الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والازمة الجديدة ابعادها .... ومسبباتها

عبدالله مشختي

2011 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الازمة التي تفجرت في العراق بعد الانسحاب الامريكي النهائي ربما تثير جملة من الاسئلة او المبررات لدى البعض من المراقبين والمتتبعين كونها خلافات او ازمة خرجت الى السطح فجأة او بسبب تداعيات الانفجار الذي استهدف مبنى البرلمان او الاحرى استهداف رئيس الوزراء كما اعلنته الحكومة العراقية ،وما اثير اخيرا الى تورط نائب الرئيس الجمهورية طارق الهاشمي او مكتبه وحماياته بالامر.
لكن وكا قرأت من خلال مرور الاحداث ومنذ اكثر من شهر كانت هناك مؤشرات للتلويح بوجود ازمة سياسية كبيرة ستخرج برأسها الى العلن من خلال المشادات والتصريحات الصحفية والاعلامية من قبل قوى سياسية معينة .ان هذه الازمة ليست من ناتج اتهام الهاشمي برعاية الارهاب والتورط فيها من خلال جماعاته وانما كانت هذه القضية بمثابة مفتاح لتحريك هذه الازمة الى العلن من خلال اسباب كثيرة وعديدة وخاصة الازمة العميقة التي كانت مترسبة بين العراقية والتحالف الوطني او بالاحرى دولة القانون والتي بقيت منذ تشكيل حكومة المالكي والى الان بدون حل يرضي أي طرف من الاطراف .والتي كانت العراقية تريد الاستحواذ على الحكومة او تكون القوة الموازية للتحالف الوطني وليست مشاركا وكل المفاتيح بيد التحالف الوطني .
ان العراقية بمكوناتها والتي تتوزع ولاءاتها بين جهات اقليمية وعربية مختلفة كانت ولا زالت البؤرة الوحيدة القابلة لتفجير الوضع السياسي وتحويلها الى ازمة مستفحلة مما يفتح الباب لتدخلات اقليمية وعربية في الشأن العراقي .في الوقت الذي وقفت الكتلة السياسية الكردية بالموقف المراقب للاحداث والحذر من تقلب الاوضاع واستفحال الامور ،وخاصة في الاونة الاخيرة بعد تصدع العلاقات الكردية الكردية داخل كردستان ،وانشغالها بالوضع الداخلي.
وما كانت سلسلة التفجيرات الاخيرة في بغداد الا انعكاسا ووجها من اوجه هذه الازمة وصورة منها .وان انسحاب امريكا من العراق لم يكن سببا مهما ورئيسيا لهذه الازمة ،انما هي اسباب داخلية بالدرجة الاولى من صراع على السلطة والامتيازات والنهب وسرقة واهدار ثروات واموال العراق ،وكذلك فقدان الثقة بين القوى السياسية حيث لم تعد هناك نسبة ولو ضئيلة من الثقة بين الاطراف المختلفة ،اضافة الى وجود اجندات خارجية تمثلها بعض القوى والاطراف السياسية ،اضافة الى هذه الاسباب كلها وبعد زيارة السيد المالكي الى واشنطن وحصوله على دعم سياسي لحكومته من الرئيس اوباما ومحاولته قطع الطريق على اطراف كانت صفحاتهم معروفة بالازدواجية في التعامل كقوة سياسية مشتركة في ادارة الدولة العراقية وفي نفس الوقت تتعاطف و تتعامل مع جماعات متطرفة وتخريبية .
لا يمكن الان حل هذه الازمة بسهولة نظرا لعمق الاختلافات بين الاطراف المختلفة عن بعضها ،وان سفر طارق الهاشمى الى اقليم كردستان وطلبه المثول امام القضاء في كردستان دون بغداد تؤشر الى هاجس الخوف الذي يسيطر على قادة العراقية اما خوفا من اثبات ما اتهمتها به القضاء العراقي وبالتالي الحصول على ليونة موقف قضائي او سياسي لهم في كردستان .او يعود الى السبب الرئيسي وهو انعدام الثقة بالمؤسسات القضائية العراقية المحسبوبة على الطائفة الشيعية او المسيسة كما تدعي بعض اطراف القائمة العراقية.
ان احتضان حكومة اقليم كردستان لطارق الهاشمي قد يؤدي الى تفاقم الازمة اكثر وخاصة بين الاقليم والحكومة الاتحادية والتي هي متأزمة .وكان من الاجدى لحكومة اقليم كردستان عدم السماح لطارق الهاشمي بالمجئ الى كردستان مما يشبه الهرب من بغداد ،او محاولة اقناعه بالعودة الى بغداد ومواجهة التهم المسندة اليه من قبل القضاء ان كان ينفي ما اسند اليه من تهم والمثول امام القضاء العراقي بشجاعة وقوة ويثبت براءته من تلك التهم ولكنه في هذه الحال يثبت على نفسه تلك الشكوك .
وان الذين يطبلون بان الاوضاع ستتدهور في العراق بعد الانسحاب الامريكي انما يتوهمون الا ان دفعت امريكا بالاوضاع الى التفاقم وهذا مالا يرى الان في الساحة بعد ان شكل الدعم الامريكي للمالكي حافزا جديدا للمالكي للتصدي للارهاب واطراف التخريب والذي لايزال مستمرا، فيما يحاول توطيد العلاقة بينه وبين امريكا ويقف بقوة لمنع أي تدخلات ايرانية عميقة قد تضطر امريكا لاعادة النظر في سياستها تجاه الحكومة العراقية الحالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ