الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تباً لأحلامي فقد أرهقتني

محمد ماجد ديُوب

2011 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ربما يكون الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يحلم

لكنه بالتأكيد هو الكائن الحي الوحيد الذي يتخيل

هي شعرة دقيقة جداً المسافة بين الحلم والخيال ربما لهما جذر مشترك واحد في النفس البشرية وربما ينتميان لجذرين مختلفين لكن الفرق الوحيد بينهما هو أن الحلم قد يكون في حالة النوم وقد يكون في حالة اليقظة

أما الخيال فهو في حالة اليقظة فقط

الأحلام قد تكون مرضية كحالة أحلام اليقظة التي تسيطر على إنسان ما فتجعله يصاب بحالة من الفصام وهذا الأمر يتطلب العلاج عند طبيب مختص

الأحلام بطبيعتها هي حالة في الغالب غير مسيطر عليها سواءً أكانت في حالة النوم أو في حالة اليقظة

التخيل هو حالة إرادية جذرها حلم يقظة ما

كثيرة هي الأحلام التي تأتينا في حالة النوم وتحمل في رموزها حل لمعضلة ما أو إنذراً من أمر طارىء أو بشرى تحمل في طياتها خيراً نحن أحوج مانكون إليه

كما أنها كثيرة هي الأحلام التي لاتكون غير كوابيس تنتابنا بسبب طعام عسير على الهضم أو في وضعية نوم رديئة أو تنفيس عن إحتقان نفسي بدونه قد تصيبنا أمراض شتى

الحلم هو فعل لاإرادي بطبيعته أما الخيال فهو فعل إرادي وقدرة الإنسان على التخيل سببها قدرته على التفكير ورسم صورة ما ربما لاتكون واقعية على الإطلاق ولكنها ممكنة الحدوث كما كان تخلينا أننا نطير وكل الإختراعات التي كانت في حياة البشر يكمن وراءها خيال خصب وصور تجذرت في اللاوعي فعمل على تحقيقها واقعاً حياً

عبر مسيرتنا كبشر وبسبب عدم تمكننا من إشباع غرائزنا المتطلبة حد الهوس كنا ومازلنا نلجأ لآحلام اليقظة حتى في وقعنا حالة فصام جماعي

فما زلنا نحلم بالحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية وبأن نكون محترمين في الجماعة

مسيرة البشرية ولمن يدقق لم تخرج يوماً من دائرة أحلامنا هذه هذه الأحلام هي هي مازالت تراودنا كما كانت تراود كل البشر من قبلنا

وما زالت أحلامنا تتكسر على صخرة الواقع المر المتمثل بتفاهة الإنسان بنكرانه للآخر تحت ألف سبب وسبب

يرفض أحدنا الآخر ربما للونه ربما لجنسه ربما لدينه ربما لمذهبه وألف ربما وربما

وبكل وقاحة يدعي أنه يريد له الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية ولأنه يريد له كل ذلك يرفضه وربما يقتله

تباً لك أيتها الأحلام ألست المسؤولة عن كل أصناف القتل البشع الذي يجري في وطني تحت أي مسمى وأياً كان الشعارالمرفوع ؟

أنت أيتها الأحلام نار تدمرني فتكسرك على صخرة الواقع المر يكسر في ذاتي شيئاً ثميناً جداً هو قدرتي على تخيل أن سوريا يمكن أن وطناً آمناً بعد الذي يجري فيها

بدأت تراودني ذكريات الخمسينيات وما كان يجري فيها تحت مسمى الديموقراطية والتي لم تكن سوى الطريق السري لوصول القوى الطبقية المتوحشة للسلطة

والحرية التي لم تكن سوى حرية الأقوياء في ممارسة سلوكياتهم القذرة على الضعفاء الذي كانوا يضطرون للبحث عن ملجأ تحت قدم هذا القوي الطبقي أو ذاك القوي الأمني

أيها الأوغاد السياسيون خذوا أحلامي العفنة والتي إستمرت معي منذ أن كان الخلق الواعي ودعوا لي قدرتي على التخيل علً طاقة ما مختزنة في ذاتي تنطلق وترمي

على مزبلة الوطن الذي تذبحونه دفاعاً عنه وعن حريته !!!!!!


بكم على مزبلة الوطن الذي تذبحونه دفاعاً عنه وعن حريته !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إحلم
مرثا فرنسيس ( 2011 / 12 / 21 - 08:35 )
صباح الخير استاذ محمد ماجد
عنوان المقال اكثر من رائع وفي طياته الشعور بالملل من انتظار تحقيق الأحلام واليأس من الانتظار ولكن رجاء
لا تفرط في أحلامك سيدي مهما طال وقت انتظارها، هناك رجاء في الأحلام وفي انتظارها، وكما يقولون لو لم نحلم سنموت
محبتي وتقديري


2 - السير بجنازة الحلم
جواد الصالح ( 2011 / 12 / 21 - 12:36 )
الاستاذ محمد لاباس ان كنت الى الان تستطيع ان تحلم او تتخيل فهذا يعني انك مازلت تمارس فن الحياة قدرنا نحن الشرقيين ان تكون احلامنا كوابيس وخيالنا ممزوج بالخيبه لا ادري هل المشكله بطبيعة مانحلم به او واقعنا شديد المراره ام ان هناك ظوابط للاحلام لم نتعلمها 0كل حياتنا نكسات كل اهاتنا صرخات حتى الضحك صدقني نخاف منه ونردد اللهم اجعله خيرا ادعوك للصبر على الارهاق مخافة ان ياتي اليوم الذي مر بنا وتسير بجنازة احلامك-ايه ياصاحبي
هل توارى الحلم ؟
واحرقت شمسنا الارجل
وامتلا المكان بالذباب
وعادت تخوم الخراب تعبث بالازقه
ايها القادمون من جوف الموت
ايها الصاعدون مع نسغ الجحيم
أمنكم تستمد الحياة؟ سخفا للقدر
خبأنا احلامنا في بطون الشجر
ونثرنا امانينا في ثنابا الريح
وسرنا مع السائرين نيمم شطر التيه
عبثا اطل الحلم من اللحاء
فاقتلعوا الارض واحرقوا الشجر
وانزوت نبتة الصبار صامتة تستنطق الرمل
وهرولت انصاب بابل يبللها الخجل
تملكني الوجوم وموت الامل
فصرخت بصوت مبحوح
هبو مجانين مدينتي واطفالها
هبو احبة الله وغفلة القدر
هبو نسير بجنازة الحلم






3 - شكراً
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 21 - 13:02 )
شكراً لك سيدتي تحيتك الصباحية ونصيحتك ولكن ما العمل إذا كانت هي الأحلام ذاتها منذ فجر الوعي ؟


4 - ببن الحلم والخيال قمعت شعوبنا
وليد يوسف عطو ( 2011 / 12 / 21 - 13:25 )
العزيز محمد ماجد ديوب الجزيل الاحترام .اقول بين الحلم والخيال قمعت شعوبنا وحتى في النسخة الاسوا من الافلام الهندية لايوجد من يتوقع السيناريو الذي مر علينا خلال خمسين سنة . العارف الصوفي والبوذي والهندوسي يصل الى حالعة العرفان والهلوسة بين الحلم واليقظة وتكون مصاحبة بقوة داخلية هائلة يسميها الانجيل هذه الظاهرة التكلم بالسن وهذه القوة صورها العبرانيون بالدخان وارتجاج الجبل وصورها الانسان البدائي بنقاط وخطوط كان يشاهدها عند وصوله لهذه الحالة مع رسم الحيوان الطوطم , ختاما تشكر على هذا الجهد ولك خالص مودتي


5 - يبدو
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 21 - 13:25 )
شكراً لردك المؤثر أخي جواد لكن على ما يبدو مازال هناك من يريد لنا أن ندفن أحلامنا ونمشي في جنازتها
هو الذي يدعي أنه خالقنا وهو الذي يريدنا لاأن ندفن أحلامنا فقط بل أن نمشي في جنازات ذواتنا هو من أحتج عليه منذ تفتح باكورة وعيي
خذيني واهربي كالريح

ومن عينيك رشي النور في دربي

أقليني

إلى حيث الهوى والحب حرية

إلى حيث الولادة الموت حرية


6 - الأخ الكريم وليد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 21 - 13:43 )
لست أدري إن كان حمل يسوع لصليبه هو حقيقة أم رمز لكنه في الحالين هو كل واحد فينا في هذه الحياة التي من مستحيلاتها على مايبدو أن نكون حاملين لمعنى لفظة إنسان نحن الذين سحقتهم آلهة الغرائز
لك محبتي وتقديري


7 - الزاهي الباهي محمد ماجد الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 12 / 21 - 15:13 )
تحيه طيبه
قراتها فجرا ولم اسجل والان اسجل بعد ان عرفتك فيها تقول
ما حدت يوما و لا يوم احيد
عن راي حر واثق سديد
انا عاشق التجديد منذ البعيد
ما كنت يوما جامدا قعيد
لم احمل من الافكار ما صدئت
او شاخت او بها شيء وئيد
تزيدني الايام منها العديد
وازيدها بما اجود وتستفيد
انا هكذا مجبول من صلب حديد
انا هكذا منسول نسلا عنيد
انا ناصع كنصوع الحق في بزغ جديد
انا لين متحرك متجدد
انا ذلك المرن الشديد
احلم اخي و لا تدع الظلام يغطي حتى على الاحلام الظلام وتوابعه واساتذته وقطاع الاثداء التابعين له الى زوال
تحيه لك واتمنى في القادم ان تشرح لنا شرحا علميا احد احلامك التي هي احلامنا


8 - أخي الغالي رضا
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 21 - 15:36 )
مازال فينا علي
مازال فينا يسوع
مازل فينا البوذا
مازال فينا الحسين
مازال فينا صباح
مازال فينا القمر
لافرق إن قتلنا بسيف
أم على الصليب صلبنا
نحن أحياء ولو
توقفت الأرض عن الدوران
نحن أحياء ولو
ماتت الشمس في الفجر
نحن باقون ولوكرهوا
نحن باقون ولو في غيظهم ماتوا
نحن نسغ الحياة
نحن فجر الطفولة
نحن أمن الأرض
نحن دفء الحياة
لك تحيتي ورغباتك أوامر


اخر الافلام

.. شاهد.. إماراتي يسبح مع مئات الفقمات وسط البحر بجنوب إفريقيا


.. الأمن العام الأردني يعلن ضبط متفجرات داخل منزل قرب العاصمة ع




.. انتظار لقرار البرلمان الإثيوبي الموافقة على دخول الاستثمارات


.. وول ستريت جورنال: نفاد خيارات الولايات المتحدة في حرب غزة




.. كيف هو حال مستشفيات شمال قطاع غزة؟