الكبير, فكل الثورات كانت تنتهي نهاية لا تكون في مصلحه الفقراء والمهمشين, بل بمكتسبات لإرضاء الطبقة الوسطى, وصعود البعض إلى طبقه الإقطاعيين, الثلاثية التي مرت بها الثورة المصرية مرت بها أيضاً العقلية المصرية التي تغيرت برغم أنفصلها التام عن النخب, لذلك تكتسب وعي التجربة من خلال إدراكها هي والخوض فيها, فالنخب مشغولة في معارك تاريخيه وخلافات أعاد إشعالها المجلس العسكري, وأيضاً التحليل الخاطئ للظرف الذي تعيشه مصر, فالذاتية غلبت على المصلحة العامة, لذلك نجد أن انخراط الأحزاب يأتي دائما بعد حسابات وتحديد هل المشاركة ستؤثر بالسلب أو الإيجاب على مصالحها, بل أن معظم الأحزاب تتنازل عن أيديولوجياتها من أجل مصالحها, والثابت والدليل القاطع هو ترحيب الأحزاب والنخب للمجلس العسكري كحاكم برغم إنها تدرك جيداً أنه سينحرف عن مساره, بل البعض يشجعه على التمسك بالحكم وهناك تربيطات من أجل هذا لضمان مصالح معينه ..
الطريق من ماسبيرو والمليء بأشلاء الشهداء الذين دهستهم المدرعات العسكرية, والطريق مليء أيضاً بثقوب في الجدران من الرصاص الذي ثقب صدور أبطالنا الذين زلزلوا ماسبيرو فجعلوا المجلس يرتعب, فيقتل فيهم ويذبح ويدهس ويشوه في الختام صورتهم.. وحين نمر على محمد محمود نشعر بأننا في حرم الأُسود, الذين حموا بأرواحهم ميدان التحرير, إلى النساء اللاتي تعرضن للضرب والسب والشتائم, إلى اللاتي تعرضن لكشوف العذرية, كلهم كانوا هنا يوم 19 فبراير في معركة دامت لأربع أيام, أقتحم فيها العسكر الميدان مره واحده, ولكن سرعان ما عاد الثوار واستعادوا المبدآن مره أخرى بعد ساعات ولم يستطيع العسكر اقتحامه بعدها, في محمد محمود نجد أثار الرصاص ونشتم رائحة الغازات, نتذكر شهدائنا الذين شوهتهم الحرب الكيماوية التي شنها عليهم المجلس العسكري مستخدماً كلاب النظام الأمن المركزي, فمعركة ماسبيرو كانت يوماً واحد, ولم تستطع أن تلُف حولها الجميع لتكون هي شعله الموجه الثانية, لكنها كانت عامل في التعبئة النفسية للثوار والمتابعين لما يحدث, لكن محمد محمود وأحداث فض اعتصام أهالي الشهداء والمصابين أظهر إن الشعب مازال حاضر, وأن الثورة مازلت مستمرة, قد تهدأ الأصوات ولكنها لا تنقطع ...
ومن محمد محمود انتقل الاعتصام إلى شارع القصر العيني أمام مجلس الوزراء لمنع دخول الجنزورى إلى المجلس, كان اعتصام كغيره من الإعتصامات, بدأ بعدد كبير وانتهى بعدد بسيط في الأيام غير الجمع, حتى كانت ليلة الجمعة 15 ديسمبر بدأ الهجوم على المعتصمين من سطوح مجالس الشعب والوزراء مع هجوم من قوات أخرى على الأرض حرقت الخيام واعتقلت مجموعه من المعتصمين, وسرعان ما تجمع النشطاء والشباب ليحموا إخوانهم هناك, ازدادت الأعداد وازدادت الإصابات وبدأنا نسمع طلقات الرصاص, سقط شهداء جدد لينضموا إلى شهداء الثورة من بدايتها حتى الآن, رأينا صمود الشباب ومعهم الفتيات يشاركوهم في صناعة غد الوطن, ولما لا فبدونهم لا غد للوطن, رأينا في وسائل الإعلام فتيات يتم القبض عليهن ويسحلن أمام وسائل الإعلام, والأفظع كانت صوره لفتاه عرتها أيدي جنود وظيفتهم أن يحموا أرضنا من الاغتصاب والاحتلال, لكن في الحقيقة هم المغتصب والمنتهك لعرضنا قطعوا ملابسها وقاموا بتعريتها, مع ضربها بشكل وحشي, غلت الدماء في عروقنا لهذا المشهد, الذي يظهر لنا مصيبة ما يفعلوه حين يعتقلوا الثوار والثائرات من إغتصابات وتبول على وجوه الشباب وأجسادهم بل وصل بهم الأمر لأن يأمروا البعض بشرب البول تحت التهديد ...
في أحد المقالات تحدثت عن سيكولوجيا العقلية العسكرية في مصر, وشقيها العسكري والطموح السياسي, لكن لم أتطرق إلى الوحشية في كلا الوجهين...

الآن وبعد المرور من ماسبيرو إلى محمد محمود حتى القصر العيني, توقفنا عند مذبحه تحدث في شارع الشيخ ريحان فتوقفنا لنتساءل ما الغرض وراء القتل والقمع للثوار ..؟
وما الذي يريده المجلس العسكري في هذه المرحلة بالذات ..؟
ربما أنا أردد دائماً أن المراحل الثالثة للانتخابات هي خطه مُمنهجه للقضاء على الثورة والثوار, قضوا على الموجه الثانية مع المرحلة الأولى للانتخابات, حاولوا تسميم المعتصمين أمام مجلس الوزراء في المرحلة الثانية, وحين لم يقتلهم السم خرجوا لهم بالرصاص,
خوف المجلس من يوم 25 يناير القادم والتعبئة ليكون ثوره جديدة ضد حكم العسكر والمجلس جعله يريد أن يقتل كل ناشط, أن يكسر كل ثائر, أن يعتقل كل ثائر حتى يضمن ألا يجد الشارع من ينظمه ويحشده ... فلذلك يستعمل كل الأدوات الممكنة ليشوهه صورة الثوار ليظهرهم أنهم بلطجيه, حتى إن لم يضع حد للثوار, فعلى الأقل يجعل الشارع يفقد الثقة فيهم ...
ويمكننا أن نقرأ رسالة من المجلس أيضاً من خلال معطيات ما يحدث, بأننا في 25 يناير كنا نواجه الأمن المركزي والداخلية مع تسهيلات فقط من العسكر, وكانت أدوات القمع هي الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع والجمال الشهيرة, لكن بعد 11 فبراير تغيرت الأسلحة وأضيفت لها أدوات الحرب الكيماوية والطعام المسموم واغتصاب وإعتقالات, فالمجس يريد أن يظهر لنا جزء بسيط مما سيحدث لنا في ثورتنا القادمة التي نتوقع أن تكون يوم 25 يناير 2012 لإسقاط العسكر , وهو برغم هذا يجد في الانتخابات طوق نجاه, وفى التخلص من النشطاء وتخويف الشارع طوق نجاه أخر ..

ثلاثيه الثورة كثلاثية نجيب محفوظ, في كل محطة تزداد الرؤية وضوحاً والثوار وعياً وتنظيماً والشارع لن أقول فهماً بل تشتتاً, فانتظروا ثورة الجياع إن لم يتم تنظيم السواد الأعظم من الشعب (الفقراء والمهمشين) ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتمنى لكم ولابطال التحرير النجاح
بشارة خليل قـ ( 2011 / 12 / 22 - 16:44 )
النجاح في تحرير عقول الشعب المصري من التخلف والامية والطائفية وارساء مباديء الثورة: عيش وحرية وكرامة وعدالة اجتماعية
للاسف أستاذ ابو سالم لقد نجحت الثورة المضادة بمثلثها الجهنمي من الفاشيست الاسلامي والمجلس العسكري وفلول المنتفعين ورجال اعمال النهب والظلم
العيش اصبح اصعب بعد سنة تقريبا على الثورة
الحرية رأيناها بسحل النساء وقتل المصريين تحت المصفحات وفقي اعين اخرين
الكرامة رأيناها بالتبول على الثوار وهدم كنائس الاقباط
العدالة الاجتماعية حدث ولا حرج.لست بحاجة ان اكون في مصر لاعلم ما هو وضع الغالبية المغيبة عقليا, المستثارة بالمعارك الجانبية من نعرات طائفية وسكوبات تلفزيزني
لا امل لشعب غالبيته من المغيبين في فهم سريع ان النظام لم يسقط وانه على الثورة الاستمرار
تحياتي

اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على