الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب مصالحة ثقافية سياسية فلسطينية:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 12 / 23
القضية الفلسطينية


ان القراءة السياسية لا تقلل من حجم التفاؤل حول زيادة فرص انجاز المصالحة الفلسطينية, بل اثمن ذلك واثني عليه عاليا, لكنها تتعامل تعاملا عمليا حضاريا مع الحراك حول هذه المصالحة, فالى جانب تقبل النوايا الحسنة في المصالحة والتي صبت في اطار انجاز الاتفاقات حول الية واجرائية تنفيذ المصالحة, فان التاجيل المستمر للاهم والاخطر في موضوع المصالحة, وهو الصيغة الثقافية السياسية لمنظمة لتحرير الفلسطينية, يبقي حقنا في التشكك قائما,
وحتى تتبدى اهمية وخطورة ما اقول فانني سابدأ بتوضيح معنى مصطلح الصيغة الثقافية السياسية, حيث تعني كلمة الثقافي هنا التعريف الفلسطيني للمكتسب الحضاري الفلسطيني العام من تاريخ مسار تطورنا الحضاري, في صورة تعريفات فكرية توضح للمواطنة الفلسطينية خصوصية ذات وماهية ذاتها وما يترتب لها من حقوق وعليها من واجبات, نحو ذاتها وفي تعاملها مع الغير,
اما السياسية هنا فتعني: ابداع المحاولة المنهاجية الفلسطينية لتجسيد هذا الاساس الفكري بصورة عملية في ارض الواقع الموضوعي, وكيفية تشكيل صورة البنية الفلسطينية في هيكل منهاجية يحقق القناعات الفكرية حول الذات والحقوق والواجبات والعلاقات,
اننا في العادة نختصر حاصل جمع التعريف السابق بمقولة البرنامج النظري السياسي, وهو يتجسد في صورة الميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية, يليها تجسده في صورة برامج الفصائل الفلسطينية, واخيرا بصورة مجتمعية عامة يتجسد في صورة القناعات الفردية للمواطن الفلسطيني, وبين هذه الصور تكمن نسبية مسافات التقارب والتباعد الفكري والمنهجي وتبعا لهذا الشرط تتحدد احجام المواقف وائتلافاتها.
بهذا الصدد لا بد من القول ان بعض قرارات مؤسسات الشرعية الدولية بصدد تعريف الذات والحقوق الفلسطينية كانت اكثر رقيا من كثير من التعريفات الفكرية النخبوية الفلسطينية فهي تعترف بمبدأ قومية الذات والحقوق الفلسطينية وحقها في الاستقلال والسيادة في دولة خاصة من خلال مقولة حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره, في الوقت الذي تتجاذب به تعريفاتنا الذات والحقوق الفلسطينية ما بن التماهي في وهم القومية العربية او التماهي في الامة الاسلامية, ولم يكن ذلك بعيدا عن ضغوطات خلل ميزان قوى حالة الصراع الذي يعمل ضدنا واهم عوامله عدم جذرية القناعات الفكرية للقيادة الفلسطينية واعتمادها صلابة _التذاكي الشخصي_ بدلا من صلابة يقين المعرفة الفكرية العلمية, فلجأت الى تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني حاولت حركته التناغم مع اتجاه خلل ميزان القوى في حالة الصراع, مما طرح مبدأ امكانية اعادة التعديل تبعا لزيادة خلل موازين القوى,
ان مسالة تعريف الذات والحقوق الفلسطينية هي المسالة المركزية في البرنامجية والمنهاجية الفلسطينية, وهي المسالة التي لا تزال مجال تجاذب فلسطيني, والاساس للحالة الانشقاقية بمستوياتها المجتمعية والسياسية, وهي المسال التي تضمن في حال الاتفاق على تعريفاتها ان تبقى التعددية الفلسطينية في اطار الوحدة الوطنية, وهي المسالة التي لم تحسم لقاءات المصالحة الفلسطينية امرها, مما يبقى انجاز المصالحة الفلسطينية في اطار التنسيق السياسي القابل للتفجير لا في اطار الوحدة الوطنية غير القابلة للشطب والالغاء,
ان مرحلية العمل السياسي الفلسطيني يجب ان تحتكم الى حالة وحدة ثقافية حضارية فلسطينية, وهو الاساس الذي خلى منه برنامج الجبهة الديموقراطية الفلسطينية حول مرحلية النضال الفلسطيني في سبعينات القرن الماضي وشكل المدخل الفكري لتبني مفهوم الكم والحجم الجغرافي السياسي للعمل المرحلي وكان يتاسس على جهل مطبق بالمفهوم والدورالحضاري للمقولة الفكرية, وهو لا يزال سائدا مسيطرا حتى الان.
اننا لا نرفض المصالحة كحالة تقارب وتنسيق سياسي تتيح حوار فلسطينيا داخليا اكثرهدوءا واعلى تحضرا وايجابية, كما لا نرفض ان تتبلور على اساس من المرحلية السياسية المشتركة للفصائل والمؤسسات السياسية الفلسينية, غير اننا نقبل هذه المصالحة بهذه الحدود, ولا نقبلها لغما قابلا للانفجار اذا تبدلت مستقبلا شروط الظرف التي استدعت انجازها بشروط ظرف يستدعي تفجيرها, وهي منهجية سيطرت تاريخيا على علاقات الفصائل بمنظمة التحرير الفلسطينية, فاحدثت الانقسامات والانشقاقات بصورة دائمة في الوحدة_ السياسية _ الفلسطينية والتي بقيت ادنى من مستوى الوحدة الحضارية الضرورية للانتصار الفلسطيني في الصراع.
ان التنسيق بين شرعيات متعددة يختلف بصورة جوهرية عن وجود تعددية تضبطها شرعية مركزية واحدة, وحراك المصالحة لم يقدم للمجتمع الفلسطيني حتى الان الصورة الفكرية السياسية المتفق عليها بين الفصائل للتوحد في شرعية حضارية قومية واحدة, وذلك لا يحمل بشرى مفرحة للمستقبل الفلسطيني, لنا في حاصل الفوضى في مواقع الانتفاض الشعبي في المنطقة خير مثال على ذلك فالقوى السياسية والشعبية التقت في وضع الانتفاض على ارض مقولة الدولة المدنية وها هي يتمزق ائتلافها المرحلي الان على صخرة مقولة الدولة الديموقراطية, وهو ما لا نرغب بتكراره في الوضع الفلسطيني الذي لم يعد وضعه يملك شروط وظروف قدرة تحمل كما تملك اوضاع وشروط تلك المجتمعات حيث لا تعاني على الاقل من حالة احتلال تنهك كل مقدرات وعوامل وجودها وصمودها ومقاومتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ