الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تصحح الثورة المصرية مسارها 3

جورج فايق

2011 / 12 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تمر مصر الأن بفترة عصيبة جداً و تعد من أعصب الفترات و أعقدها بعد ثورة يناير فالمجلس العسكري الذي يقوم بإداراة شئون البلاد في حالة صدام قوي مع الثوار الحقيقيون لثورة 25 يناير بعد أن قام الجيش بفض أعتصامي مجلس الوزراء و التحرير بالقوة المفرطة مما نتج عن هذا سقوط شهداء و مصابين بالمئات و حريق المجمع العلمي و قيام قوات من الجيش بأنتهاكات جسدية في حقوق سيدات مشاركات في الأعتصام و تم تصوير كل هذه الأعتداءات و نشرها مما نتج عنها أدانها شديدة لهذه الأعتداءات داخلياً و خارجياً و حملوا مسئوليتها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فيما عدا الإسلاميين المشغولين بجني ثمار ثورة لم يقوموا بها و لم يخططوا لها
فالأخوان شاركوا بعد قيام الثورة بشباب الأخوان و ليس بالقيادات في بادئ الأمر ثم نزلت القيادات بعد ان لاح نجاح الثورة و السلفيون حرموا من الأساس الخروج على الحاكم
و لكن للعجب بينما يقتل الثوار الحقيقيون و يصابوا بعاهات جسدية نتيجة الصدام مع المجلس العسكري نجد الأخوان و السلفيون مشغولان الأن بجني الكراسي و حسابتها ليسيطروا على برلمان مصر القادم
و لم يسوء السلفيين سحل السيدات و هتك عرضهم في الأحداث الأخيرة بل كل ما شغلهم أنحلال هؤلاء السيدات مما جعلهن يشاركن في الأعتصامات من الأساس بمشاركة رجال و بالطبع هذا من وجهة نظرهم خلوة تستوجب الجلد و ربما الرجم
و لم يجرح مشاعر السلفيين الرقيقة فيديو لسيدة تسحل و تعرى على يد جنود من الجيش و لكن ما أثار حفيظتهم أنها لم تكن ترتدي ملابس كافية ليتم تعريتها بسهولة و توريط الجيش و أعلنوا رغم أنها منقبة ألا أنها ليست سلفية و لا يعرفوا عنها شيئاً و أرتدت النقاب فقط لتوريط السليفيين و ان شاركوا في جمعة الحرائر المقرر لها اليوم كما أعلنوا فهم مشددين على أنهم ليس ضد المجلس العسكري
أن كان السليفيين تنازلوا عن قيمهم و مبادئهم الراسخة في كراهية اليهود و دولتهم إسرائيل التي يطلقون عليها أسم الكيان الصهيوني الأرهابي المعادي و يقولوا عن اليهود أحفاد القردة و الخنازير و ينتظروا يوم قتل كل اليهود على بكرة أبيهم على أحر من الجمر يوم يقول الحجر و الشجر للمسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعالى أقتله ذهب المتحدث بأسم حزبهم النور و تودد للإسرائيل الذي و أدلى بحديث مؤكداً حرص السلفيون على السلام مع إسرائيل و عدم الغاء معاهدة السلام متغاضياً عن كره اليهود و إسرائيل و ذهب لأجراء حوار مع إذاعة الجيش الإسرائيلي
و من قبل ذهب أخوانهم الكبار الأخوان المسلمين أقاموا أتصالات و لقاءات مع أمريكا و أن فعل هذا اي فيصل أخر أو أي حركة ثورية مثل 6 أبريل مثلاً للأتهموهم بالخيانة و العمالة و لتم ذبحهم برعاية المجلس العسكري الذي ينافقوه طوال الوقت و سائرين في ركبه أملين في تركهم كتابة دستور مصر و تولي حكمها
لذلك تخلوا هؤلاء الأنتهازيين عن الثورة و مبادئها لأنها في الواقع ليس بمبادئهم و لكنهم مشيوا في الركب لعلهم يصلوا إلى غرضهم و قد كان
أما الأخوان فأدانوا أحداث مجلس الوزراء و لكن ألأدانة كانت بالكلام و ما أكثر الكلام الصادر عنهم و لكنهم شددوا في حديثهم من المساس بالأنتخابات و جدولها الزمني المرسوم سلافاً و بالتالي فأن بيأنهم كان من أجل التهديد و الوعيد أذا تم المساس بالأنتخابات و ليس أدانة
و الأخوان المسلمين يشاركون السلفيين الرأي أن هذه الأحداث مفتعلة ليتم تأجيل الأنتخابات و يتوهموا هؤلاء المنافقون أن كل الأمور سوف تهداء و ترجع لمسارها الطبيعي عقب الأنتخابات و لا ندري علي اساس ستكون الأنتخابات كفيلة بتحقيق الأستقرار
فصدام الثوار مع المجلس العسكري كان أمراً محتوما فنحن أمام أكبر جهة سيادية الأن في البلد تملك السلطة و القوة و يعتقد أنها لا تريد أن تترك السلطة بأي حجة كانت خشية من مسائلتها أو خشية على وضعها أو لتأيد القوى الغربية و على رائسها أمريكا من أن يدير العسكر شئون مصر لأنهم صمام أمان مصالحهم
فالحل في تولي المجلس العسكري شئون البلاد مع ترك بعض الديمقراطية للشعب يلهون بها مثل أنتخابات مجلس الشعب و أنتخابات من سيكون رئيس وزراء مصر و ... مع أحتفاظ المجلس العسكري بتعيين من يروه مناسباً في الوزارات السيادية كالداخلية و الخارجية بجانب وزارة الدفاع بالطبع و بالتالي النموذج الباكستاني هو الأقرب للتنفيذ في مصر برعاية أمريكا التي خططت في أستبدال مبارك بالمجلس العسكري عقب يقينها أن مبارك نفذ رصيده مع الشعب و هي الأن تدعم المجلس العسكري كما كانت تفعل مع مبارك
فأمريكا تغض الطرف عن كل الأنتهاكات التي تحدث للثوار و لحقوق الأقليات على يد المجلس العسكري منذ بداية الثورة مثلما كانت تفعل مع حليفها السابق مبارك و مازالت تفعله مع أل سعود في السعودية و غيره من دول الخليج فهم مغمضين أعينهم دائماً عن الأنتهاكات الدائمة لحقوق الإنسان في هذه البلاد و تربطهم علاقات وثيقة بهذه النظم الأستباددية لا يمكن التخلي عنها تحت أي ظرف من الظروف و حتى يظهروا بصورة الراعي لحقوق الإنسان يصدر تقرير الخارجية الأمريكية يتضمن أسماء بعض الدول العربية متهمة أياها بأرتكاب أنتهاكات في حقوق الأقليات و التميز و الديني و ..... لا يجني من تقريرهم المضطهدون شيئاً و لا يخسر المنتهكين لهذه الحقوق شيء و لكن هذا التقرير الحقوقي بمثابة ذر الرماد في العيون و أظهار أمريكا بأنها تدين أنتهاكات حقوق الإنسان في هذه البلاد العربية الصديقة و الشقيقة لأمريكا
و لذلك من وجهة نظري أن أمريكا هي الراعية الرسمية لأي نظام قادم في مصر كما كانت راعية للنظام السابق و ليس لديها أي غضاضة في تولي الأخوان المسلمين الحكم في مصر بل هي من أشد المؤيدين لذلك بل كانت وزير خارجية أمريكا تشدد مثل الأخوان على أجراء الأنتخابات في موعدها و عدم المساس بجدولها الزمني عقب أحداث شارع محمد محمود مما يجعلنا نقول أن أمريكا أردت و نوت أن يتولى الأخوان المسلمين الحكم في مصر و النموذج الباكستاني هو الأقرب كما ذكرت و على أساسه يترك الداخل لجماعات الإسلام السياسي لتفعل به كما يحلو لهم في الداخل مع وجود وضع خاص للجيش في الدولة يجعل الجيش على هرم السلطة و بالتالي علاقات أمريكا الوثيقة و المصيرية مع الجيش المصري تضمن مصالح أمريكا و أمن إسرائيل و هذا هو الأهم لدى الولايات المتحدة الأمريكية و ليست الديمقراطية و حقوق الأنسان كما يدعون لأن هذه الأشياء تقال على سبيل الديكور ليشاع أن أمريكا راعية الحقوق في العالم ومن أعظم الديمقراطيات في العالم و داعمة لها و الحقيقىة أنها لا تبحث ألا عن مصالحها بغض النظر عن أي شيء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم