الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاسبوا ولا تحاسبوا

عبدالله الدمياطى

2011 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تحرك الشعب المصري وتحدى الاستبداد والفساد بثبات الجبال وعزيمة الأحرار وأرسل لكل العالم رسائل صمود ،وقدمنا الدماء لكسر حاجز الخوف الذي زرعه النظام حتى نقضى على الفساد المستوطن في بلدنا الحبيب، وبعد الثورة المجيدة ظل الكل يدعو إلى الإصلاح ومحاربة الفاسدين الذين عبثوا في أموال الشعب ومقدراته .
ولكن ما أعجب إليه أن البعض وهم يطالبون بذلك يرغبون باستثناء من يخصهم من هذه المحاسبة بل ويتعدى ذلك إلى المظاهرات والاعتصام أمام المحاكم ويصل الأمر إلى قطع الطرق والسكك الحديدية بل وأكثر من ذالك فالبعض يقوم بالاعتداء على المحاكم وأقسام الشرطة من اجل الإفراج عنهم وكأن لسان حالهم يقول، حاسبوا ولا تحاسبوا، قدموا الفاسد للقضاء ولكن استثنوا من يخصنا حتى ولو كان فاسدا حتى أصبحت المصالح الشخصية هي التي تتحكم في تصرفاتنا، حيث تقدمت هذه المصالح على مصلحة الوطن ولم يتذكر احد قول رسول الله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها فالقضاء يجب أن يطبق على من اخطأ وعلى من اخطأ أن يتحمل مسؤولية خطئه.
في فرنسا لم يتوانى القضاء الفرنسي عن محاكمة جاك شيراك بجرم الاستغلال الوظيفي عندما كان عمدة لمدينة باريس ولم نسمع بان أنصاره تظاهروا لمنع محاكمته، لان الجميع مؤمنين بسيادة القانون الجميع مؤمنين بان مثل هذه العقوبة تجعل الجميع يقف على مسافة واحدة أمام القضاء، وتعمل على تعزيز الثقة في القضاء، فالمسئول في نهاية الأمر هو مواطن، فلا تعطيه عباءة المسئولية استثناءا.
وفي إسرائيل حكم قضائي على رئيس الوزراء بالسجن بعد أدانته ولم يقم احد من أنصاره ومحبيه بالاحتجاج على الحكم لأنهم يحترمون القانون ويعلمون أن المسئول مهما يكن المنصب لن يكون فوق القانون لان المسئول هو خادم لامته ولا يعنى ذلك أن يتصرف كما يحلوا له بدون محاسبه.
مطلوب من الجميع الآن ومصر تشهد حالة من إعادة النصاب ووضع النقاط على الحروف وقفة مسئولة وصادقة مع الوطن من اجل معالجة الماضي واختلالته، لكي نتلمس أفضل السبل للنهوض والعبور إلى المستقبل، لذلك فليترك المجال للقضاء ليقول كلمته ويعيد لمصر قيمتها وأمنها، ليحافظ على حقوق المواطنين ويحفظ لهم أمنهم وأموالهم فلا يعقل أن يرتع الفاسدون بخيرات الوطن والمواطنون شدوا الأحزمة على البطون من الجوع لأنك حين تسأل الجميع ماذا تريدون ؟ نطقوا بصوت واحد الإصلاح الإصلاح ومحاسبة الفاسدين، إذا لنفسح المجال للقضاء ليحدد من هو الفاسد، ليحاسب، ولا تمنحوا الحصانة لأحد، دعوا الواقع والعمل السليم هو من يحددها ويرسخها .
نعم لسيادة القانون، نعم لفرض النظام في كل مجالات حياتنا، نعم لتطبيق قوانين ووقف الفوضى،
نحن بحاجة إلى إعادة النظر في أمور حياتنا وما طرأ عليها نحتاج إلى وقفة مع النفس لنقوِّم ما اعوج من أمورنا ....ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا