الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهود يهوه .. والمهاجر [مجموعة روايات من مواقف في حياة مهاجر] اللقاء الأول

حلمي محمد

2011 / 12 / 21
مقابلات و حوارات


مقدمة:
نص ثابت يتم إدراجه في مقدمة كل لقاء, لأهمية ترتيب االلقاءات وربط الأحداث وتسلسلها.

هذه هي تجربتي الشخصية للتعرف على جماعة " شهود يهوة, لم يكن لدي أي علم بهم ولم يسبق لي أن قرأت ,ولم يحدثني أحد من قبل عن هذه الجماعة ولا عن نشاطاتهم او منهجيتهم ولا إلى أي عقيدة دينية ينتمون.

التقيت ببعض أفراد هذه الجماعة ثلات مرات في أماكن وأزمنة مختلفة متفرقة. كان اللقاء الأول في أواخر عام 1998, ثم تبعه اللقاء الثاني في منتصف عام 1999 وكان اللقاء الثالث في نوفمبر 2011 أي أنه كان هناك فترة زمنية بين اللقاء الثاني والثالث تقارب الإثنا عشر سنة وفي اللقاء الأول والثاني لم أستطع أن أتعرف على تلك الجماعة جيدا ولم أتمكن من الحصول على معلومات تساعدني على تحديد هويتهم الدينية العقائدية ولكن في اللقاء الثالث الذي كانت بدايته في آواخر شهر نوفمبر 2011, علمتُ عنهم الكثير والهام جداً, ولا يزال اللقاء مستمرا حتى هذه الحظة التي عزمت فيها أن أدون لقاءاتي بهم, ضمن عددة مقالات مدرجة تحت تصنيف [ مواقف في حياة مهاجر ], كي أروي ما علمته وما جمعتُ من معلومات هامة جدا حصلت عليها عن قرب وعن مناقشات شخصية ولقاءات, وليس فقط من خلال ما بدأتُ اقراه أيضا وما كتبه الآخرون عن شهود يهوة.

فقد كانت تجربة فريدة وثرية وخاصة جدا وكان من أهم ما يميز هذه التجربة أن اللقاءات الثلاثة بأفراد من جماعة شهود يهوة كانت قدرية ولم تكن عبثية أو كما يقول البعض ويطلقون عليها (الصدفة).

من هم شهود يهوة وما هي منهجيتهم ؟
وما هي عقيدتهم؟ وبماذا يؤمنون وما هي غايتهم ؟
هذا ما سوف نتعرف عليه في اللقاء الثالث تفصيلا مرورا باللقاء الاول والثاني.


اللـقـاء الأول:


أشـخـاص الـروايـة:

ـ حلمي محمد : المهاجر

ـ الشهود : أفراد من جماعة "شهود يهوه"


... عندما كنتُ مسافراً بالقطار الدولي داخل أوروبا لرحلة كانت مدتها ثلاثة أيام,.... فبينما كنتُ واقفاً داخل المبنى الرئيسي للمحطة, مختبيأً من برودة الجو القارصة, بجانبي على الأرض حقيبة السفر, أدقق النظر إلى اللوحات الإلكترونية المعلقة أعلى حائط الصالة أحاول البحث عن المعلومات التي تساعدني على معرفة متى ومن أي رصيف سيغادر القطار, وإلى أي إتجاه يجب ان أتوجه, وبعد أن حصلت على المعلومات وتأكدت إلى اي رصيف يجب أن أتجه, حملتُ حقيبتي متوجهاً إلى المكان القريب للرصيف الذي سيغادر منه القطار, وحينما كنتُ واقفاً هناك أنتظر الموعد المحدد لقدوم القطار الذي سيقلني إلى وجهتي, وكان ذلك في أولى ساعات الليل ما بين الثامنة والتاسعة مساءً بالتوقيت الشتوي.

في تلك الأثناء اقترب مني شخصان ـ امرأة, ورجل ـ, ثم سألاني:

الشهود: هل تحتاج لمساعدة؟ فقد بدا لنا من خلال تنقلاتكَ ولفتاتكَ أنكَ في حيرة وتحتاج لمن يساعدكَ.

المهاجر: أشكركما, أعتقد أنني قد حصلتُ على المعلومات الصحيحة.

الشهود: هل تمانع في أن نتحدث إليكَ قليلاً؟

المهاجر: لا, ليس لدي أي مانع في ذلك.

الشهود: من أي البلاد انتَ؟

المهاجر: أنا من مصر.

الشهود: ما هي ديانتكَ؟

المهاجر: أنا مسلم.

الشهود: هل انت مقيم في أوربا, أم أنكَ هنا في سياحة؟

المهاجر: نعم انا مقيم بألمانيا ... كنتُ أقوم برحلة قصيرة داخل أوربا بالقطار, وأنا الآن في طريقي للعودة إلى ميونخ.

الشهود: أنتَ تريد الذهاب إلى ميونخ؟

المهاجر: نعم.

الشهود: إذاً, فأنت تنتظر في المكان الخطأ, فالقطار الذي سيغادر من هذا الرصيف لا يذهب إلى ميونخ.!

المهاجر: أحقاً تقولا؟

الشهود: نعم, أرأيت, كنا على حق حين أعتقدنا بأنك بحاجة للمساعدة!


ثم انطلقا يبحثان ويستعلمان عن البيانات الصحيحة, ثم عادا وأخبراني, أين يجب علي ان أتوجه, وبعد أن دلاني على الرصيف الصحيح قبل مغادرة القطار بدقائق قليلة, وصاحباني إلى هناك وبذلا كل ما بوسعهما لمساعدتي عن طيب خاطر. قالا لي, إن "القدر هو الذي أرسلنا إليك في التوقيت المناسب كي نتحدث إليك, ومن ثم نكتشف أنك بحاجة للمساعدة, فنساعدكَ" وقد غلّفوا هذه العبارة بابتسامة رقيقة تُشعر من يراها أنها ابتسامة نابعة من القلب.

ولكن حين سمعتُ تلك العبارة منهما, التزمت الصمت للحظة متعجباً, ثم قلتُ لهما عبارة كهذه لم أعتد سماعها في (الغرب), لم يسبق لي أن سمعت أحدا يتحدث عن القضاء والقدر ..!!
فأخبراني أنهما ينتميان إلى جماعة شهود يهوة المشتقة عن المسيحية, وكما ذكرت سابقا أنني لم أكن على علم بتلك الجماعة ولم يسبق لي ان قابلت أحداً منهم, فلم أستطع وقتذاك أن أفرق بين هويتهم كجماعة مشتقة عن المسيحية وبين كونهم مسيحيين تقليديين, وكغيري من الكثيرين الذين يعتقدون أن تجنب الحديث معهم أو الفرار من الاستماع لمثل هذه الجماعات غير المسلمة, هو حرص منهم على عقيدتهم ودينهم, فتعمدتُ ألا انتبه لما يقولون ظناً مني حين تذكرت ما تعلمته واستمعت اليه في خطب دينية أن التحاور أو مجرد الاستماع لهم قد يعرضني لاهتزاز عقيدتي أو أن يشوبها شائبة.

ولكن استمر حديثي معهم عابرا إلى ان حان موعد مغادرة القطار. فاستقليت القطار وودعاني بنفس الإبتسامة الرقيقة وتمنيا لي رحلة سعيدة. وفي أثناء رحلتي وجدتني دون أن أشعر أسترجع الموقف كاملا ورحت أعيد تفاصيله بدقة وتمعن, وأزيد في تكرارها في ذهني وتساءلت ماذا لو لم أقابل هذين الشخصين واستقليت قطارا آخر أو ظللت واقفا في مكاني حتى الصباح دون ان يأتي اي القطار.
ومن خلال استرجاعي أحداث الحوار تذكرت انهما أخبراني انهما لم يكونا ينويان السفر ولم يأتيا إلى هنا لاستقبال أحد قادم من سفر, ولكنهما يترددنا على هذا المكان ليقدما المساعدة لمن هو بحاجة إليها.
ـ فرحتُ اتساءل: لماذا إذن أتيا إلى هذا المكان في مثل هذا التوقيت من الليل وهذا الجو القارص البرودة في فصل الشتاء؟
ـ ترى ما هو الدافع الذي من أجله تحملا كل هذا العناء؟
ـ وماذا يبغيان من وراء ذلك؟
وظل ذلك الحدث عالقا بذهني حتى يومنا هذا وإلا أن جاء موعد اللقاء الثاني الذي أعده القدر ورتب له, وكان ذلك في إحدى الولايات الامريكية. وهذا ما سوف نتعرف عليه في اللقاء القادم "إنشاء الله".
****************
من مجموعة روايات: [ مواقف في حياة مهاجر ]
يكتبها حلمي محمد | مهاجر عربي
من ألمانيا: في 21.12.2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله