الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوحة خريفية

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2004 / 12 / 28
الادب والفن


تلك المرآة ذات الشعر الأسود كأنه ليل بواد ذا عمق أبدي
يسكن خلف جبل لاينتهي الى قمة
تمشي في يوم خريفي ممطر أو كاد ينتهي مطره
بكاء مر ودموع... أم هي بقايا مطر السنين على تلكم الخدود
من بعيد تظهر بقايا شجرة خريفية دموعها هي الأخرى على الأرض وتستنجد
بالربيع كي يحضر هذه الوفاة ويعيد دموعها اليها قبل أن يصلها ذلك العامل...
ذلك الشبح الستيني ياتي ببذته مبتذلآ يحمل مكناسته على كتفه الأيسر ويكلم المطر ويضحك مع الرصيف
ويقرر بينما يسير...بأي شجرة يبدأ؟
وهل سيلم سنينها أم سنينه التي تدحرجت ولايدري أين اختفت...!
* * *
سال نفسه من ذات التاج الأسود هناك ولم هي راحلة عن تلك الشجرة
ومن سقطت دموعه أولآ, الشجرة أم هي
تساءلت هي..من هذا القادم من الماضي
وكان يمشي متلفتا يمينآ وشمالآ وينظر خلفه بكأبة الى شيء مفقود
سألت قلبها الممطر..هل يظنني أني من مفقوداته أم أنه ينظر وراءه الى حيث سيموت ذاهبا؟
* * *
ظلت تمشي وتارة تسرع بخطواتها وتارة تسجل رويدآ رويدا
علها تفسر ذلك الحلم الذي جاءت تلاميحه القديمة الى طرف عيناها
وتحاول تذكر كل تفاصيل ذلك الحلم البنفسجي وكأنها تشاهد مسرحية في عصر حكم دكتاتوري
صار يرمقها برأسآ مطأطأة أثقله حزن الأحلام...
وكثرة الأغراب
يصب جام غضبه على مكناسته التي أهترت شعيراتها قبل شعيراته
هاهي أوراق الخريف تمر عليها مكناسته ولاتمحها...
ياترى هل السبب أهتراء مكناسته أم عيناه التي لاتميز بين الورق اليابس والشعر الأسود؟
* * *
تمطر بلؤم غيوم تلك الليلة الآذارية
وكأن أنقلاب الشتاء العن من أنقلاب السلطات
هاهي ذرات المطر تنساب من شعرهاالأسود ويسقط على أرض لاشيء فيها الآ أنعكاس أضواء الشارع
وصوت مكناسة ذلك الستيني
رفعت معطفها القديم حتى يغطي ذلك الجيد المقدود
تغطيه من برد ليس بالجديد على ذلك الحلم النورسي الغارق حتى الثمالة بين نهديها...
ولازالت عيناها تنصب على الرصيف تارة وعلى ذلك الستيني تارة أخرى
وتتراكم الأسئلة
وتصبح كثيرة كأنها سقطت من شجرة خريفية تنزع ثوبها كل لحظة وتحتضن البرد
* * *
هل يا ترى وجوده في الطريق صدفة أم هو موعد مع الماضي المبتل؟
صرخت بداخلها وقالت ....."كأني رأيته قبل هذه الليلة"؟
"وكأني رأيته بهذه البدلةومع هذه المكناسة"
ولاأدري أكان يسجد للمطر كما يفعل الأن أم لا....؟
ولاأدري ما أذا قد رأيته أمس أم قبل الدهر...؟
صارت تنبش في ذلك الحلم علها ترى أي شيء جديد
وظلت تنبش وتبحث في زوايا ذلك الطيف الأبدي
كطفلة فقدت دميتها وتركض هنا وهناك
حتى داهمها الصباح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل