الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه زمن القتلة

رحمن خضير عباس

2011 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



سيلتحق هذا الخميس الأسود الى روزنامة الوجع العراقي . تلك الروزنامة التي طفحت بالدم . وتجللت بالحزن والغضب . إنها الأبادة الجماعية بأبشع صورها . إنه القتل العبثي المقيت , حيث تسقط الضحايا مضرجة بالألم ,مستسلمة لليأس . كل مواطن هومشروع موت محتمل , في كل لحظة , فالموت هو القاعدة اما النجاة فهي صدفة . القاتل كيان هلامي غير واضح وغير معلوم , قد يتجسد بصورة رجل أمن او موظف او وزير اورئيس اونائب له . فأين تولي وجهك ايها العراقي وفوّهة كاتم الصوت مسلطة الى رأسك المبتلي بهموم الدنيا . والشظايا المتناثرة تفترس جسدك الواهن . لاتخدع نفسك وتتكأ على حائط يحميك , سواء كان حائطا دينيا او مذهبيا أو إثنيا , فالمفخخات عاجزة عن التفريق بين هذه المفردات , لأن هدفها هوالأنسان العراقي بكل اطيافه . وعليك أن تعتصم بجبل الوطن فهو الذي سيحميك من طوفان القتل العشوائي . اليوم امتلأت الروزنامة من بداية الأسبوع حتى نهايته . لم يبق يوم منها بدون مجزرة .وهذه الروزنامة سنهديها الى مجلس النواب . مجلس الأميين والفاشلين والأنتهازيين . المجلس الذي لايمثلك ايها العراقي , بل يمثل مصالحه الضيقة , ويمثل منافعه الحياتية . فالمجلس وسيلة للرفاه وتحقيق المنجزات الدنيوية من رواتب خيالية وحمايات وقصور وضياع وخدم وبعثات للحج وسياحات في دول العالم . اما انت ايها العراقي فمت شهيدا , وهدفا للقتل . واذا جاء وقت الأنتخابات فلا تتأخر في انتخابهم مرة اخرى !!!!! كما ينبغي لنا ان نهدي هذا ( الأنجاز ألأمني ) الى السيد المالكي . فقد اصبح بين عشية وضحاها القائد الضرورة . فهو القائد العام للقوات المسلحة , اضافة الى استيلاءه على كل الوزارات الأمنية . واعتقد أنه يستحق التهنئة على انجازه في هذا اليوم حيث تحترق بغداد . ولااعتقد ان الرجل سيستقيل متحملا المسؤولية الأخلاقية . إن مفهوم الأستقالة تفترض ايمانا عميقا بالديمقراطية , والمالكي هو من اطاح بها في التمسك بالسلطة وعدم تسليمها الى الكتلة الفائزة , لأنه يعتقد بأنه يمارس تكليفا شرعيا . كما انه لايستقيل لأنه لايمتلك المؤهلات الأحترافية . فهو رجل مجهول كان يعيش في اروقة السيدة زينب . وجاء على جناح التسوية للذين رفضوا سلفه ابراهيم الجعفري . فهو رئيس للوزراء بالصدفة . وحينما رأى سحر السلطة , أبى ان يتخلى عنها بأية وسيلة . فكيف له ان يعلن استقالته ؟!
لاشك ان القوى والكتل والأحزاب الحاكمة ستتبادل التهم بينها . فكل كتلة ستحمل الأخرى . وسيزداد الأحتراب السياسي بين هذه الكتل , مما يخلق فراغا امنيا , سيجعل الخلايا النائمة من القاعدة ومن بقيا النظام السابق ان تنتعش من جديد . لذالك فان المستقبل يكتنفه الغموض لاسيما وان القوى المتصارعة تتهم غيرها بالعنف والجريمة .
لاشك ان هذه الجريمة ستمر دون عقاب . لأن الدم العراقي رخيص , وسيضيع في دهاليز السياسيين الجدد وتصريحاتهم وتشكيل لجانهم وقراراتهم الكاذبة . بينما تضيع الحقيقة في خضم الأزمة ولذالك فان طبيعة الجريمة تكشف ملامح المرتكبين , من خلال هذه الأسئلة . من لديه المصلحة في تفجير بناية لجنة النزاهة . تلك اللجنة التي تحاول ان تكشف السرقة والفساد الذي تفشى بين الأجهزة الحكومية ؟؟ . كيف يمكن ان تنفجر كل هذه المفخخات في يوم واحد وفي مناطق مختلفة من بغداد , دون ان يكتشف ولو البعض منها ؟؟ . لدى العراق اكبر ترسانة لمحاربة الأرهاب المحلي , وتتجلى في عدد نقاط التفتيش , ووسائل الكشف المزيفة والحقيقية من السونار والتفتيش اليدوي والتصوير , اضافة الى وجود الوسائل الأستخباراتية التي يتشدق بها المسؤولون الأمنيون . هل كانت هذه الوسائل تتمتع بإجازة ؟ . لاشك إن هذه الأسئلة وغيرها , تكشف ملامح الجناة الذين لم ينزلوا من المريخ . او لديهم طاقية الأخفاء .. انهم جزء من نسيج ( الحكومة واحزابها ) ويجب ان تجرى المسائلة من قبل الشعب الى هذه الحكومة ومطالبتها بالأستقالة . ومن ثم ملاحقة مسؤوليها قضائيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها