الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جحا وساميلا وزائر الليل : قصة قصيرة (2)

رياض خليل

2011 / 12 / 22
الادب والفن


بعد منتصف الليل ، كان جحا وزوجته ساميلا مستغرقان في النوم ، وكان الليل أيضا غارقا في النوم والصمت المطبق ، وفجأة يطرق باب البيت بطريقة تنبئ بأن ثمة مصيبة قد حلت ، كان يطرق بطريقة متواصلة وعنيفة ، ومع ذلك ظل جحا يغط في نوم عميق ، لكن ساميلا استيقظت ، وتملكها الخوف والريبة ، وهي تتمتم : " اللهم اجعله خيرا ، لابد أن كارثة قد حصلت ، من الطارق ياترى في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟ هل مات أحد من الجيران ؟ اللهم اجعله خيرا " ، وعاد الطرق على الباب بقوة منذرة بالخطر . حاولت ساميلا إيقاظ جحا ليرى ما الأمر ، ولم تفلح في إيقاظه . قامت . اتجهت نحو الباب الذي يطرق وهي تصيح : " طيب .. طيب .. العمى ستكسرون الباب " ، وفي هذه اللحظة تنحنح جحا وتقلّب ، ثم صحا على صياح ساميلا ، وطرق الباب ، فنهض يحذر ، وهو يركز بصره على ساميلا وهي تمضي لفتح الباب ، فكمن جحا ، وبدا عليه التوجس ، وفضل التلطي من أجل التجسس على زوجته ساميلا ، لمعرفة ماستفعله ، وتساءل بينه وبين نفسه : " إلى هنا وصلت معك الحكاية ياساميلا ، تستغلين نومي لتخونينني ؟ وتفضحينني بين الناس ؟ ياويلك مني ياساميلا ! ترى من هذا الواطي ؟ " .. وفتحت ساميلا الباب بحذر ، ولم تر أحدا ، فشهقت خائفة ، وبسملت ، وتعوذت وهي تلطم صدرها . مدت رأسها ونصف جذعها الفوقاني خارج الباب ، ومطت رقبتها ، وكادت عيناها تخرج من محجريهما لاستطلاع المكان خارج البيت ، والبحث عن أحد ما ، ربما يكون هو الطارق والضيف الثقيل المزعج بعد منتصف الليل الأخرس وقالت في نفسها : " الجيران نائمون ، مصابيح بيوتهم مطفأة تماما ، الحمد لله أن أحدا منهم لم يستيقظ ، وإلا لفضحونا وأثاروا حولنا الإشاعات والتساؤلات والأقاويل المغرضة " . وفيما هي مستغرقة في تداعياتها وتخوفاتها ، وهي توشك أن تغلق الباب ، يربت جحا برؤوس أصابع كفه على كتفها من الخلف ، فتجفل ساميلا وتنط ، وهي تطلق صرخة رعب ، ويجفل جحا هو الآخر من صرخة زوجته المفاجئة ، وينط وهو يطلق صرخة مذعورة .
وبعد أن استعادا روعهما .. تجمدا كتمثالين ينظران إلى بعضهما ، ثم صرخت في وجهه: " أي قل " إحم" ! ، ولكنه وجه لها نظرة اتهام ، واستغربت : " لاتنظر إلي هكذا " ، وسألها : هل رأيته ؟ ، ونفت بهزة من رأسها ، وسألها :
- من هو؟
- من .. من هو ؟
- أتقلدينني ؟ تسخرين مني ؟
- بلشنا ؟ دعني أكمل نومي
- ماحزرت .. لن تنامي قبل أن تعترفي بكل شيء
- جحا .. لاأفهم .. أعترف؟ أعترف بماذا ؟
- ما اسمه ؟
- من ؟
- الذي كنت تنتظرينه
- من هو؟
- أتتظاهرين بالجهل ؟ أنت اعترفت
- أنا ؟
- سألتك هل رأيته ؟ وقلت : لا
- نعم ، لم أره ، لم أكذب
- إذن من هو ؟
- وكيف لي أن أعرف مادمت لم أره ؟
- وما أدراك أنه هو ، مادمت تحددين أنه هو ؟
- كلمني بالعربي ،
وعاد الطرق على الباب مرة ثانية ، وانتاب جحا وساميلا الخوف ، وطلب منها جحا أن تفتح الباب ، ورفضت وطلبت منه أن يفعل :
- أنت الرجل ولست أنا ، والدنيا ليل ، وعيب أن تفتح المرأ ة في الليل
- وأنت ساميلا .. أخت الرجال
- أنت قلتها : أنا أخت الرجال ، يعني لست من الرجال
- ساميلا أرجوك ، أنا خائف
- جحا .. ياعيب الشوم عليك ، يا جبان ، تتمرجل عليّ فقط
وقرع الباب ، وصرخ جحا من الداخل :
- من ؟
ولم يسمع جوابا ، وكان الطرق على الباب قد توقف . وضع جحا أذنه على الباب ، وأنصت ، ولم يسمع صوتا ، وساميلا تراقبه بحذر ، وتحثه : " افتح ياجبان .. وانظر من في الباب في هذا الوقت المتأخر " . ونظر أليها جحا نظرة احتجاج زاجرة ، وفتح الباب بهدوء وحذر ، وفوجئ حين لم ير أحدا ، وخرج ببعض جسمه مستطلعا الطريق أمام الباب ، ولم يرى أحدا ، وهو يردد خائفا : " من ؟ من ؟ . وكان صوته واضحا في الليل الصامت ، وكانت البيوت والنوافذ تغط في نوم عميق ، وعاد وأغلق الباب بهدوء وحذر وهو يبسمل ويتعوذ ، وساميلا تشمت به : " همممم .. من هو ؟ هل رأيته ؟ " وهزّ رأسه بالنفي ، وهو يتمسكن كفتى بائس . ويتساءل : " ترى ما لذي يحدث ؟ ، وخمنت ساميلا :
- لعله عفريت .. جنيّ ؟!
- جنيّ .. عفريت ؟
وطرق الباب ثالثة ، وجمدا خوفا ، وشجعته ساميلا سدى ، فمضت وتناولت عصا خشبية ، واتجهت إلى الباب ، ولحق بها جحا محتميا بظهرها ، فتحت ساميلا الباب وذراعها مرفوعة بالعصا ، وفوجئت بشبح رجل ، أخفت الظلمة ملامحه ، وهوت عليه بالعصا ، لكنه تمكن من تفاديها متراجعا إلى الوراء ، وهو يصيح بها :
- مابالك ؟ أنا زهير ، لاتخافي
- زهير؟ خير يازهير ؟ هل تعرفني ؟
- عزّ المعرفة ، أعرفك .. هل نسيتني بهذه السرعة ؟ غريب !
وهزّ جحا رأسه وهو يتمتم :" منذ برهة أنكرت أن تعرفينه ! ساميلا تغشني إذن ، أيتها الخائنة ، هاهو الرجل يعترف أنه يعرفها ، هل يمكنها أن تنكر بعد الآن ؟ " ،
وسألت ساميلا الرجل :
- حسنا .. إن كنت تعرفني ، قل لي إذن ، ما اسم جارتنا ؟
الرجل : لا أعلم .. ولكني أعرفك ، أنا واثق أنني ...
- كذاب ، مادمت لاتعرف جارتي ، إذن لاتعرفني .. أنت أكيد حرامي
وتدخل جحا وهو من وراء ساميلا ، ليسأله :
- طيب .. هل تعرف حماري ؟
- لا .. لاأعرف حمارك ، وهل حمارك يعرفني ؟
وتتدخل ساميلا :
- حسنا .. غدا سأسأل الحمار عنك ؟ وأتأكد ماإذا كان يعرفك أم لا ..
وانطلق نهيق حمار جحا ممزقا صمت الليل ... ودهش الجميع ، وأنصتوا لنهيق الحمار الممطوط الملحّن .. حتى سكت . وسأل الرجل :
- غريب .. ! أهو حمارك الذي ينهق؟
ساميلا : وتسأل أيضا ، طبعا هو حماري
جحا : حمارك ؟ لا تصدقها ، إنه حماري أنا ،
ساميلا : بل حمارنا ، حماري وحمارك
الرجل : حيرتموني .. هل هو حمار أم حمارين ؟
ساميلا : ما أغباك ... الآن عرفتك
وضحك جحا ملء شدقيه وبطنه ، وعلق :
- هل صدقت الآن أنه لا يوجد أذكى من جحا ياساميلا ؟ هاهو أمامك الغبي ، ولكن مادمت عرفته ، فهل لك أن تخبريني من هو الرجل ؟
الرجل : رجاء .. أخبروني ، ماذا يقول الحمار ؟
ساميلا : يبدو أنك لاتفهم لغة الحمير
جحا : أتعرف لماذا لاتفهم لغة الحمير ؟
ساميلا : لأنه حمار
ونهق الحمار مجددا ومطولا ، وحين كف عن النهيق ، علقت ساميلا
- ياجحا .. عيب عليك ياجحا ، لماذا تهين الحمار ، لقد انزعج منك ، كم مرة قلت لك عامله بأدب ولباقة واحترام
- ياساميلا .. أنا آسف
- تشتمه وتقول آسف ؟ ماهذا ؟ حمارنا يرفض أن تقارنه أو تشبهه بالرجل ، أم أنك نسيت أن لديه كرامة وإحساس وشخصية
- قلت لك آسف ، أعتذر ، أتودين أن أقبله وأتوسل إليه ليصفح عني ؟
وانزعج الرجل وتساءل : ياصديقي .. يا جحا ، اسمعني ، جئتك لأمر في غاية الخطورة ، دعني أخبرك
ساميلا : جحا صديقك ؟
جحا : ولكني لا أعرفك
الرجل : يامدام ساميلا ..
ساميلا : أنت زهير ، صح ؟
واندفع جحا نحو الرجل يضمه ويعانقه مرحبا : زهير ، صديقي ، أخي ، حبيبي ، لماذا لم تعترف من الأول ، عذبتنا كل هذا العذاب ، قلها من الأول وخلصنا ، تفضل .. تفضل . وجذب جحا الرجل ( زهير ) إلى الداخل ، وأغلقت ساميلا الباب ، وصفعت الرجل ،وهي تعاتبه : أي قل : إنك زهير من البداية ، لماذا كل هذا اللف والدوران ؟ هل سنأكلك ؟ هل أنت خائف ؟ تفضل تفضل . وساعدت جحا وجذبته بقوة وعنف ، وأجلساه . وخاف الرجل من العنف الممارس ضده ، وسألهما : ماذا ستفعلان بي ؟ صدقوني : إنني بريء .. بريء . وترد ساميلا :
- يعني نحن اللذين لسنا بريئين ياغبي ؟
وتدخل جحا : لاتخف .. لن نذبحك قبل أن نسمي عليك ، وعلى السكين
الرجل : تذبحونني ؟ أنا بعرضكم ؟ على الأقل حاكموني ، دعوني أشرح لكم ، أنا لم أرتكب مايستحق الذبح
ضحك جحا من منظر الرجل الخائف ، وهو يطمئنه:" ياجبان .. ظننتك رجل " ، ونظرت ساميلا إلى زوجها مستنكرة متسائلة : " ياجحا الخائن .. الآن كشفتك لعبتك ! أتخونني من وراء ظهري ؟ " ، واستغرب جحا وسأل :
- أخونك ؟ لاسمح الله أن أخونك ، لماذا تتكلمين هكذا ياحبيبتي ؟
- ياخاين .. من سنة لم تلفظ هذه الكلمة ، ولفظت ساميلا الكلمة بطريقة ساخرة ومسرحية وممطوطة : " حبيبتي ... حبيييييييبتي .. الآن صرت حبيبتك ؟ غريب ! ولماذا في هذا التوقيت بالذات ، مالذي تغير ؟ فجأة صرت حبيبتك ؟
- بماذا أحلف لك ؟
- بالحمار
وضحك الرجل من إعماقه ، وهو كامن في ركن منزو من الحجرة ، ونهرته ساميلا :
- أتسخر من حمارنا أيها ال ..... نسيت من تكون
- أنا زهير يامدام ساميلا .. هل نسيتموني بهذه السرعة ؟ البارحة كنت في زيارتكم
- أنت لست زهير ، لست رجلا ، جحا زل لسانه وقال بالحرف : ظننتك رجلا ، هذا يعني أنك لست رجلا ، وإن لم تكن رجلا ، فماذا يمكن أن تكون سوى امرأة مثلي ،
- لا لا أنا لست امرأة
- لا تخفين حقيقتك ، لقد كشفتك ، أنت تخونيني مع زوجي جحا ، أنت المرأة التي كان زوجي جحا يحلم ويهلوس بها في نومه ، الآن كشفتكما أيها الخائنان
- لا لا أرجوك ، أنت غلطانة ، اسألي زوجك جحا ، ( ويرجو جحا ) جحا .. صديقي أرجوك ، أخبرها أنني رجل .. رجل
جحا : يا غبية ، هذا زهير
ساميلا : أيها الرجل ، أسمعت ؟ جحا قال : إنك زهير ، وهذا يعني أنك لست رجلا
الرجل : أنا زهير الذي زاركم البارحة ، أنا الأستاذ زهير الكاتب الموظف في صحيفة الليل
جحا : ألم أقل لك ياهبلة إنه زهير ماغيره ؟ وزهير هو رجل ملء ثيابه ، إنه صديقي ،
ساميلا : صديقك ؟
جحا : ربما .. تقريبا ..
ساميلا : منذ متى وأنتما صديقان ، ولماذا لم تعلمني ؟ لماذا أخفيت عني تلك الصداقة المريبة ؟ ليس من عادتك أن تخبّئ عني شيئا .
زهير : لا لا ، جحا ليس صديقي تماما ، البارحة فقط التقينا مصادفة ، وتحدثنا ، ودعاني لزيارته ، لنكمل حديثنا ، وتشاجرنا ، وحصل ماحصل ، وغادرت
جحا : تماما ، كم أنت ذكي أيها الرجل العبقري ، ( لساميلا ) تخيلي ، لم ينس شيئا مما حصل البارحة ، لم ينس حتى ما أكله البارحة ، أنه حفّيظ ،
ساميلا : الحكاية غريبة ! ماعلينا ، المهم من أنت أيها الرجل المسمى ب.....ماذا قلت اسمك ؟ آ ... زهير .. ورجل .. الخلاصة .. لماذا جئت إلينا في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟ ألا تعرف أن هذا عيب ؟ ماذا سيقول الجيران عنا ؟ سوف يتساءلون : من هو هذا الزائر المريب الذي يتلطى بعتمة الليل ، وينتهز فرصة نوم الشارع والبيوت ليفعك فعلته الشنيعة ، ستنتشر حولنا الإشاعات
جحا : يازهير لقد أسأت لنا في زيارتك هذه ، وجعلتنا حكاية يحكيها الناس ويتسلوا بنا ، ولا أفهم لماذا فعلتها هكذا أيها الحقير الغبي
زهير : الأمر خطير .. خطير جدا ، ولايمكن تأجيله حتى الغد
ساميلا : حسنا .. قل .. خير ..
جحا : خطير ، ولماذا لم تخبرنا حتى الآن ؟
زهير : لم تتركوا لي أية فرصة ، وأدخلتموني في دويخة ، حرام عليكم ،
جحا : قل ، انطق الجوهرة ، خلصنا ،
ساميلا : احك .. ما القصة ؟
زهير : جئت لأخبركم وأصحح خطأ قاتلا خطيرا ، حصل البارحة بيننا ونحن نتحاور ، وبالعلامة حصل بيننا سوء تفاهم ، وتشاجرنا ، وغادرت على إثرها ،
ساميلا : هات من الآخر يا ... ما اسمك ؟
زهير : زهير .. زهير ،
جحا : طيب .. طيب .. أكمل الحكاية
زهير : أية حكاية ؟ أنا لست حكواتيا ؟ فقط لأنني أحبكم ، وأخاف عليكم ، وأخلص لكم ، وددت أن أطلعكم على السرّ ؟؟ السر الخطير
ساميلا : يا أخي جننتنا ، أوجز ، اختصر ، لا تضيع وقتي ، ورائي أعمال ، ووقتي من ذهب ، تكلم ، وقل : مالأمر ؟
زهير : أرجوكم لا تقاطوني ، دعوني أتكلم ، لم أعد أحتمل الكتمان ، السر خطير جدا ، ومن الأمانة أن أخبركما به ، عليكما أن تعرفا السر الخطير ، لأريحكم , وأريح ضميري ،
جحا : أنت ثرثار ، ومجنون ، ولا تعرف كيف توصل الفكرة .
وينهق حمار جحا المربوط خارج الحجرة نهيقا ممطوطا ، ويعلق جحا :
جحا : أسمعب ، هذه بشهادة حماري ، حمار جحا ،
ساميلا : بل حمارنا ، حماري وحمارك
زهير : وما بال الحمار ، لماذا ينهق ؟
جحا : إنه يحتج ، ويتذمر منك ، ومن سفاهتك وكلامك الفارغ ،
ساميلا : بل يعتبرك ضيفا ثقيلا ، قليل المفهومية والأدب . ويقول : إنك تماطل ، وتلعب على الوقت ، وتناور
جحا : وتداور ، وتتسلى ، وتلف وتدور كالمسحور
زهير : رجاء ، دعونا من الحما ر ، أريد أن أتكلم ، أن أشرح ، أن ....
جحا : الحمار ينصت لك معنا ، حماري ذكي ، ويلقطها على الطاير ، هل أترجم لك ما يقوله عنك ؟
زهير : عني ؟ وكيف عرفت ؟ كيف تفهم لغة الحمير ؟
جحا : هل تريد أن أعلمك لغة الحمير ؟
زهير : ليتك تفعل
جحا : أنا أعطي دروسا خصوصية بلغة الحمير
زهير : مجانا ؟ أم ...
جحا : أنا لست جمعية خيرية .
زهير : كم تتقاضى على الساعة ؟
وينهق الحمار مطولا ، وتصيح ساميلا محتجة : " يا أولاد ال ... خلصونا ، أريد أن أنام "
زهير : حسنا .. حسنا ..
جحا : إن لم تتكلم ، سأطردك من بيتي
زهير : إذن لاتقاطعوني ، سأتكلم ، وأتكلم ، وأتكلم ،
ساميلا : تفضل ، تكلم يا ..
زهير : كان .. ياما كان .. وياما سيكون ........ وعلى فكرة كان ياما كان ، في قديم الزمان ، أقصد في سالف العصر والأوان ، يعني ليس كثيرا ، بل من زمان ليس بالبعيد ، أبعد الله الشر عن قلوبكم يا إخوان ، ويا خلان ، يعني ... يعني ... لقد تذكرت الآن قصة .. بل قصص ، كان .. لقد نسيت القصة ,, ولكن ، لو طولتم بالكم علي ، فسوف أتذكرها ...... وتابع زهير الكلام غير المترابط ، والممل ، والذي يخلو من معنى واضح ، وليس له هدف واضح .... فيما كان جحا وساميلا يصغيان إليه باهتمام بداية ، ثم بضجر وعدم اكتراث ، وسرى الملل في أوصالهما مسرى المخدر ... وغلبهما الإرهاق والنعاس ، واتخذا مجلسهما بشكل يسمح لهما بأخذ غفوة .. ثم مالبثا أن استغرقا في النوم العميق على إيقاع الثرثرة الفارغة لزائر الليل الثقيل المدعو : زهير ، الذي استمر يثرير كمذياع بلا توقف ... ومن دون أن يعرفا مقصد الرجل وحكايته التي ادعى أنها خطيرة جدا ،
وهذا ما سيعرفونه لاحقا .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضبط الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في الشيخ


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 20 مايو 2024




.. عوام في بحر الكلام -الأغاني المظلومة في مسيرة الشاعر إسماعيل


.. عوام في بحر الكلام - قصة حياة الشاعر الكبير إسماعيل الحبروك




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: الأسطورة الخالدة الأغ