الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القفز على الحقيقة

مرتضى الشحتور

2011 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أيعقل ؟
ماهذا التناقض ؟
الشرطة متأهبة واصابعهم على الزناد وعيونهم مفتوحة واخلاصهم اكيد .
والجيش يحضى بالامتيازات ورجاله يتوقون لاداء مهمتهم على اكمل وجه .
ماهذا الذي يحدث كل يوم.لا اليقظة ولاالاستنفار ولا الانذار، ولا الانتشار نهارا ولاالسهر ليلا ،يوقف الانهيار؟
لماذاتفشل قواتنا في ضبط الكواتم او الحد من الاغتيالات أومنع المفخخات وكيف تنفجر قريبا من السيطرات .
من يزرع ومن يوزع ومن يفعل كل هذا؟
ايعقل ان هذه الاف من الرجال لاترى ؟ احقا انهم متواطئون.وهل يتواطيء عراقي غيور على حياة اهله وماهو الثمن ؟
هل ان جيوشا من الجان تقف وراء مايحدث عندنا.؟او الاشباح التي ترى ولاتكاد ؟
وكنا نقول ان الحمايات وراء الاغتيالات .
ومن عام كتبت عن سلوكيات الحمايات وشرور بعضهم تحدثت بقوة وتناولت الامر بقسوة وعوملت بالطريقة المعروفة .
اليوم اقف مشدوها .ورغم ان الايام كشفت صواب ماذهبت اليه . فانني لااشعر بالزهو . تمنيت وقتها ان اكون مخطئا.
اليوم يعتصرنا الم دفين .!!
حقا انني لا اضرب الرمل ولا استكشف الباطن ولا اهتم بتحليل الطالع ولكنها الوقائع . االقرب مما يجري يتيح ادراك مايجرى ،والدنومن الحدث يمنحنا القدرة على تحليل الحدث..
حتى اولئك البسطاء من الناس عبروا عن فهم وادراك لحقيقة مايحدث !
فمعضلة الامن لم تكن بسبب ان القوات الامنية غير كفوءة ولا لكون الجيش الجديد اقل اخلاصا للمهمة .
وشرطة اليوم وجيشنا الحالي في غالبيته الكاسحة ينتسب الى تلك المؤسسة التي نحتفل بها في 6 و9 كانون الثاني من كل عام.انهم ابناء جيش العراق الاول الذي كان الاقوى في المنطقة وشرطتنا السابقة التي لم ينصفها الدكتاتور ،الفقيرة والبسيطة، كانت قوية وقادرة على ضبط الواقع الامني .وقد وجدتهم اليوم اكثر حمية ووطنية لحماية البلد .
الخراب من الاعلى ، الخروقات من المافوق، ..والامر جد حقيقي؟؟
بعض مكونات الطبقة المتصدية اليوم لم تتخلص من اذرعها واجنحتها الامنية، مرحلة الفوضى التي تلت سقوط بغداداستدعت تشكيل فرق امنية خاصة بكل فصيل.
بعض الاحزاب في مرحلة نضالها وجهادها ضدالدكتاتورية كانت تضم مليشيات وافواج مقاتلين وخلايا استخبارية.
جماعات حملت السلاح للتصدي للوجود الاجنبي ومقاومة الاحتلال انضمت ودخلت للعملية السياسية ولكنها
احتفظت بذراعها العسكري لتامين الحماية لقيادتها..
لكن المشهد لم يخلو ويفتقر الى حالات متمايزة هناك جهات واحزاب امنت بالدولة وضحت وتحولت واندمجت ،هناك من تخلى مبكرا وبمجرد دخوله العملية السياسية تنازل عن سلاحه ومسلحيه وعن طريقة ادائه وتفكيره !
ومنها جهات دمجت رجالها بالمؤسسة الامنية فانخرطوا واخلثصواوقدموا التضحيات السخية لبلدهم . وهناك ايضا من دعى الى حل مليشياته غير ان دعوته لم تنفذ او نفذت بصورة جزئية؟
من غير الواضح ان كان جميع قادة البلد او معظمهم اختاروا طواقم حماياتهم من المؤسسة الامنية والعسكرية،ومن دون تدخل شخصي باختيارهم ؟
اغلب الظن ان مقاتلي تلك الاحزاب هم انفسهم طواقم حماية قادة بعض الاحزاب الذين اصبحوا قادة العملية السياسية والدولة العراقية.
بعض القيادات اثرت انتداب مقاتليها للمهمة الجديدة .
ومن هذه الزاوية وحين تشتد الخلافات تشمر الحمايات عن سواعدها وتمارس التصفيات وتستعين بالاجنحة العسكرية في المهمات الكبرى.
ان بعض القادة تخلوا فعلا عن عقلية المعارضة وعن ادوات المعارضة ولكن رجالاتهم ظلوا يجدون في ممارسة العمل المسلح فرصة بقائهم .
ان قضية حماية نائب رئيس الجمهورية تنسجم مع هذه الرؤيا .
الحقيقة التي لايمكن القفز عليها اليوم.
ان مايجري من قتل يجري بسبب تلك الطواقم .اللغز معروف لدى الناس والسر مكشوف الان.
وبغداد ليست ميدانا تسكنه جيوش الجن .والذين يفخخون ليسوا اشباحا ولا اشرارا من كوكب اخر.نعجز عن الاحاطة بهم وتحديد دروبهم.
جيشنا وشرطتنا ليسوا اقل وفاء وذكاء وعطاء ولاتنقصهم اليقظة ولاتفارقهم الحمية ولايفتقدون اسباب الكفاءة والفراسة.
ان دواعي الاداء المخلص فرضت الاداءالمخلص ؟
ماتوفر للمنظومة الامنية يفوق كثيرا ماكان عندنا قبل 2003 ؟ الفرق الوحيد ان الحمايات الحالية تعمل بعقلية المعارضة وتتصرف كانها اجنحة عسكرية.
وتذهب الى تسوية الحسابات وتنفيذ التصفيات بالكيفية التي تعتقد بها.
الحدث الراهن حقيقي ومتوقع وان كان بحجم الكارثة وان اثار زلزالا وان جرحنا وفجر جزعنا؟
الحقيقة التي يجب التعامل معها وتطويق تداعياتها والافادة من دروسها.
يجب ان تكون هناك محاسبة جادة وتدقيق طويل لملفات الجهات الحارسة فامن بغداد يجب ان يكون هدفا اساسيا ومن عبث بهذا الامن ومن تورط بترويع الناس ومن مارس القتل الغاشم والاثم يجب ان لايحظى بالحماية ولا بالرافة ولا بالشفقة.
مهم ان نذّكر ان نائب رئيس الجمهورية فقد شقيقه وشقيقته.
وان من قتلوهم تزيوا بلباس القوات الامنية واقتحموا عليهم دورهم.
واظن ان بعض ابناء العمومة لم يتخلصوا من نزعة القبيلة ومن غير المستبعد ان يكون هؤلاءقرروا الانتقام بصورة او باخرى ثأرا لدم اشقاء السيد النائب.
اظن ان السيد النائب لايدري ان كان هناك من ابناء عمومته ممن هم ضمن طاقم حمايته قرر الانتقام العشوائي ، فاقدم على تلك الاعمال الشائنة والمشينة.
قضية اليوم تفسر لماذا لم تنجح القوات الامنية في منع الكواتم والمفخخات.
قضية اليوم ان بعض القيادات لازالت تحتفظ باجنحتها العسكرية.
واعتقد ان المؤتمر الذي دعى اليه الرئيس ورئيس الوزراء وميثاق الشرف الذي نادى به السيد الصدر والطاولة المستديرة او العسيرة التي نضال من اجلها السيد عمار الحكيم سيكون مناسبة لمواجهة الجميع والزامهم بحل الاجنحة العسكرية والتعهد علنا بعدم حماية القتلة.
اثق بصدق الرواية او على الاقل بالجزء الاكبر منها.واقول ..
من يعبث بامن بغداد ليسوا من جنود الجن.ولااشباح من كوكب اخر!
لكنهم نفر مسعور ووحوش بلباس بشر يستغلون نفوذ اولياء نعمتهم.فيمارسون جرائمهم بالخداع والحيل ..
يستغلون طيبة رجالنا ويأتوننا من حيث لانحذر وللاسف الشديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف