الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري وترجمة شعار( بالروح بالدم...) على الارض

زارا صالح

2011 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية




تأكيدا على مبدأ إلوهيتها على الارض وسلطتها المطلقة فقد دأبت أنظمة الاستبداد من خلال منظومتها الفكرية والثقافية التلقينية على ابتكار وسائل وشعارات تلغي الذات الانسانية وتجعله قربانا للقائد والزعيم الاوحد متجاوزا حتى سلطة الخالق الرب.ولعل مقولة ( بالروح بالدم نفديك يا قائد ) تمثل الحالة الببغائية شعبيا والكذب والنفاق الممارس خوفا وارهابا تصل بالزعيم الى تصديق هذا الكذب ليظن فعلا بانه السيد المطلق والمهدي الذي انتظره الشعب.
ان ما يحدث اليوم في سوريا من ممارسات لنظام البعث الدموي وتفننه في قتل الشعب تمثل ترجمة عملية لهذا الشعار بشكله العزرائيلي-المصاص دمائي وليقول لهذا الشعب ( ها أنت اليوم تفديني روحا ودما وبارادتي ) ومن يرفض ذلك فان مصيره الموت وقد كثرت هذه الحالات داخل معتقلات وسجون النظام حيث يجبر السجين على تأليه بشار والركوع لصورته وان رفض يكون مصيره الذبح هذا عدا عن القتل اليومي للمدنيين من اطفال ونساء وشيوخ وشباب قرروا المضي في درب الحرية واسقاط هذا الكابوس القابع على صدورهم.
هذه المجازر ترتكب بحق الشعب السوري وامام أعين المجتمع الدولي واصرار الجامعة العربية على اعطاء مهلة اخرى لنظام بات يستغل كل لحظة انفراج ليزداد شراسة وفتكا بشعبه مصدقا فقط روايته الرسمية بوجود ارهابيين وعدم اعتراف بكل ما يجري في سوريا منذ عشرة اشهر هذا يجعل الشارع السوري الثائر على الارض ان يشكك بالجهود العربية والدولية لانه لايريد الانصات لندائه واستغاثته وعبر جمعات عدة طالب بالحماية الدولية لشعب يستباح على ايدي نظامه وشبيحته وذلك من خلال العمل بمواثيق ومعاهدات الامم المتحدة ومجلس الامن والتي وقعت عليها كافة الدول وهذا بحد ذاته لايمثل تدخلا خارجيا بل تنفيذا للواجب القانوني والسياسي والاخلاقي لهذه البنود. واذا كان هناك من يشكك في فهم التدخل الخارجي ومازال يسترخص دم شعبه امام مفاهيم وشعارات نمطية وعلى خلفية ( نظريات المؤامرة ) فان النظام السوري الذي استباح دم شعبه وبانه مالك العباد والبلاد يمثل التدخل العسكري الخارجي ولاينتمي لهذا الشعب . ثم عندما يقوم رئيس دولة بتحدي شعبه وبهذه الصراحة والعلنية اذا لم يرضخ له, ماذا يمثل بالنسبة الى الشعب ؟ هذا عدا عن الوطن الذي افتقده الشعب السوري منذ اغتصاب البعث للسلطة والدولة خمسة عقود خلت.
تمثل الحالة السورية نموذجا فريدا من نوعه لان الثورة السلمية للشعب السوري احرجت الى حد ما المجتمع الدولي لكنه لم يتحرك لحمايته وما زال يقف متفرجا على جرائم هذا النظام الدموي ويراهن بان هذا النظام قد يغير من سلوكه ولكن هيهات فان طبيعة هذا النظام تحتم عليه ذلك وان أي تنفيذ حتى لبنود الجامعة العربية وبشكل فعلي يعني نهاية هذا النظام وهو يدرك ذلك جيدا ولهذا يحاول حسم معركته على الارض كلما اعطي فرصا ومهلا عربية. على المجتمع الدولي التحرك السريع والفوري اولا لحماية الشعب السوري انسانيا لان هذا النظام مستعد للتضحية بعموم شعبه في سبيل بقائه وحده على رأس سلطته الابدية هذا ما يجب ان يفهمه العالم اجمع وكل مراكز القرار العربي والدولي لان نهج واستراتيجية هذا النظام لم يتغير منذ بدء الانتفاضة والى الان بل على العكس فقد ازداد بطشا ووحشية كلما حاوره المجتمع الدولي . اذا نحن امام حالة انسانية ومجازر يوميا ترتكب بحق الشعب السوري هذا الامر الذي لايقبل المماطلة والعودة الى المربع الاول في التعامل مع هذا النظام ولابد من وقف الة القتل لهذا النظام وبكل الاليات والوسائل المتاحة وفق قوانين مجلس الامن وحقوق حماية الانسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ