الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة في قبضة العدالة!!

سعد تركي

2011 / 12 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


منذ أيام البرنامج الشهير، الإرهاب في قبضة العدالة، عرضت قناة العراقية اعترافات لمعتقلين لا يعدون ولا يحصون، أقروا ـ أمام الكاميرا ـ بارتكابهم لجرائم يكفي أهونها خطراً ان ينال مرتكبها أقسى عقوبة نصّت عليها عدالة السماء والارض. غير ان الحرص الشديد على «العملية السياسية» و»حكومة الشراكة» كان يؤدي ـ غالبا ـ الى التضحية بدماء الابرياء وإفلات الجناة والقتلة!!
اليوم تعرض الفضائيات أفراداً من حماية نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي، أقرّوا بتنفيذهم تصفيات عديدة لرجال أمن وفق أوامر من نائب الرئيس حيناً ومن مدير مكتبه أحياناً بما أدى إلى «هروب» نائب الرئيس إلى إقليم كردستان مستبقاً صدور مذكرة قبض صدرت، لاحقاً، بحقه وفق المادة 4 ارهاب!!
وكأيّ رواية نسمعها أو نراها فهي تحتمل صدق راويها أو كذبه. وفي الحالين ـ التصديق والتكذيب ـ فإنّ المواطن سيجد نفسه أمام أكثر من علامة استفهام، لها إجابات متعددة لكنها تحمل معنى واحداً هو أن أصحاب القرار والسلطة يبالغون في الحرص على كل شيء إلا أرواح المواطنين وسلامة الوطن!!
إن صدقت الرواية وأثبتها القضاء المستقل فإما أن يكون القائد العام للقوات المسلحة وجميع الأجهزة الأمنية لم يكونوا يعلمون، وهذا تقصير وإهمال كبيرين ينبغي أن يُساءل عنه، أو أنهم كانوا يعملون و»غلّسوا» لحسابات سياسية بينما أرواح الابرياء تُزهق يومياً على مذبح المحاصصة والعملية السياسية!! إنّ صدق الرواية سيشير بلا لبس أو غموض إلى أننا بدل أن نختار ـ كناخبين ـ من يقودنا إلى الأمن والسلام والرفاه أوصلنا قتلة وسفاحين أو بلا مؤهلات ولا كفاءة إلى السلطة فسفكت دماءنا واستهترت بأمننا. ولن يعفينا من المسؤولية حسن الظنّ أو تعللنا بالوقوع فريسة المكر والخديعة، مثلما لا يمكن غض النظر عن عملية سياسية مشوهة سمحت للمارقين والمجرمين بالتسلل والتحكم بمصير البلاد ومستقبله وثروته وأرواح أبنائه.
وإن كانت الرواية كاذبة عارية من الصحة، على اعتبار أن ساستنا ـ غالباً ـ ما يتراشقون بالتهم ويكيلون السباب والشتائم ضد بعضهم بعضاً فيتدخل (أهل الخير) على طريقة (حب عمك حب خالك)، ليتبين لنا، كما أشار أحد الزملاء، أن الأمر لا يعدو عن كونه (عركة كصاصيب) لا تصيب ـ برغم السكاكين والسواطير المشهرة ـ أحداً من المتعاركين ولو بخدش بسيط!! إن تبين كذب الرواية ـ وكل الأدلة والقرائن تشير إلى عكس ذلك حالياً ـ فإلى أيّ جبّ عميق ينحدر مستقبل البلاد مع ساسة لا يتورعون عن انتهاج أقذر السبل لإسقاط الخصوم والحصول على مكاسب آنية بينما يقف مستقبل البلاد ووحدته ووئام وأمن أبنائه على شفير هاوية ليس بإمكان أحد أن يتبين عمقها وظلامها.
نشد على كل يدّ تضرب بقوة على أيدي القتلة والسفاحين والمفسدين ودعاة الطائفية على أن لا يكون ذلك مجرد مناورات سياسية وورقة ضغط على المنافسين لا قصد من ورائها سوى الحصول على مكاسب وتوافقات ومحاصصات جديدة تعزز من امتيازات جهة وتسقط آخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا