الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت في حضرة السيوف

ساطع راجي

2011 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أيا كانت نتائج الازمة الراهنة المتعلقة بنائب رئيس الجمهورية، فإن الازمة فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين الاطراف السياسية وهي صفحة تقود الى تعديلات جوهرية في شروط اللعبة التي يمارسها ساستنا منذ 2003 بتحكيم وتنظيم ورعاية وشروط أمريكية وبما إن الامريكان قد خرجوا من العراق فإن شروط اللعبة أصبحت في مهب التغيير.
الازمة كشفت بعري فادح سقف القسوة المفتوح بين فصائل السلطة ويحق للمواطن أن يتحسس رقبته ويستحضر قلقه وهو ما حدث فعلا الى حد استغفال الذات وتجاهل الخطر أحيانا لأن التفكير في هذا الخطر قد يجمد أطراف الانسان حين يستحضر التاريخ القريب ويكفي هذا التداعي الدولي لإستبصار حجم الخطر.
بغض النظر عن تسمية من أطلق عنان الازمة الراهنة فإن جميع الفرقاء من داخل فصائل السلطة ومن خارجهم، كانوا يشحذون هممهم لتغيير الحال بعد خروج الامريكان، وكانت ومازالت الاحتقانات بين الفرقاء هي الخطر الاكبر المحدق بالبلاد، لا الارهاب ولا الميليشيات ولا الجيران ولا الطوائف ولا القوميات التي هي كلها حبال يستخدمها الفرقاء السياسيون لخنق بعضهم البعض وفي أثناء ذلك يضيقون الخناق على مستقبل البلاد وأمن المواطنين.
لقد إستل الساسة سيوفهم وراحوا يخططون ويكيدون لبعضهم بعضا وكل منهم يريد أن يتغدى بصاحبه قبل أن يتعشى صاحبه به وكانت لهذه العاصفة مقدمات واضحة لم تفلح التلميحات والتصريحات في الدفع لاستباقها بالعلاج اللازم قبل أن يستفحل الامر ويسبق السيف العذل ويبدو إن الساسة كانوا يستعجلون الهرولة نحو هذه الحافات الصعبة والمحرجة لأنهم ضاقوا ذرعا بالصبر فقد غالبوا أنفسهم وطباعهم الاصيلة لزمن طويل في محاولة إخفاء النوايا وتأجيل الاحلام عبر التطبع على الحدود التي وضعها الامريكان.
كان ومازال هناك كثر يستهزأون بالقلق من تداعيات الانسحاب الامريكي على العراق متناسين إن هذه القوى السياسية العراقية فشلت لسنوات في أن توحد صفوفها على مدار المواجهة مع نظام صدام وكانت الخلافات فيما بينها عرضتها مرارا وتكرا لمذابح على يد النظام او على ايدي الاشقاء في هموم المعارضة المزمنة، ولا نظلم أحدا لو قلنا إن إحدى الاسباب الرئيسة لفشل القوى السياسية في اسقاط نظام صدام هي الخلافات والجشع حتى عندما تكون السلطة هدفا بعيد المدى وبقيت تلك القوى تنتظر وتعاني حتى جاءت الرغبة الامريكية فأسقطت صدام وتى هذا السقوط وطريقته كانت موضع خلاف بين الذين تسابقوا الى جمع غنائم ذلك السقوط.
كل المؤشرات تقول إن معركة كسر العظم بين الفرقاء ماضية في طريقها قد تكون فيها بعض الاستراحات والفواصل لكن المجرى العام سيحافظ على تدفقه الهادر والحلول الوسطى القائمة على التهدئة لا الحسم هي للضحك على النفس وعلى الزمن وهي حلول (مجازا تسمى هكذا) ستؤدي الى زيادة الاحتقان والانفجار التالي قد يكون أقسى وستظهر سيوف أطول وأشد مضاء حتى لو كانت في حقيقتها مجرد أوراق مستلة من ملفات قضائية، وهي سيوف تذهل المتابعين وتتركهم حائرين يتابعون كرة الدم والنار التي يتقاذفها الفرقاء على وقع المطالبات بالهدوء والحوار والحذر ولا مجيب حيث يرى فيها كل طرف "معركة حاسمة" لتحقيق الاحلام الكبوتة بالسلطة المطلقة من كل قيد أو شرط أو شراكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي