الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألم تنتحر الجامعة العربية بعد ؟!

احمد مصارع

2004 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لقد سمعت صوتا يطالب بغلق الجامعة العربية , وكدت أن أرتجف مشمئزا من مجرد ذكر ( الجامعة العربية ) لقد
كنت أحسبها كانت قد ماتت وعلى الأقل منذ حرب الخليج , وذلك بسب اعتداء ( الغزو ) ولكنه جوبه باعتداء مركب , المهم أن ميثاق ما يسمى ( الجامعة العربية ) , كان قد مات ميتة قانونية , وقد شهد على عملية دفنها مجوعة من المثقفين العرب المهتمين بشؤون الأمة على الموت الجريء لها ومن حفنات كبيرة من الدولارات هذه المرة , هل عادت الى الدمدمة مرة ثانية , أرجو أن لا يكون ذلك صحيحا , وآلا فيضطر المرء لدراسة إمكانية أن تتكلم المومياءات المحنطة في متاحف التاريخ .
إننا إزاء فيلم مرعب حين نسمع من يخبرنا متألما عن مشاهدته لشبح الجامعة العربية , ولأن مشاهدته حقيقية راح يهتف مستنجدا لقوم في العمل على إغلاق ذلك الهرم الفرعوني ( حاشى ) , والذي عاد ليخيف الناس من الأشباح التي تظهر منه , وبخاصة وسط مدينة القاهرة , وهو هرم ممسوخ ترك الصحراء وجاء ليحل وسط عاصمة عربية , ليعكر على نيلها وليلها هدوءه وسلامه .
حين ماتت الجامعة العربية في الألفية الثانية من القرون الماضية , ظللت الى عهد بعيد أذكر محاسنها فمن واجبنا ذكر محاسن موتانا , وهناك أشياء لا يمكنني تجاهلها , نظرا لأهميتها :
أولا : لقد كانت الجامعة العربية هي العين السحرية , التي تضم نخبة من الأكاديميين المفلقين , الذين كان بمقدورهم عقد مئات الندوات لاستشراف المستقبل ؟ , وكانت مراكز الدراسات فيها تخطط لمستقبل العرب لما بعد الحداثة ولما بعد 2025 وهذا خير دليل على استشرافية ( علماء ) الجامعة العربية , واستباقهم للدول العربية التي يمثلونها , وهذا يعني أنها استبقت في استشرافاتها السحرية عموم البلدان التي تمثلها , فهؤلاء هم الطليعيون المستقبليون , وهذا يسجل لهم بوصفه من أعمال الشطارة والفهلوة ...
ثانيا : لقد فقدنا في موتها , وعند كل حدث انهزامي جلل , وبعد طول انتظار , تصاريح رؤساء الجامعة العربية , سماع تصريحاتهم من النوع :
أ..نننا .. ب... أأ.... عا... وزز ... أ ... وووو ...ل ., وينتهي التصريح ونستريح .
من القصص التي تروى عن جدي الشيخ , وحين يلجأ المتخاصمون الى ديوانه , ثم تمضي الساعة وهم يتراشقون السباب والتهديد والوعيد , وكل واحد منهم يكذب الآخر , ويقسمون أغلظ الأيمان في تكذيب بعضهم البعض , وهي معركة شكاية أقل وطيسا من معاركهم الحقيقية بالدبابيس والمناجل .
يسألهم جدي : ماهي قصتكم ؟
عند ذاك ينتاب المتخاصمين شعور بالتخلي عن مطالباتهم , والتصالح فيما بينهم , لأن ذلك أهون من إعادة المجادلة بينهم مرة ثانية .
كان ذلك على الرسم العصملي .
ثالثا : كانت الجامعة العربية مكانا لتقاعد بعض وزراء الخارجية العرب , وخاصة بعد أن يكون قد أنهى دوره على رأس سلطات بلده , وبعد عمر طويل من المقارعة في سبيل تهدئة خواطر الأمة العربية , ولتجنيب شعوبها شرور الغضب الشعبي الذي يطفيء نور عقولها , ويحرج الأعداء ويجعلهم يستعجلون تنفيذ موآمراتهم .
ولكن أخشى ما نخشاه كدراويش عرب إذا حركنا الفتنة النائمة , وطالبنا بغلق الجامعة العربية , وعلى حد علمي بأنها ميتة , منذ عصور , أن يحدث مايلي :
تغلق في معظم العواصم العربية وخاصة الثورية منها , بعض المرافق العامة للنظافة والاستجمام , ويفتح عوضا عنها عدة فروع للجامعة العربية .
احمد مصارع
الرقه-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام