الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهاب الدولة .....وتفجيرات دمشق

ثامر إبراهيم الجهماني

2011 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


إرهاب الدولة ....وتفجيرات دمشق !
إن مفهوم الإرهاب من اعقد المفاهيم القانونية التي تركت جدلا ولا زالت ، وقد ظهر أول ما ظهر إبان الدولة الجاكوبية بفرنسا ، وتطورت حولها النظريات والتعريفات في بداية القرن العشرين في أدبيات الاتحاد السوفييتي عندما ادخل مصطلح( الإرهاب الأبيض ) ، لتبرير أفعاله . يمكن الرجوع بهذا الشأن إلى ما كتبه روبسبير .
رغم كل ذلك فقد اجمع فقهاء القانون من جستنيان إلى ناعوم تشومسكي على وجوب توافر ثلاثة شروط لوصم الفعل بالإرهاب :
مع التمييز بين الإرهاب كفعل مدان ، وحق تقرير المصير :
1- القيام بفعل عنفي أو التهديد به لإجبار طرف أخر لتقديم تنازلات أو الامتناع عن القيام بفعل .
2- ان يكون الفعل لا تمايزي : أي لا يفرق من بين ضحاياه بين رجل و إمراءة وشيخ وطفل بين مدني وعسكر كل ذلك لتمييزه عن الاغتيال .
3- أن يكون ذو مضامين سياسية .مثال تحقيق مطالب وشروط وإرسال رسائل سياسية .

# # #

استفاقت دمشق اليوم الجمعة الواقع في 23/12/2011 ، على وقع أصوات الانفجاريين الذين داهما سماء دمشق ، واستهدفا مقرات أمنية .
تزامن ذلك مع وصول طلائع مراقبي البعثة العربية ، ليس من الصدفة بمكان هذا التزامن ، سيما أن الأمر مدبر وسبقته إشارات واضحة وصريحة على لسان وليد المعلم .
صباح يوم أمس أيضا ً طالعتنا الصحف اللبنانية بنبأ نقلا عن مصادر حكومية لبنانية ، مفاده أن الأمن اللبناني ابلغه نظيره السوري عن دخول مجموعات من القاعدة على أساس إنهم من المعارضة السورية إلى الأراضي السورية ، ولم يخبرونا لماذا لم يتم إلقاء القبض عليهم وتسليمهم ؟ ، علما أن ملف اختطاف السوريين الناشطين في لبنان وتسليمهم إلى سوريا عريق علما إنهم ناشطين سياسيين وليسوا من القاعدة .
# # #
عطفا على بدء :
أن التفجيرات التي حدثت ، ومحاولات النظام السوري لإقناع العالم وإقناع الملتفين حوله على وجود المؤامرة الكونية ، وإحراج المراقبين العرب من مغبة عدم ذكر الحادثة وزيارة مكانها من إفقادها الثقة والموضوعية .
باعتباري باحثا ومهتما بشؤون الإرهاب أقول :
أن الفعل ينطبق تماما مع الأسلوب الذي استعمله حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الفارط ، التي استعملها لتشويه صورة الإخوان المسلمين في الضمير الجمعي ، وأما م المجتمع الدولي ليبرر استعمال العنف الشديد في التخلص منها ، فلم يتورع بتفجير حافلات الأطفال ، وتفجيرات الأزبكية المشهورة ، وقد استدعى بشار الأسد رجالات الإجرام في عهد أبيه وسلمهم ملف الثورة (أو العصابات المسلحة كما يصفهم ) ، فظهر على السطح أسلوب الإرهاب المنظم جنبا إلى جنب مع الفعل السياسي ،عكس ما حدث من غباء وإجرام ينم عن حالة انتقام في الأشهر الأولى من الاحتجاجات الشعبية ، وقد بدأ بشار بالصرف من حصالة أبيه بشكل جدي كمؤشر واضح إلى بداية النهاية .
ثم إن تنظيم القاعدة ألان هو بمرحلة لم الجراح والبحث عن مصادر للتمويل وفقدان السيولة المادية مما أدى لانفضاض كوادره نسبياً .وهو غير مؤهل للدخول إلى الساحة السورية بشكل مباشر ، أما أسلوبه بالعمل والتفجيرات تختلف عما حدث صباح اليوم بدمشق . القاعدة تبتعد عن الاشتباك المباشر بعمليات التفخيخ أو التفجير الانتحاري بعكس ما حاول النظام السوري إقناعنا به ، ثم ان القاعدة تترك بصماتها في عين المكان لتشعر العالم بوجودها ،وتخرج على الملأ فورا بتبني العمل ، عداك عن تصوير العملية لتؤكد للعالم قوتها .
ومن نافل القول والتذكير أن نقول :
انه خرج علينا الإعلام السوري بنبأ التفجير مترافقاً مع أن المعطيات تشير إلى القاعدة قبل حدوث أي تحقيق بالأمر ، وتبث قناة الدنيا وهي البوق الأكثر صلافة للنظام نبأ إلقاء القبض على الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما ، أضف إلى أن رجال الأمن والشبيحة مساء هذا اليوم ( يوم التفجير ) خرجوا إلى الشوارع بآلياتهم محتفلين ويطلقون أغانيهم عبر المكبرات الصوتية بمظاهر احتفالية الأغاني التي تشير إلى الانتصار لإحباط المعنويات كحرب نفسية ، معلنين الانتصار بالتفجيرات بدل إعلان الحداد ( إنه العهر السياسي بعينه ) .
لنعود للتحليل الفني :
ادعى النظام السوري أن التفجيرات تمت عبر سيارات مفخخة ، والصور التي تم بثها عبر التلفزيون السوري أظهرت موقع التفجير والدمار الهائل ، لكنه تجنب بشكل متعمد إظهار البوابة التي دخل منها الانتحاريين .
من لا يعرف موقع مقر امن الدولة ، فهو يقع على دوار كفر سوسه في منطقة تكاد تخلوا من السكان ، كونها مطلة على عقد مرورية كبيرة ويجانب الفرع طريقين دوليين عريضين احدهما الشمالي أمام المقر مؤلف من أربعة مسارب ، والآخر غربي الفرع مؤلف من ستة مسارب عريضة ، أي اقرب بناء سكني أو عمراني من هاتين الجهتين يبعد 50 إلى 60 متر على اقل تقدير ، ولا يمكن أن تتأثر بالانفجارات إلا بتكسير النوافذ وبعض الشظايا علما أن سياج الفرع يرتفع إلى الأعلى بمقدار 6 متر ، فمن أين جاءت إصابات المدنيين ( عشرات القتلى وأكثر من مائة جريح ) بكل بساطة هم من المعتقلين الذين يرغب النظام بالتخلص منهم ، إضافة لبعض الكوادر الأمنية المشكوك بولائها وغير مرضي عنها ، ولا ننسى أن النظام السوري تبنى على مدار وجوده السياسة الصهيونية التي تقول ( اضرب بعض أطرافك لتستعطف العالم حولك ) .
من جهة أخرى أي سيارة مفخخة لا تستطيع اختراق البوابة لأسباب منها :
1- تصفيح البوابة
2- وجود حاجز امتصاص صدمات
3- الحراسة الشديدة والمكثفة
4- عدم وجود فسحة أمام البوابة لتسارع العربة
5- وجود رصيف على الشارع الموازي أمام البوابة يجبر من يريد الدخول بالدوران 90 درجة
6- ضرورة انفجار احد السيارتين على البوابة لفتحها
كل ذلك يؤكد أن التفجيرات مدبرة من النظام ، إضافة لتصاعد دخان لون ابيض فقط في سماء دمشق جراء الانفجار بدل الدخان الأسود المعتاد أو المختلط .
ليعلم العالم أن هذا النظام اقترب من السقوط فحصالة أبيه شارفت على الانتهاء .
المحامي ثامر الجهماني
باحث في شؤون الإرهاب الدولي 23/12/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المحامي الذكي
عراقي قبل اي شيء ( 2011 / 12 / 24 - 01:09 )
الارهاب ارهاب سواء جاء من الدوله او من الذين تدافع عنهم القاعده وغلمان الثوره اللوطيه


2 - ( إنه العهر السياسي بعينه )
إياد أبازيد ( 2011 / 12 / 24 - 04:34 )
( إنه العهر السياسي بعينه )
منذ ايوم الأول لثورتنا المباركة بدأت محاولات النظام الفاشلة لإنقاذ نفسه من الإنهيار و السقوط الذي بات قاب قوسين . و كل الطرق التي استخدمها كشفت وجهه الدموي المجرم للعالم أجمع .. إلى أن وصل الحال به أنه بدأ يقتل أزلامه في محاولة غبية لتغيير صورته ...


3 - النظام و القاعدة
إياد أبازيد ( 2011 / 12 / 24 - 04:45 )
إذا افترضنا أن تنظيم القاعدة أراد أن ينفذ عملية ما في سورية أو في منطقة الشرق الأوسط ... فإن ذلك سيكون بالتنسيق مع النظام السوري و بما يخدم مصالحه . لأن العالم كله يعرف مدى التعاون ( بين هذا النظام و القاعدة ) الذي ظهر جلياً منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق و العمليات الكثيرة التي نفذت في العراق و التي كانت تنطلق من الأراضي السورية ...

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا