الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يمكن انجاز مستوى من الوحدة اعلى من المصالحة:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 12 / 21
القضية الفلسطينية


الى جانب ايجابية انجاز اتفاقات حسن النوايا بين اطراف الانقسام الفلسطيني, ربما يكون تواصل حوار ولقاءات الاطراف حولها هو الايجابية الاخرى التي تتجلى منهم بهذا الصدد. ولا ننسى بالطبع ايجابية زيادة الاهتمام والمتابعة الشعبية لهذا الحراك وابداءه مزيد من الرغبة بانجازها,
لكنه من الواضح ان الرغبة الشعبية الفلسطينية بانجاز المصالحة لم تكن ولم تعد تكتفي بوقوف انجازها عند حد هذه الايجابيات, خاصة ان ملحاحية الرغبة الشعبية بانجازها تنطلق من رغبة اعمق تتمنى ان يتجلى مقدار اعلى من استقلال القرار السياسي الفلسطيني وان تكون المصالحة هي اول المجالات التي يتجلى بها استقلال القرار هذا, فالشعب الفلسطيني وهو على حق بات باحساسه الخاص يدرك دافع استمرار حالة الانقسام واعاقة المصالحة باتت حالة ميكافيلية سياسية فصائلية بامتياز, ولم يعد مقنعا تبريرها بالاختلافات البرنامجية, وعلى وجه الخصوص بعد ان ضاقت هوامش تباينات المنهجية السياسية لاطراف الانقسام فمنهج التفاوض يحكمه الان قناعة ضرورة اعادة صياغة منطلقات عملية التفاوض مع الكيان الصهيوني, في حين اضطر منهج مقولة المقاومة المسلحة الى الخضوع لمقولة التهدئة نظرا للتفاوت الحاسم في ميزان القوى لصالح الكيان الصهيوني ونظرا لوجود معارضة دولية واقليمية لمنهجية الكفاح المسلح الفلسطيني, بل ويبدو ان التغيرات في المنطقة لا تبشر باحتمال تقبل _ الحكام الجدد_ لها, حيث تعكس تصريحاتهم اولوية الالتزام بالاتفاقات الدولية التي عقدتها دولهم وفي مقدمتها اتفاقيات كامب ديفيد.
لقد كان الشأن الفلسطيني تاريخيا مجال تجاذب الاجندات الاجنبية, ولن يكون موضوع موقع المصالحة الفلسطينية الان خارج اطار هذه العلاقة التاريخية بين الاجندة الفلسطينية والاجندة العالمية, ما لم يحدث تغيير جذري في ايديولوجيا الوعي الوطني الفلسطيني, يمكننا من رفع مستوى استقلال قرارنا الوطني وما لم يظلل ذلك ظرف اقليمي _ على الاقل _ يسمح بذلك, كالظرف الذي هيمن على دول المحيط الفلسطيني عام 1967م. والذي سمح بتوسع حجم العمل الفدائي الفلسطيني فحوله الى ثورة مجتمعية واسعة,
وها نحن اليوم نشهد في ملامح اوضاع المنطقة ما يمكن ان يدفع الى مثل هذه الفرصة, فنحن لا يمكن ان نحتسب ان اختلال رتابة الاصطفاف السياسي الاقليمي السابق دفع باتجاه التشدد الصهيوني وفي المقابل وجود محاولة فلسطينية للتصدي لهذا التشدد عبر تدويل ملف القضية الفلسطينية, وعبر ابداء المزيد من الاهتمام بانجاز المصالحة, وعبر زيادة حجم ونوعية تسليح قوة الكفاح المسلح الفلسطيني,
ان اعداء التحرر الفلسطيني يدركون هذه الجدلية في علاقة الوضع الفلسطيني بالوضع الاقليمي, وهم حريصون على ان لا يخدم تغير الظروف الاقليمية اتجاه استقلال القرار الفلسطيني ومبادرته ومناورته السياسية الوطنية, وان اوضاع الدول المحيطة بفلسطين يجب ان تستمر في حصار واجهاض استقلال حراكنا الوطني, خاصة في مصر وسوريا والاردن, واخطرها قطعا الوضعين السوري والاردني, لذلك نجد ان الاجندة الاجنبية تحاول ابقاء عملية التغيير السياسي في سوريا تحت السيطرة, ولا تسمح بحدوث وضع مواز لها من حيث التوقيت في الاردن, وقد ضمنت الاجندة العالمية ذلك بالتفاهمات التي انجزتها مع قوى الدين السياسي في المنطقة, وهي القوى التي تعلن الان على ارض تفاهماتها مع الاجندة العالمية, التزامها باتفاقيات كامب ديفيد بعد ان كانت تعارضها قبل ذلك وتطالب بالغائها.
ان مصير المصالحة الفلسطينية ليس رهنا بالنوايا الفلسطينية فقط , بل هو ايضا في مقدار تاثر هذه النوايا بموقف واتجاه ضغوط الاجندات الاجنبة منها, فالاجندات المعادية لحقوق شعبنا او المقننة لها, تحرص على البقاء والاستمرار السياسي لحالة الانقسام الفلسطيني واعاقة المصالحة الفلسطينية مجالا للصراع معنا اولا ومع اجندات اجنبية اخرى ايضا, وهي نجحت حتى الان في ذلك نظرا لعدم تمكن لقيادات الفلسطينية من التعامل مع الانقسام والمصالحة الفلسطينية تعاملا ثقافيا حضاريا فاغرقت المصالحة لصالح الانقسام من خلال تعاملها الميكافيلي السياسي معها,
ان ما سبق عرضه يدفع الى التشاؤم بامكانية انجاز المصالحة, ما لم يتم انجازها بمبادرة شعبية فلسطينية وضمن تصور برنامجي وطني يستلهم ضرورة زيادة وزن المبادرة الشعبية في تحديد وانجاز المهمة الوطنية, ويستلهم في نفس الوقت خصوصية النضال الفلسطيني,
ان التنسيقيات الشعبية في القرى والمدن الفلسطينية هي المدخل لتحقيق هذا التغيير فهي وحدها القادرة على دفع قواعد الفصائل لتجاوز مواقف فصائلها الانقسامية الى مسار وحدة وطنية حقيقية, فليس هناك من معنى لانتظار التوافق الفصائلي في حين يقف المواطن الفلسطيني متفرجا على الاعتداءات الصهيونية على جاره المواطن الفلسطيني الاخر, ان في هدم بيته او تجريده من الارض او حرق زيتونه في حين يتحرك المستوطنون كحالة مجتمعية متحدة؟
ان المصالحة الفلسطينية يمكن ان تتحقق حين يكف التحرك الشعبي الفلسطيني عن اللجوء الى القضاء الصهيوني وعن الفرجة على الاعتداءات الصهيونية التي باتت الان تتجاوز منهجية الاستفراد بالمواطن الفلسطيني فاصبحت تعتدي عليه شخصيا وجماعيا دون ان تجد في المقابل تحركا رسميا او شعبيا فلسطينيا يجبرها على الاقل على اعادة حساباتها حول رد الفعل _ الشعبي_ الفلسطيني,
ان العدوان الصهيوني يدرك اهمية استفراده بالمواطنة الفلسطينية لذلك نجده يزيد انتشار حواجز الطرق, فلم تعد تعزل المناطق عن بعضها فحسب بل هي تتجه الى عزل القرى عن مدنها ومن ثم سوف تتجه الى عزلها عن بعضها, كما ستعمل على عزل احياء المدينة نفسها عن بعضها البعض لتضع المواطن الفلسطيني بين خيارات الهجرة او الموت جوعا
ان انقسام الحالة الشعبية المجتمعية الفلسطينية على مقاس وصورة حالة الانقسام الفصائلي والتطهر من حمل المسئولية بادعاء وجود اتجاه مستقل عن العضوية الفصائلية هي ممارسة فلسطينية مرفهة تترفع عن الانخراط الشعبي المباشر بالمهمة الوطنية وهي عمليا تمثل تنازلا شعبيا مجتمعيا عن ملكيتها لحالة النضال الفلسطيني واصالة مصلحتها فيها, وتعد اعترافا شعبيا فلسطينيا بان محمود عباس وخالد مشعل ومن لف لفهم هم مالكي فلسطين وان الشعب هو مجموعة فلاحين مأجورين _ قطاريز_ عندهم, او انهم فعلا مواطنون عرب مسلمون يعتاشون في فلسطين فقط,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ