الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطور مبعثرة عن نصف الثورة والتيار الديني والليبرالية

جرجس نظير

2011 / 12 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان




عندما ارتفع علم ثورة 25 يناير علي أرض التحرير في مصر تملكتني حالة تناقض وجداني ،كانت مشاعري مزيج من السعادة والقلق ،السعادة لسقوط نظام طاغي أذل البلاد والعباد طيلة فترة حكمة والقلق خشية من صعود التيار الديني علي سدة الحكم
وقتها كانت مخاوفي تقابل باستخفاف من قبل أساتذتي في عالم الثقافة وأصدقائي في عالم الفكر الذين يتحدثون معي عن أمور وأحوال البلاد،كان الجميع يؤكد علي أن خوفي ان دل علي شيء فانه يدل علي الطفولة السياسية وغياب النضج السياسي وكانوا يسردون مبرراتهم قائلين:ان النظام السابق قد غرس هذا الفكر في النفوس كفزّاعة
للتخويف ليس الا.
وبالرغم من انني أدرك تماما ان التيار الديني في مصر يتسم بالتنظيم والتخطيط والهيمنة الفكرية علي عقول وقلوب الشعب الا انني رضخت لفكرتهم لاسيما بعد ان لمست حماس الثوار وقوتهم.
ووجدتني أطبل وأرقص فرحا بالثورة وكتبت "مبارك سقوط لا نظام مبارك" علي أساس ما سوف يأتي هو النظام الحقيقي،وذكرت في ذلك الحين بعض سهام النقد التي وجّهت للثورة وطرحتها للمناقشة، كنت انذاك منتشيا بالثورة التي قامت علي قلب رجل واحد ضد نظام طاغي وكيف اننا نجحنا في هدم هذا الفساد وكشفه ولم أكن أدرك أننا نستطيع ان نسقط اسقاط
نظام لكننا لا نستطيع ان نبني وطننا ، فنحن ماهرون في الهدم .
ثم أخذت الأحداث تتوالي علينا يوما بعد الآخر،وها هم الثوار يعلنون القائمة السوداء علي كل من يخالفهم
ها هم الثوار لا يحتملون نقدا ويتعاملون بديكتاتورية. ممقوته
ها هم الثوار ينصبون المحاكم ويعطون صكوك الغفران
ها هم الثوار ينقسمون علي بعضهم البعض
هل هذه هي الآمال المنشودة في الثورة المنتظرة ؟
هل ما كنا نعاني منه في ظل النظام السابق من ديكتاتورية ظل موجودًا في نظام التحرير الحالي ؟
نعم ويا أسفاه
ها أنا أجيب بنعم ، الثورة ومن ينافقها في العاطل والباطل اتبع سياسة الديكتاتورية في الفكر والتفكير والحكم.
ما أدركه وأعلمه علم اليقين انني استطيع ان ابدي رأيي بلياقة في كافة أمور الحياة السياسية والاجتماعية العامة ولا اخشي نبذا أو سجنا ما دمت سلميا لا أحمل سلاحا في وجه احد، هذه هي الحرية في يقيني وفي عرف كافة الدول المتقدمة .
أنا لا أحب الرئيس السابق ولديّ مبرراتي علي ذلك لكنني لا أرهب شخصا يخالفني في المشاعر و الأفكار واقذفه بأبشع النعوت،
ولكن ما يدمي القلب ان يأتي الاستبداد من الثوار ويباركه الأعلام ويشجعهم علي ذلك
انظر وتابع صفحات الصحف المصرية
تجد العجب نفاق كامل طيلة الوقت لكل تصرفات الثوار
-أين الثوار ؟
ها هم في التحرير يختارون عصام شرف رئيسا للوزراء
رائع
-وأين الأعلام ؟
اقرأ ما كُتب في الصحافة في ذلك الوقت عن عصام شرف
قالوا فيه ما كتبه ابن سينا في الملك العزيز
سواك الله نورا والناس من ماء وطين
ثم تتوالي الأيام الصغار ويهتفون ضد شرف
-سألت احدهم قائلا: هل هذا تخبط وسوء اختيار وعدم دراية ؟
-هل هذا تسرع وعدم معرفة؟أين القيادة السياسية الناضجة؟
-أين الادارة الناجحة؟
قالوا: شفيق بقايا النظام وشرف ابن التحرير
ثم رجعنا للمربع صفر
وشرف طلع من لجنة سياسات الحزب الوطني
-الم يعرف أحد ذلك وقتها

قال: السلطة مفسدة
-هو العيب في الكرسي ولاّ في الجينات نفسها
-أين الثوار الان؟
في ميدان التحرير وفي الأعلام وفي الصحافة
أنا ارتضيت ذلك وان كنت معارضا بعض الوقت لبعض السياسات الخاطئة- من وجهة نظري-لكنني في النهاية لا أعرف علي من ألقي اللوم والعتب، وأنا في البداية والنهاية من جيل هذه الثورة وكل امالي كانت معلقه عليها وغاية أمنياتي ان أراها مكتملة وناجحة وتحدو بالبلاد الي الأمن والأمان .
وها هي الانتخابات قادمة وكل ما يشغلني هو صالح الثورة والدولة المدنية التي أبغيها
-هل سوف نجد الثوار علي الخريطة السياسية ؟
أوهمنا أنفسنا وأوهمنا الأعلام بذلك وخدر مشاعرنا وأفكارنا عندما أقنعنا ان الميدان هو مصر،وان من يتظاهرون هم القادة الملهمون وان الشعب يقف وراءهم ويشد أزرهم وعند أول خطوة علي سلم الديمقراطية هانم انكسرت رجل الثورة ورجعت خالية الوفاض عارية السيقان وأصبح أشهر مانشيت علي صدر صحيفة مصرية
جملة مؤلمة تكتب بالدموع وبالدم وبالحسرة وباللون الأسود
(الثورة خارج البرلمان)
-أين الثورة ؟
أمام مجلس الوزراء؟
-أين حزب الكنبة؟وأين الأغلبية الصامتة؟
حزب الكنبة يلهث وراء الزيت والسكر و100جينة مصري
حزب الكنبة يلهث وراء رجل الدين الذي سيهبه الدين والدنيا عندما يعمل بالسياسة
-أين الأحزاب الليبرالية ؟
في الفضائيات و في المكاتب المكيفة يبحثون عن موضوع يكسّر الدنيا حتي تعلو أصواتهم
السؤال الأخير؟
أين يتجه مصير بلدنا؟
اخشي ان تتجه البلاد الي الحكم الديني
وأجد أمواج الأفكار تطرحني لنفس الشاطيء الأول في التفكير
عندما نجحت الثورة لأسال نفسي عدة أسئلة كانت السبب الرئيسي
لفوز التيار الديني
1-أين الحزب الناضج سياسيا والناجح شعبيا في مصر
2-أين القوي السياسية أو بمعني أدق البطانة أو الصف الثاني
3-أين الأحزاب الليبرالية التي لها أرضية جماهيرية،
وليست كرتونية الشكل والمضمون
4-ابحثوا عن نسبة الأمية في مصر لكي يعرف الجميع
قدرات الشعب في النجاح في اختبار الديمقراطية
*منذ عدة أشهر تسابق الأعلام والكتاب والصحفيون في سرد
الجمل والعبارات التي قالتها الصحف الأجنبية مدحا في الثورة
أيّامها لم يكن يجرؤ انسان علي الحديث بنقد واحد عن الثورة
اليوم الصحف العالمية تنعي ثورة مصر
-لوس أنجلوس تايمز:المصريون تعبوا من الفوضي التي تسببها
الاحتجاجات
صحيفة هاارتس الاسرائيلية : القاهرة تشبه بغداد بعد الغزو الأمريكي

قصة قصيرة
-في بلدي الأحزاب الدينية تنتشر في كل شبر من أشباره
وحزب الكتلة المصرية لا يوجد له دعاية ولو صغيرة الحجم
اتصلت بمقر الحزب المصري الديمقراطي لأتحدث مع احد قادته في هذا الأمر وغيره من الأمور الخاصة بالحزب
فلم يستمع أليّ أحدًا ولم يشرفني أحد بسماع صوته ،كيف تتحدث الآلهة مع البشر أمثالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير إيراني في لبنان.. ماذا يعني ذلك لحزب الله والاستراتيجية


.. -بحثت عنك ولم أجدك-.. أم فلسطينية تودع ابنها الشهيد




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش نجاحات حزب الله والرد المتوقع على ا


.. هل استعادت إسرائيل ردعها بعد سلسلة الاغتيالات التي نفذها ضد




.. مراسل العربية: قصف على الضاحية الجنوبية من البوارج الحربية