الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا المنقبة - تخوفات أهل المدينتين

زكريا حسن

2011 / 12 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


منذ أستقلال سوريا عن فرنسا ولسوريا مطبخين لصنع السياسة طازجة وهما دمشق وحلب ، أليست هذه حقيقة؟ فهل أهل المدينتين نائمون ؟ . طبعاً لا هم ليسوا كذلك وهل هم متخوفون من مصالحهم الاقتصادية ؟ ليس تماماً .
بعد ساعات معدودات ستشهد سوريا حضور المراقبين بعد أن أجبر النظام السوري على توقيع البروتوكول المثير والمسيل للدماء ، ولكن دعونا لا ننفصل عن الواقع ، فقد أعتادت المعارضة السورية على تقسيم الشعب السوري - وبشكل خاطئ محاولةً إخفاء عيوبها – إلى فئة معارضة وفئة مساندة وأغلبية صامتة بدافع الخوف من القبضة الأمنية ولكن الذي يرى التقسيم الحقيقي سيلاحظ عدم واقعية هذا الطرح وبالتالي فعدم دقة التوصيف يؤدي إلى عدم القدرة على إيجاد حل وأيضاً فإخفاء الحل يبرز وهناً بيناً في العقلية التحليلية للمعارضة أو قمعاً فكرياً مضاداً سيؤدي إلى تأخر الحلول المرجوة وهنا المشكلة .
البعثة والمراقبين والمحاولات المستندة على عاطفة واهية والغير مستندة على شرعية العقل كل هذا سيفشل وليس من مجال لشرح الأسباب وإنما على المعارضة* اعتبارها شراً مؤقتاً لا بد منه ، ومتابعة عملها الذي تتغاضى عنه ربما لهشاشة بنيتها .
إذاً فما هو التوصيف الأكثر دقة للحالة السورية ؟.
لعلنا لا نبالغ فيما سنذهب إليه بأن سوريا لها تقسيمين أثنين ومع جمع هذين التقسيمين وإعطاء الضمانة المتاحة على الحالتين سنكون قد وضعنا حداً لتلاعب النظام بالأغلبية المغلوب على أمرها (المترددة) .
التقسيم الأول : هو الموجود والذي يتم تداوله بحكم العادة (كما حصل في كل الثورات ) - وهذا يطبق على جميع أنحاء سوريا ما عدا أهل المدينتين- ويضاف إليه التنوع الكبير في سوريا عرقياً ودينياً .
التقسيم الثاني: وهو التقسيم الخاص بسوريا والذي يجب التركيز عليه في ظل أنقسام المعارضة بحكم براعة النظام وعمله المنتظم منذ عقود لترسيخ ذلك وخاصة بعد أن تعلمت الدروس من الثورات السابقة أكثر مما تعلمته المعارضة نفسها ، وهذا التقسيم الخاص هو الذي سيفضي بنا إلى التفكير ملياً عبر إجراءات أكثر دقة وتسريع مهمة المراقبين(بالرغم من حقيقة فشلها) لتؤتي ثمارها وبالتالي تكون داعماً للثورة في إسقاط النظام .
مرت على سوريا منذ ما يقارب السبعة عقود العديد من الاتجاهات الفكرية التي ساهمت في تحولات معينة ومنتمية إلى المجتمع نفسه وطبعاً متأثرة في ذلك بالتوجهات الفكرية العالمية منذ الحرب العالمية الثانية وإلى الآن وقد كانت دمشق وحلب هما الحاضنتين لتلك التوجهات ويصعب أنتزاعهم من تلك التوجهات بواسطة تفكير بدائي ينتمي إلى خطباء في العاطفة يجولون الشاشات ، إذاً فهم بالفعل يتخوفون من تفكيرٍ عرعوري ............... الخ .
أهل المدينتين خائفون أم متخوفون خائفون او مجبرون او يفضلون الحفاظ على مصالحهم ، هل هذا عنوان رئيسي في جريدة مشهورة أو عنوان حلقة لقناة واسعة الانتشار ، وماذا يعني ذلك ممن نخاف ومما نتخوف ؟
LE FIGARO اخطأت عندما أبعدت صفة التخوف من اهل المدينتين وآثرت تشبيه سوريا بباقي بلدان الربيع
لا يهمني كثيراً ما يفكر به صامتٌ وما يردده متخوفٌ أو خائف وما يتفوه به متظاهرٌ في ساحات دمشق وحلب المسيطر عليها من النظام وسواء أكانوا يرددون ( بالروح بالدم نفديك يا بشار ) او(الله سوريا بشار وبس)....الخ ، وبصرف النظر عن الاستثمار السياسي من قبل النظام لذلك ، ولكن المهم في ذلك أنهم يتخوفون من مستقبل سوريا ما بعد السقوط ولكن لماذا؟.
إذا صح لنا التشبيه فإن البنية الفكرية لأهل المدينتين وخاصة دمشق تقترب من تونس العاصمة وعلى هذا فهي تحتوي الطبقات الأكثر ميلاً للعلمانية إن لم يكن كذلك فالإسلام المدني الغير شكلي ، والحقيقة هي أن أغلبية هؤلاء متخوفون وهذا هو السبب الذي يردعهم من المشاركة في الثورة ، فشبح أسلمة الدولة يطال مستقبل سوريا كما هم يعتقدون ، وهؤلاء يريدون الحرية فكرياً وعلينا تقديم الضمانة الكافية التي تؤهلهم للإقتناع بأن سوريا ما بعد الحقبة الأسدية هي سوريا ديمقراطية على الطراز العلماني وليست سوريا منقبة وأن ما يسمى بالأماكن العامة لن تكون فقط دور العبادة ، إذاً ارتباطات الموضوع ليست أقتصادية فقط وهؤلاء ليسوا عرضة للشراء في أحيانٍ كثيرة ، وإنما المعارضة هي التي وجب عليها التفكير في أمرهم.
لقد تأخرت المعارضة كثيراً في ذلك وبأعتقادي أن فترة بقاء البعثة (التي ستفشل لا محالة)هو وقتٌ كافٍ للمعارضة لكي تتوجه إلى الأغلبية المتخوفة وتتطمأنها بأن سوريا ستكون نموذجاً لائقاً ، وليس أنتقالاً من قمعٍ أمني إلى قمع آخر ربما سيوجدون له أسماً خاصاً حينها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة